الأغنية المصورة هي الترجمة العربية لمصطلح " الفيديو كليب ". وهي من نتاج الثقافة الغربية التي أصبح لها سوق في الوطن العربي أفرزتها فضائيات عربية متخصصة . وتحتل الأغنية المصورة مساحة من برامج البث التلفزي آخذة في الاتساع . ويمكن القول ان الغناء العربي الحديث اللاهث وراء الحداثة والعولمة لم يعد يعتمد على منظومة " الكلمة واللحن والاداء " بل انه تجاوزها الى المشاهد المصورة الزاخرة باللون والحركة والبهرجة الضوئية والرقص وتقنية المؤثرات الصوتية والحركية الأخرى .
وبداية فان الأغنية العربية واحدة من أسس المشهد الثقافي العربي الذي يفترض ان تكون له هويته الفنية التي تشـكل جزءا لا يتجزأ من منظومة الانتماءات القومية والأيديولوجية . وفي ذات الوقت أن تعكس ما يعتمل داخل الوطن العربي من تفاعلات ذات اتجاهات مختلفة ومتوازنة مصورة الواقع المعاش ، وطارحة الرؤى التي تجيش في آفاقه ، ومعبرة عنها في اطار من حرية التعبير والاختيار والانطلاق الى آفاق جديدة دون أن يكون هناك انفلات أو انقياد أو تسويق لثقافات بحد ذاتها ، أو التركيز على جانب معين ، أو تحكم أو هيمنة لجهة بمفردها أيا كانت على الحياة الإبداعية .
الإبهار في المسرح غدا عبء عليه لأنه أصبح هدفا أساسيا بعدما كان مجرد زينة تكميلية تضفي الجمالية المسرحية (العصرية) لتعطي نكهة للفرجة.
والقواعد الرنانة في المسرح والتي ناشد بها منظروها أصبحت هي الأخرى مثار القلق للمخرجين والمؤلفين ومحل امتعاض بعض الممثلين من أنصاف المثقفين فنيا.
وغاب عن المؤلف بأنه يصنع اللبنة الأولى ليكون منتجا قابلا للاستهلاك الجماهيري وأمسى يكتب النص المسرحي لذاته وكانه نسخة من شاعر نبطي.
ونسي المخرج اليوم أنه القائم بهندسة العرض ليكون دقيق المسافات وسليم بمعيارية توازن مابين العرض والطلب.
والممثل الذي غدا البطل في ارتجالاته وتقوقعه على شخصية تكونها قناعاته الخاصة به باحترافية موهومة يظنها خطوة نحو أوسكارية ستذهل العالم بتصوره المنغلق الذي لايتسع لأصغر اكسسواراتها.
والمتفرج الذي أصبح يطلب الأرخص من حيث القيمة الفنية والثقافية والفكرية ليعطي فرصة لكل من سبق لتمزيق ماتبقى من هشيم عقله الخرب.
لذلك أصبح المسرح اليوم (دمار شامل) يحدق بمن يفكر أن يظل في تلك الدوائر المسمومة فنا.
ومما يزيد الطين بلة .. الدعم المعدوم.
في (كيف) نعتقد بأن القيمة يجب أن تتوفر في (كيفية) الإنتاج المسرحي القائم على التجربة المنهجية ، ولانزال (نحاول) بكل مايتوفر لنا لنقدم عوضا عن (الكم) (الكيف) وسنستمر في مشروعنا البحثي لنكوِّن معاييرا من خلال البحث العلمي التطبيقي تحددها المعطيات من مؤلفين ومخرجين وممثلين ومنتجين .. ولاننسى الجنود المجهولين من الفنيين المبدعين..
لقطة من التجربة المسرحية "البرمائي" لمحترَف كيف للفنون المسرحية ويظهر فيها الممثلان زياد السلمي وياسر مدخلي
1. التلفظ بين اللسانيات و السيميائيات:
ليس للتلفظ مفهوم ثابت ، و متفق عليه بين أوساط اللسانيين و السيميائيين ، و إنما يبدو هذا المفهوم منفتحا على فضاءات بحث عديدة، و لم يقتصر على الميدان السيميائي فقط ، ولذلك نجد مفهوما لسانيا للتلفظ وآخر سيميائيا، وإذا انتقلنا إلى علم النفس، وجدنا مفهوما مختلفا تماما عن سابقيه على الرغم من الاصطلاح الواحدة .
و الظاهر أن هناك عدة إمكانات لمقاربة هذه المسألة ، بحيث نجد بعض البحوث تركز على شروط إنتاج الملفوظات ، و هي شروط ذات تنظيم اجتماعي أو اقتصادي أو تاريخي أو نفسي أو عقائدي ، إلخ . و بإمكانها أن تقدم تفسيرا أو تسهم في إنشاء تأويل مقنع للنصـــوص ، بمعنى آخر . قد يكون الارتداد إلى خارج الخطاب المدروس و سياقاته المختلفة ، خطوة ذات نفعية كبيرة من أجل تحديد أسباب وجود الخطاب و مبررات إنتاجه .
تعلمنا النظرية السيميائية - مع مدرسة باريس - أنّ هناك متسع للاستزادة الدائمة من مختلف المباحث العلمية ، و بالخصوص تلك التي عرفت مناهجها و مفاهيمها قبولا و اعترافا بين الأوساط العلمية ، إن بدقة مناهجها أو حداثة رؤاها ؛ فالإطار المفهوميّ اللّسانيّ سواء السويسريّ و اليامسليفيّ و الياكوبسونيّ ، و مرفلوجيابروب ، و بنيوية ليفي ستراوس ،
تهب على العالم العربي بين حين واخر عاصفة ثقافية ، قد تكون فكرية مجردة او ابداعية يقف في الغالب وراءها روائي او اديب او شاعر ، اما انهم يبحثون عن شهرة من خلال طرح عمل ما ايا كان شكله ، يعمل على خلخلة الامن الثقافي والفكري للمجتمع .
او انهم اصلا ينتمون الى شريحة من اوساط فكرية او ابداعية ، اطلقت على نفسها مسمى المثقفين الحداثيين ، قد سمحت لنفسها اجتياز سياج محرمات فلسفة المجتمع السائدة والتسلل عبره منتهكة بذلك منظومة القيم والتقاليد ، وماسة بالموروث العقائدي والفكري ومستبيحة اياه .
لست أدري ماذا أقول عن باريس وماذا يمكن أن يضيف قولي إلى هذه المدينة العظيمة وقد كتب عنها رواد الفكر والرحلة العرب آلاف المقالات ومئات الكتب منذ كتاب الطهطاوي المثير “تخليص الإبريز من تاريخ باريز “ووصولا إلي أديب طه حسين وأيامه وعصفور من الشرق للحكيم والدنيا في باريس لتيمور ورحلة الشرق والغرب للويس عوض والإنسان الأروبي في الجد واللعب لعبد الستار طويلة وكتابات غادة السمان وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور وغيرها من الكتب القيمة ،
العلم والأدب والأخلاق والكرم والشهامة والطول والقصر والجمال ولون البشرة والعيون والذكاء والشجاعة والصبر والحلم والتأنّي والاندفاع والصحة والعافية وغيرها من الصفات الجسمية أو النفسية (الايجابية والسلبية منها) هل هي موروثة أم مُكتسبة ؟!!
حينما نتوجّه بهذا السؤال إلى علماء النفس يقول معظمهم بأن بنية الجسم وقدراته العقلية والرغبات والإتجاهات وكافّة أساليب التعبير تختلف من إنسان لآخر، بمعنى لا يُوجد شخص يشبه شخصا آخر تماماً، والشخصية حصيلة الوراثة والبيئة، ويتشعّب علماء النفس ويُسهبون في تأثير البيئة على الشخصية في المراحل العمرية المختلفة (طفولة – شباب – شيخوخة) ، ومعظمهم يُجمع على أن عوامل أربعة تؤثر وتُشكّل الشخصية وهي:
الصفحة 17 من 45