الديوان الرابع عشر للشاعر المصري حلمي سالم الصادر مؤخرًا عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر. ينتمي لما يمكن أن نسيمه تيار "الفانتازيا التاريخية". إذ يتكئ على معطيات التاريخ بعد صهرها في بوتقة الخيال، فيشتبك الواقع مع الجنون في جدلية فانتازية. شخوصُ الواقع تنسحب خارج دائرتيْ الزمان والمكان لتتحول إلى عقولٍ تتحاور، تختلط مع صوت الراوية حينًا،
تتوالى تخبطات وانتكاسات الاحتلال الأمريكي في العراق بسبب تصاعد ضربات المقاومة كمًّا ونوعاً على الجيش الأمريكي وذلك باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه وكذلك وزير دفاعه الذي اضطر إلى تليمع صورته من جديد لتدني شعبيته ومطالبة الأمريكيين باستقالته وذلك بقيامه بزيارة مسرحية لقواعد الاحتلال في تكريت والفلوجة والموصل. وثالثة الأثافي جاءت من المؤرخ العسكري الذي عزا انتفاء الأمن والاستقرار في العراق إلى عدم وجود خطة ما بعد الإحتلال وبالتالي قد يتعرض الإحتلال إلى الهزيمة في نهاية المطاف. السؤال هو هل عدم وجود خطة لما بعد الإحتلال هو مقصود أم غير مقصود؟ أم هل عدم وجود الخطة هو خطة في حد ذاتها أم لا؟
لم أفرح بكتابٍ - مؤخراً - قدر فرحتي بكتاب ( فلسطين : التاريخ المصور) الذي أنهى تأليفه الدكتور طارق السويدان في محرم 1425 هجري الموافق مارس 2004 ميلادي ، وأسباب فرحي بهذا الكتاب متعددة منها :
أولاً – المادة العلمية المميزة التي يتضمنها الإصدار المطبوع : حيث تكلم عن تاريخ قضية فلسطين المسلمة عبر خمسة أبواب مطولة هي : فلسطين قبل الإسلام ، فلسطين في العهد الإسلامي ، العهد العثماني وحكم الإنجليز ، فلسطين تحت الاحتلال اليهودي وأخيراً الانتفاضة والسلام ، وقد انقسم كل باب منها إلى فصول تفصيلية ثرية بالمعلومات والتواريخ والأسماء والإحصائيات .
أمتي كم صنم مجدتِهِ = لم يكن يحملُ طهرَ الصنمِ
لا يُلام الذئبُ في عدوانِهِ = إن يكُ الراعي عدوَّ الغنمِ
فاحبسي الشكوى فلولاكِ لما = قامَ في الحكمِ عبيدُ الدرهمِ
(عمر أبو ريشة)
ويح العروبة كان الكونُ مسرحَها = فأصبحت تتوارى في زواياهُ
كم صرفتنا يدٌ كنَّا نصرِّفُها = وباتَ يملكُنا شعبٌ ملكناهُ
كم بالعراقِ وكم بالهندِ ذو شجن = شكا فردَّدَ الأهرامُ شكواهُ
(محمود غنيم)
***
يواصل الأديب والكاتب السعودي عثمان محمد مليباري مشروعه الذي تفرَّغ له في السنوات الأخيرة، والخاص بإلقاء الضوء على الشعراء العرب الراحلين منذ سنوات قليلة، وخاصة الذين ظلوا قابضين على جمرة الشعر العمودي أو البيتي، قبل أن يلفهم ظلام النسيان، في ظل المدِّ الشعري لقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، وهما الشكلان الشعريان المتسيِّدان المشهد الشعري العربي الآن.
لأن العلاقات القائمة بين الجمالي والسياسي والاجتماعي، لا تزال بحاجة إلى فحص، فقد قامت جانيت وولف بمراجعة الطبعة الأولى من كتابها "علم الجمالية وعلم اجتماع الفن"، وأضافت إليها ما قامت بفحصه ومراجعته، وحدَّثت تلك العلاقة، وناقشت نقاط التحدِّي الذي تواجهه الجمالية من قبل التحليل الاجتماعي، وأصدرت طبعتها الثانية من الكتاب الذي ترجمته د. ماري تريز عبد المسيح، وخالد حسن، وصدر عن المشروع القومي للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، ووقع في مائة وعشر صفحات.
والكتاب ـ الذي يبدو دفاعا عن الجمالية في مقابل السياسي والاجتماعي ـ يعد في الوقت نفسه نقدا للجمالية التقليدية، أو علم الجمال التقليدي الذي تعود نشأته إلى القرن الثامن عشر، حيث تمحورت تلك النشأة حول الفن من حيث موضوعاته وتأثيرها، وأدى ذلك إلى فصل الفلسفة الجمالية عن المسائل الأخلاقية والسياسية، وكان قبلها ومنذ القرن الخامس عشر في أوربا قد بدأ انفصال الفن عن الحرفة.
صدرت الطبعة الأولى من رواية "العربة والليل" للروائى الفلسطينى "عبدالله تايه" عن منشورات أبوعرفة –القدس عام 1982م.
تحتل الرواية موقعها الزمنى الهام على خريطة الرواية الفلسطينية, من حيث أنها تتناول التجربة الحربية /الأدبية الفلسطينية خلال مرحلة البحث عن الذات الجديدة المقاومة للانسان الفلسطينى. وهو ما يمكن التقاطه من خلال الموضوع والعديد من الشواهد والحوارات ثم المعطى الفنى والدلالى للرواية. لذا كانت فكرة "النبؤة" هى المدخل والمنتهى فى قراءة هذا العمل المقاومى الجاد والطموح.
"سر برهومة" رواية قصيرة (نوفيلا) صدرت باللغة الإيطالية للكاتب والشاعر الإيطالي الجنسية، المصري الأصل والمولد، محمد غنيم، وصدر منها طبعتان عن دارين مختلفتين للنشر في إيطاليا، وحققت نجاحا كبيرا، وتُدرس في بعض الجامعات الإيطالية، وكُتب على غلافها "قصة أغرب حوار بين حضارتين".
ثم قام المؤلف نفسه بترجمتها إلى اللغة العربية، وكتب على غلافها "ترجمة طبق الأصل"، وطُبعت في مطابع دار أخبار اليوم بالقاهرة.
وهي تدور في إطار رمزي حول العلاقة بين الشمال والجنوب، أو الشرق والغرب، من خلال السر الذي يحمله برهومة، ويعود به إلى موطن والده ـ الرجل الأصفر ـ الذي ترك البلدة أو القرية التي تعرَّف فيها إلى زوجته زيزي، (أم برهومة)، والتي ماتت بعد أن أنجبت طفلها. وعندما شبَّ الطفل أراد الذهاب إلى بلاد أبيه علَّه يجده، فيعيش في كنفه، بعد أن عاش مع جدته لأمه الساحرة زندينا التي كانت تمارس سحرها، فترهب به أهل البلدة الذين ركنوا إلى الاستسلام والدعة والكسل والبلادة والخوف والترقب، وإطلاق الشائعات وتصديقها، وكانت متعتهم في الأحاديث التي لا طائل من ورائها.