نسمع كثيرًا كلمات مثل: يعجز اللسان عن التعبير، أو الكلمات لا تعبّر عمّا يجول في خاطري، أو الموقف جعلني غير قادر على الكلام، وغيرها من التعابير والكنايات التي تعبّر عن شدّة الصدمة، أو شدّة الإعجاب. ولكن لأوّل مرّة في حياتي أحسّ بمعنى هذه الكلمات، لأوّل مرّة أحسّ بقوّة الفقد، ولأوّل مرة أحسّ بقوّة الألم. الألم الذي تحسّ معه أنّك غير قادر على التنفّس، الألم الذي تحسّ معه بأنّك غير قادر على الردّ. ألمٌ يمنعك حتّى من سماع كلمات المواساة؛ لأنّ كلمات المواساة غير كافية. لم تكن خالتي التي فارقت الحياة منذ أيّام شخصًا عاديًّا. كانت تمثل كل القيم الجميلة في حياتي، كانت هي الحبّ والحنان والابتسامة والاحتواء والأمان. رغم فقدي لوالديّ في سنّ صغيرة إلّا إنّني لم أشعر يومًا باليتم، وذلك لأنّها ربّتني واحتوتني وعوّضتني عن كلّ فقد وألم. هي تمثّل قيمة الحبّ غير المشروط، لا تريد من وراء محبّتها أيّ مقابل. لا أتذكّر أنّها في يوم من الأيّام آذت أحدًا. كانت حنونة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، حنونة حتى على الحيوانات، وكانت تعشق القطط بشكل كبير.
نلحظ في فتاوى الإمام محمود شلتوت رحمه الله أبعاداً اجتماعية تتعلق بجوانب حياة الإنسان المعاصرة، وهذا ما يعكس عقلية فقهية فذة قادرة على مواجهة متغيرات الحياة الإنسانية المعاصرة وإيجاد الحلول المعاصرة لها في ضوء التشريع الإسلامي. فمن ذلك، فتوى الإمام الأكبر محمود شلتوت رحمه الله حول علاقة الجن والإنسان، ففي سؤال وجه لفضيلة الإمام الأكبر عن ظهور الجن للإنسان العادي؟ وما رأيكم فيه؟، فبين رحمه الله: يذكر الكثير من الناس أن في هذا العالم، ما وراء الإنسان المفكر الناطق العامل، نوعاً آخر غيبياً لا تظهر ذاته، ولكن يعرف بآثاره وأفعاله، وله من السلوكيات ما يتعلق بالإنسان وبمختلف نواحي الحياة، وله خلف ذلك خاصية الإخبار بالمغيبات، والقدرة على أن يتلبس في جسم الإنسان، فينطق بلسان الإنسان، ويتحرك الإنسان بتحركه، كما أن للإنسان وسائل - تلاوات وأدعية، وتعاويذ، يستعين بها على استحضاره كلما أراد، وعلى استخدامه في قضاء ما يريد من حاجات وأنباء، وأن هذا النوع هو المعروف في مصطلحات الناس والكتب السماوية باسم (الجن)، وبينما يعتقد هذا الفريق من الناس هذا الرأي يعتقد فريق آخر منهم: أنه ليس في العالم، وراء الإنسان المرئي المشاهد الذي ينطق و يفكر ويعمل، نوع ماله هذه الخواص، وأنه ليس في الكون سوى الإنسان. والرأيان في الواقع يمثلان الفكرة الإنسانية المعروفة من قديم في "المادية والمثالية". [1]
بنفسجي، موف، أرجواني، باذنجاني كلها أسماء لدرجات من اللون البنفسجي لون الملوك كما يطلق عليه وسبب تسميته بلون الملوك هو صعوبة استخراج هذا اللون في الماضي فلقد كان يستخرج من نوع معين من الحلزونات فكلمة اسمه حلزون الموركس ولذلك فإن عمل رداء مصبوغ باللون البنفسجي كان يتطلب صيد آلاف من الحلزونات لذلك كان هذا اللون مقتصر على الملوك والطبقة الراقية في المجتمع وبسبب غلائه نجد أن اللون البنفسجي لا يتواجد في أعلام الدول، وذلك الى أن اكتشف الكيميائي وليام هنري بيركن بالصدفة تركيبة اللون البنفسجي وذلك عند محاولاته اختراع علاج الملاريا حيث سجل براءة اختراع لهذا اللون وربح منه الملايين وترك الجامعة ومنذ ذاك الوقت لم يعد اللون البنفسجي مقتصرا على الملوك والنبلاء بل اصبح متوافرا لعامة الشعب. ورغم استخدامه من قبل عامة الشعب إلا أن هذا اللون لازال لديه هيبه وتأثير يختلف عن بقية الألوان كلها وربما يرى البعض بان روعة التاج البريطاني تعود الى الماسة الكبيرة التي تزينه والتي تعود الى الفترة التي استعمرت فيها بريطانيا الهند، ولكن بالنسبة لي روعه التاج البريطاني تعود الى لونه البنفسجي المتألق. هذا اللون يتناسب مع معظم الألوان ويضفي على كل شيء فخامة ورقى.
مقدمة:
الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت (1310 - 1383 ه = 1893 - 1963 م) فقيه ومفسر مصري ومن كبار العلماء والفقهاء المسلمين المعاصرين. ولد في منية بني منصور (بالبحيرة) وتخرج بالأزهر (1918) وتنقل في التدريس إلى أن نقل للقسم العالي بالقاهرة (1927) وكان داعية إصلاح نير الفكرة، يقول بفتح باب الاجتهاد. وسعى إلى إصلاح الأزهر فعارضه بعض كبار الشيوخ وفرض عليه ترك العمل في الأزهر، فعمل في المحاماة (1931 - 1935) وأعيد إلى الأزهر، فعين وكيلا لكلية الشريعة ثم كان من أعضاء كبار العلماء (1941) ومن أعضاء مجمع اللغة العربية (1946) ثم شيخا للأزهر (1958) إلى وفاته. وكان خطيبا موهوبا جهير الصوت. له 26 مؤلفا مطبوعا، منها (التفسير) أجزاء منه في مجلد، ولم يتم، و (حكم الشريعة في استبدال النقد بالهدي) و (القرآن والمرأة) رسالة، (والقرآن والقتال) و (هذا هو الإسلام) و (عنصر الخلود في الإسلام) و (الإسلام والتكافل الاجتماعي) و (فقه السنة) الأول منه، و (أحاديث الصباح في المذياع) و (فصول شرعية اجتماعية) و (حكم الشريعة الإسلامية في تنظيم النسل) محاضرة، و (الدعوة المحمدية) رسالة، و (فقه القرآن والسنة) الجزء الأول، و (الفتاوى) و (توجيهات الإسلام) و (الإسلام عقيدة وشريعة) و (الإسلام والوجود الدولي). [1]
ليس من عادتي أن اكتب عن موت الملوك والشيوخ والأمراء، حتى لو كنت معجبة بسيرتهم الذاتية وأدائهم السياسي، ولكني لا أعرف لماذا وجدت نفسي اكتب بعد إذاعة خبرة وفاة قائدنا وراعي مسيرتنا الشيخ نواف الأحمد الصباح. وربما الكتابة تجعلني أعبر عما يجول في خاطري تجاه هذا الإنسان الذي لم نر خلال فترة حكمه إلا كل خير كان إنسانا متواضعا زاهدا قليل الكلام هادئا ويملك حبا كبيرا وعشقا لهذه الأرض. ورغم فترة حكمه القصيرة إلا أنه امتلك قلوب شعبه بطيبته وقربه من الله سبحانه وتعالى، كان حريصا على الصلاة في أوقاتها في مسجده مسجد بلال بن رباح يدخل المسجد دون موكب ودون حراسة يصلي بين الناس وكأنه واحد منهم. وفي أيام شبابه كان يحضر احتفالات الكويت في العيد الوطني ويشارك في رقصة العرضة الشهيرة حاملا السيف ومشاركا للشعب أفراحهم، لم نر منه إلا كل خير وحب وتواضع وزهد. وفي أيامه الأخيرة عفا عن كل الكويتيين المحكومين بقضايا رأي وقضايا سياسية دون أية شروط ودون أن يطلب منهم الاعتذار، وحتى خلال فترة تنفيذهم للحكم وبعضهم لاجئ سياسي في دول أخرى لم يتم التعرض لأهلهم في الكويت بأية مضايقات أو ضرر. هذا الإنسان مر ولم يضر نسأل الله أن يرحمه وأن يتقبله قبولا حسنا وأن يحفظ كويتنا من كل شر وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.
الاجتهاد بالرأي من الموضوعات الأصولية والفقهية المهمة التي بحث فيها الفقهاء والأصوليون في عصور مختلفة.
وقديماً بين الإمام البزدوي رحمه الله اختلاف العلماء في الاجتهاد بالرأي، وذكر أن الاجتهاد بالرأي الذي هو محتمل للخطأ إنما يجوز عند الضرورة حتى لم يجز الاشتغال به مع وجود النص والضرورة إنما تثبت في حق الأمة لا في حقه - عليه السلام - إذ الوحي يأتيه في كل وقت فكان اشتغاله بالرأي كاشتغالنا به مع وجود النص وهذا كتحري القبلة، فإنه يجوز لمن بعد عن الكعبة ولم يجد سبيلا إلى الوقوف عليها للضرورة لا لمن كان مشاهدا للكعبة ولا لمن يجد سبيلا إلى الوقوف عليها لعدم الضرورة الحاجة إلى التحري. ثم ذكر اتفاق العلماء أن العمل يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم بالرأي في الحروب وأمور الدنيا واحتج الفريق الأول بالنص وهو قوله تعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} ﴿النجم: ٣﴾ { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾} [النجم: 4] فقد بين أنه لا ينطق إلا عن وحي والحكم الصادر عن اجتهاد لا يكون وحيا فيكون داخلا تحت النفي وبالمعقول وهو أن النبي - عليه الصلاة و السلام - كان ينصب أحكام الشرع ابتداء والاجتهاد دليل محتمل للخطأ؛ لأنه رأي العباد فلا يصلح لنصب الشرع ابتداء؛ لأن نصب الشرع حق الله تعالى فكان إليه نصبه لا إلى العباد بخلاف أمور الحرب وما يتعلق بالمعاملات؛ لأن ذلك من حقوق العباد إذ المطلوب إما دفع ضر عنهم أو جر نفع إليهم مما يقوم به مصالحهم واستعمال الرأي جائز في مثله لحاجة العباد إلى ذلك وليس في وسعهم فوق ذلك والله تعالى يتعالى عما يوصف به العباد من العجز والحاجة فما هو حقه لا يثبت ابتداء إلا بما يكون موجبا علم اليقين. [1]
الصفحة 4 من 433