إذا كان لمصر فضل السبق في تجديد أدبنا العربي وبعثه في حلة قشيبة، موفور الصحة، تام العافية، فقد كانت أرض الكنانة منذ عصر الفاطميين قبلة العالم العربي الثقافية والدينية، ففيها وجد أدباء الشام الحرية والمناخ الملائم للإبداع والنشاط الخصب ونذكر على سبيل المثال-لا الحصر- جرجي زيدان ويعقوب صروف ومي زيادة وغيرهم ولمطبعة بولاق فضل لا ينكر ومزية لا تجحد في نشر الأدب والثقافة وتعميم نورهما على العالم العربي الخارج لتوه من ظلمات العصور الوسطى، المستفيق من سبات عميق حجب عنه نور العلم وثمرة الفكر وإشعاع الحرية، وكيف يجحد فضل مصر وثلاثة من كبار شعرائها هم الذين أحيوا الشعر العربي؟
البطاقة الأولى :
هذا المهدُ
مملكةٌ .. ليسَ لها حدُّ
لا يسكنُها إلاّ الوردُ
لا يمطرُ فيها مِدراراً .. إلاّ الشهدُ
الحبُّ يزورُ شواطئَها
فهنا مدٌّ .. وهنا مدُّ
"الكوميديا" أو كما ترجمها ابن رشد"الملهاة"أو كما عرفت لدى الشعوب اليوم بالضحك المتواصل أو "الفكاهة" في أشكال متعددة مثل المايم والتقليد و(التنكيت) وكما يصطلح عليها المسرحيون فيما بينهم "إفيهات" من خلال إسقاطات أو ردود أفعال وانعكاسات جسدية.. كل هذا هو تطور للدلالة واللفظ من زمن لآخر ومن مكان لغيره منها القديم والجديد والمبتكر , لذا أعتقد أننا لو أردنا التحدث عن الكوميديا في السعودية فعلينا معرفة أن كل هذه المعاني متداولة لدى السعوديين خصوصا وان المملكة العربية السعودية تتسم بمساحة جغرافية شاسعة وموروثات شعبية مختلفة وثرية في ذات الوقت وتتقيد بعقائدية واضحة وتندرج تحت سلسلة تاريخية مليئة بالأحداث والشخصيات، ولكن المسرح بالسعودية لازال متوترا.
الصفحة 19 من 45