قرائي الأعزاء،
فيما يلي 3 فصول من روايتي التي أنهيتها مؤخرا. يسرني كثيرا أن أتلقى آراءكم في اللغة والأسلوب والسرد.هذا ولم أختر اسما للرواية بعد، إذ لا أزال حائرة بين عنوانين أو ثلاثة.
علما بأن العتب مرفوع، و"الزعل" ممنوع، وسعادتي بالنقد والتصويب أكثر من سعادتي بالثناء والإطراء.
وعليّ أن أنوّه بأن المكتوب ليس سيرة ذاتية، ولست قطعا بطلة الرواية. :)
فلا تبخلوا بغيثكم المديد. أنتظر رأيكم الرشيد. إني أستشيركم، و"المستشار مؤتمن" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا تنسوني من دعواتكم بأن أجد ناشرا مناسبا للرواية، ناشرا ذا ضمير!
كم تداعبنا الأحلام في الخروج من مأزق التبعية لكل ماهو سطحي بيننا مهما كانت المبررات الواهية في عالمنا الثقافي الذي اراه منزويا وقابعا في يتم نتيجة طبيعة لغياب المناخ الصحي لكل ماهو إبداعي ؟
وهذا نلمسه جميعا في مجتمعنا العربي الكبير بعمد أقرب إلي الجهل في تبوير عقولنا والنيل منه بكل ماهو رخيص وفوضوي مما أنعكس سلبا علي اجيالانا فلم نعد نري مبدعا أصيلا الا في حالات أستثنائية جدا !
مما يعطينا انطباعا عاما أننا بحاجة ملحة إلي تصحيح أوضاعنا ؟
فأي قيمة نضيفها لنا ونعتز بها بين الأمم ربما نتصور أن الإبداع يكمن في فلسفة العبث بكل ماتحمله من أرهاصات عميقة في أدبنا الحداثي .. وطربنا البهلواني .. وقصائدنا المهاجرة خارج العصر .. رويدا أتعجب من عقولنا التي تحولت إلي وعاء يستفبل دون أن يفكر لكي يطرد اصوات الغربان بلارجعة !
وأنت و إن أفردت في دار وحشـــــــــة
فإني في دار الإنس في وحشة الفــــرد
شاعر فذ من شعراء العصر العباسي لم ينل حقه من الإعجاب والتقدير حتى العصر الحديث حين قيضت له الأقدار عباس محمود العقاد فكتب عنه كتابه المشهور" ابن الرومي حياته من شعره" واقفا على أسرار حياته، غائصا في أدق دقائق سريرته متحمسا لشعره، كاشفا عن مكامن الفن فيه وآيات ،التفرد وللعقاد على ابن الرومي دالة بعد أن أنصفه كما أنصف غيره من الذين اعتقد أن الإجحاف والنكران لحقا بهم .
عرفت الجزائر منذ القدم حركة تطورية في ميادين مختلفة، ابتداء من الحضارة الآمازيغية إلى الحضارة الإسلامية، و نلمس ذلك جليا في مظاهر حياتية و فكرية متنوعة، و مما لا شك فيه أنّ نقوش الخط الأمازيغي و آثار العمران القديمة دليل كاف على ذلك، و ما يجلب نظر الباحثين فعلا إلى هذه الحضارة هو التنوع الثقافي و المعرفي في هذه البلاد، و الذي يرجع في الأساس إلى تمازج الحضارتين الأمازيغية و العربية في منطقة جغرافية واحدة، لتخرج إلى الوجود حضارة جزائرية متميّزة بطابعها الخاص، فكيف تم هذا التمازج؟ و الأهم من ذلك، كيف شقّت اللغة العربية لنفسها طريقا في بلاد المغرب الأوسط؟ و ما هي المحفزات و العقبات التي واجهت الحركة التطورية للغة القرآن الكريم أثناء توالي الاستعمارات و الفتوحات على هذه المنطقة؟
إنّ الطابع العلمي للدرس اللساني جعلني أفكّر في طريقة رأيتها الأمثل لتقريب الفكر اللساني إلى المتلقي العربي، فحاولت أن أتقمّص دور هذا الأخير لأخمّن في بعض الأسئلة التي قد يطرحها للاستفسار عن خفايا و مزايا هذا العلم، لأنتقل بعد ذلك إلى الإجابة عنها بطريقة موجزة و مبسطة، و لتكن البداية في السؤال العام الذي عنونت به المقال:
كحـبَّـات المطـر يهطـل المـداد.. قَطـرَة هنا وقَطـرَة هناك
وفي هذه المَسـاحـة تَتَجمَّـعُ القطـراتُ
..........
الصفحة 16 من 45