شكلت إسهامات محمد عابد الجابري الفكرية والنقدية أحد أهم المشاريع التي بصمت في الفكر العربي المعاصر، فعلا وردة فعل، وخاصة في موضوع التراث الذي فككه الجابري وحاول إعادة بنائه للاستناد عليه في تقديم إجابته الخاصة حول سؤال النهضة الذي شغل العقل العربي، الإجابة التي أرادها الجابري أن تكون مؤسسة لفعل عربي خاص يتجاوز الإجابات السلفية التي استدعت التراث لتكرره خارج مجاله الزماني والمكاني، ويتجاوز الإجابات التغريبية التي نادت بالقطيعة وأرادت استنساخ التجربة الغربية متعالية عن الزمان والمكان، وبهذا قدم الجابري مشروعه المبثوث في العديد من كتبه وخاصة منها الكتب المؤسسة: نقد العقل العربي وبينية العقل العربي.
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} سورة الرحمن
بالفعل سيرحل كل إنسان عن الحياة الدنيا ويبقى عمله وسيرته.
يبقى العمل فإذا كان صالحا أصبحت سيرة الإنسان طيبة عطرة وعاش بين الناس بعمله الصالح وسيرته الطيبة العطرة حتى بعد مماته.
وإذا كان العمل غير صالح أصبحت سيرة الإنسان غير طيبة وغير عطرة وعاش بين الناس بعمله غير الصالح وسيرته غير الطيبة وغير العطرة حتى بعد مماته.
سُئل رجل: لِمَ تكلفت مشقة صعود الجبل؟ فأجاب: لأني وجدته أمامي! ومن تلك المشقة، ما ضاق دون كتابتِه وتصويره ألوف الأوراق والأشرطة، ولم يطرح يوماً ثمرا، بل خلف علقما وشررا، ويظل يخوض فيه كثيرون وهم يقدرون ألا يخوضوا، ولكنهم لا يشعرون، فيتكلفون الوعورة ويدعون المهاد.
فلنتناجى بود، أيها العروسان، لعلنا نجتنب غفلة يخضع له بعضنا في بيوت ومجالس وعلى هواتف، لا ينتبهون منها إلا قليلا حين ينير فيهم قبس من يقظة، ثم يطفئه طوفان الإمعية، فيستعيدون خضوعهم للغفلة، يجترونها ويضيفون إليها، ثم يرسلونها كأنها تبرع محمود وعطاء مطلوب وهي هباء منثور.
العجب، أن نوغل في مرض بدلا من نبذه ومنْع عدواه، كأننا مسحورون نستمرئ ما لا يستساغ. العجب إن جهلنا الفرق بين البدايات والنهايات، فلا نحن نفهم ولا غيرنا. مقاصدنا ونهايات أفعالنا، مهما كانت جميلة جذابة، إذا اتخذنا منها أوصافا وأعذارا لمسالكنا وبدايات أفعالنا، مهما كانت قبيحة ومنفرة، غالطنا أنفسنا، ووصلنا إلى غير ما نريد، فنكون خسرنا تعب المسلك والوقت، وخسرنا القصد المنشود، بل مزجنا فعكرنا وأفسدنا.
إعادة قراءة القرآن الكريم بعامة، وقراءة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) خاصة. تعد ضرورة شرعية وحضارية، فأما الشرعية فإننا بدون القرآن لسنا من الإسلام بشيء.. وقد قال الله (عزّ وجلّ) في كتابه العزيز):فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا(.(طه/123ـــ124).
وعن أبن مسعود (رضي الله عنه):" من جعل القرآن خلف ظهره ساقه القرآن إلى النار، ومن جعل القرآن بين يديه قاده إلى الجنة".
وأما الضرورة الحضارية، فإنَّ القرآن الكريم هو هدى الله(عزّ وجلّ) في تنظيم العقل الإنساني بغية تحقيق النهضة الحضارية المنشودة للأمة لتأخذ موثقها الذي أراده لها الله(عزّ وجلّ)،(الشهود الحضاري).
وأما قراءة إبراهيم (عليه السلام) في القرآن الكريم، فللوقوف على منهجه في بناء العقل الإسلامي، وسلوكه الإيماني الذي جعل منه باني النهج الإسلامي العقلاني المؤدب بهدى الله تعالى.. ولمعرفة كيف سمانا المسلمين، وكيف هو أمة قانتة.. ولماذا أهتم به أهل الشرائع الأخرى؟
إن هذه القراءة تحقق للإنسان المسلم نهضة روحية نفتقدها اليوم، ونهضة أخلاقية تعيد ترتيب وجوده مع نفسه والعالم، ونهضة عقلية هو بحاجة إليها في مواجهة أعدائه.. مواجهة الحروب الشرسة التي تشن على الإسلام بأسلحة حديثة، اقتصادية وسياسية ودينية.
إبراهيم (عليه السلام) القاسم المشترك الأعظم بين الشرائع المختلفة اليهودية والمسيحية والإسلام، غير أنه أبن الدين الواحد عند الله (عزّ وجلّ) وهو الإسلام، أي: التسليم لله وحده لا شريك له، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
يسعى هذا البحث إلى الوقوف على مكانة إبراهيم (عليه السلام) في هذه الشرائع، وكيف نظرت إليه، وما صفاته التي بوأته هذه المكانة، ومن أحق به؟
يشير مفهوم الرقمية Digitization أساسًا إلى أخذ معلومات تناظرية وترميزها إلى أصفار؛ وذلك بحيث يمكن لأجهزة الكمبيوتر تخزين ومعالجة ونقل هذه المعلومات.
وتعني الرقمنة Digitalization التحول في الأساليب التقليدية المعهود بها إلى نظم الحفظ الإلكترونية، هذا التحول يستدعي التعرف على كل الطرق والأساليب القائمة واختيار ما يتناسب مع البيئة الطالبة لهذا التحول، وأصبح التحول إلي الرقمية أمرا ضروريا لحل كثير من المشكلات المعاصرة من أهمها القضاء علي الروتين الحكومي وتعقد الإجراءات، وكذلك القضاء على مشاكل التكدس وصعوبة الاسترجاع.
إن "الرقمية Digitization و "الرقمنة Digitalization" هما مصطلحان مفاهيميان يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وكثيراً ما يستخدمان بشكل متبادل في مجموعة واسعة من الأدبيات، فيما يتعلق بالتحول الرقمي.
تعلمت من أمي وأبي- رحمهما الله- درسا مهما لي ولغيري، ألا وهو لطف الله الدائم للمؤمن الذي يستوجب الحمد الدائم لله على كل حال، فكان أبي -رحمه الله- يؤكد لي أن لطف الله دائما مع المؤمن؛ حيث قال لي: أن أحد العارفين بالله سئل ذات مرة أين لطف الله إذا حدث للمؤمن حادث سير أودى بحياته؟
فأجاب العارف بالله بأنه يمكن إذا لم يحدث هذا الحادث أو تأخر للمؤمن أن بتعرض لفتنة تخرجه عن دينه وأخلاقه فيخسر الدنيا والآخرة؛ لذلك كان الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يسأل الله الثبات على دينه دائما وأبدا، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينِكَ"
الصفحة 11 من 433