شغلني كثيرا اختلاف البعض من المشايخ فيما بينهم، ولكن ليس الاختلاف ما يشغل بالي، فهذا طبيعي عند البشر، ولكن أسلوب الاختلاف والإعلان عنه، فلا أحب أن أرى طوال القامات ينحنون للمد الإعلامي السلبي، ولا أود أن أراهم إلا في اتفاق بين العامة وانسجام، وإن كان لابد من الإعلان عن هذا الاختلاف أو ذاك لسبب أو لآخر، أود أن أراهم كبارًا في رأيهم، رحماء فيما بينهم، عقلاء في طرحهم، وإحسان الظن في بالهم، والموضوعية في رأسهم، وغير متبعين هواهم، ويحومون حول الألفة الدينية، ومبتعدين عن اللمز والهمز والسخرية غير المباشرة وهكذا.
في زحمة الحياة .. في خضم الواجبات و المهمات .. قد تفوتنا أجمل اللحظات..
وقد يوقظنا مشهدٌ صغير يقول للعالم .. (أنا الإحساس..!!)
مشهدٌ صغير.. لا يتعدى الثواني.. بسيطٌ.. مفعمٌ بالحب.. بالطهر.. بالبراءة .. و الأمل..
..يزدحمُ الشارعُ صباحاً بسياراتٍ لاهثة.. خلفَ مقوَدِ كلٍّ منها.. ساعٍ وراءَ مقصده .. لديهِ في تلك اللحظةِ خصمٌ واحد يجب –حتماً و فوراً و بأي طريقة كانت- الفوز عليه .. !!
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يشكر الناس لم يشكر الله. لابد لي في بداية مقالي هذا أن أشكر أخي الباحث محمد باسل الرفاعي الذي اهتم بسعيي للإطلاع والكتابة في موضوع الطباعة العربية فأتحفني بصورة من مقال العلامة المؤرخ محمد بلخوجة والمعنون: "متى كان ظهور الطباعة بالأحرف العربية في تونس" والمنشور في "المجلة الزيتونية" في فبراير- شباط 1941(1). وقد اقتصر دوري هنا على اختصار هذه المقالة وإعادة تحريرها وكتابة التواريخ الميلادية إضافة لتعليقات يسيرة. وفيما يتعلق بتاريخ الصافة التونسية فقد اعتمدت على كتاب: "تاريخ الصحافة العربية" للكونت فيليب دي طرّازي والصادر عام 1913 عن المطبعة الأدبية في بيروت.
رغم أن الهدف الرئيس من التهجين هو استيلاد نوع جديد أكثر جودة، إلا أننا ما فتئنا نقابل كل هجين بالظلم والجفاء والريبة، ابتداء بالبغال الكادحة، ومرورا بالكيوي الذهبي اللذيذ (المهجن من الكيوي الاعتيادي والمانجا)، وانتهاء بالتاء المربوطة التي توّلدت من الهاء والتاء المفتوحة. وحديثي اليوم سيكون عن التاء المربوطة، لعل عقدتها تنحل!
وعلي أن أشير هنا أني لا أكتب هذا المقالة لأني منزعجة من كتابة اسمي في الأوراق الرسمية "حياه" (وهو فعل يعنى وجَّهَ إليه التحية إذا وضعتم شدّة على الياء!) بدلا من "حياة"، بل لأن القضية أكبر من ذلك وأخطر وأمر. فعندما تسمع بأم أذنيك مذيعا عربيا يقول "ميات البحر" بدلا من "مياه البحر"، خالطا بين التاء المربوطة والهاء، تعرف أن ثمة مشكلة ليس فقط في الإملاء، بل أنها امتدت إلى أن وصلت إلى الألسن. وعندما تجد أن أحد أشهر أبيات أبي الطيب المتنبي صار له معنيان مختلفان حين تقرأه تارة بالتاء المربوطة وتارة بالهاء، تعرف أن نقطتي التاء المربوطة أكبر من مجرّد نقطتين تافهتين تستخدمان لأغراض الزينة.
تأملوا بيت المتنبي الشهير:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد *** ذا عفة فلعله لا يظلم
الإنسان عبارة عن أفكار ذهنية تحكمها قوانين عقلية، قد تقود إلى أحكام صائبة وتجنب الخطأ، لذا أتى الإسلام العظيم ليحكم هذه القوانين ويضبطها بضابط الشريعة، بدلًا من هوى النفس واستكبار الشيطان لعنه الله، لذا فإن نتائج النظام الفكري للمجتمع الكويتي الذي نشاهدها حاليا، والتي سوف نلمسها مستقبلا، تحدث من خلال تفاعلات الأساليب الفكرية المتغيرة، والمتمثلة في أجزاء المجتمع المختلفة بكل أطيافه، ويصاحب إظهار هذه الأفكار سلوكيات معينة تعكس نوعية هذا التفاعل وطبيعته وتحدد نتيجة هذه العلاقات المجتمعية المعقدة.
من نعم الله علينا أن الدنيا تاريخ طويل موثق ومكتوب نعتبرمنه ونتعظ به, فكلنا يعرف الدنيا ويعرف مصائبها وإن لم تصبه .
فهكذا الدنيا تكون تجارب عديدة منها القاسية ومنها الجميلة .
فمثلا حينما تخسر صديق أو من تظن انه صديق وكنت تعتز بصداقته فإن المعاني تتوه منك و الكلمات تهرب من عقلك .
التدريب ليس نزهةً نسعَد بها.
التدريب ليس حدثًا عابرًا نتحدثُ عنه ونتذكره.
التدريب ليس آيةً كريمةً نقولها في غيرِ موضعها.
التدريب ليس حديثًا شريفًا نُحمِّله ما لا يحتمل.
الصفحة 27 من 78