المسافة الزمنية منذ أيار / مايو العام 1948 – وهو عام الصفحة الاولى على اجندة القضية الفلسطينية – حتى أيار / مايو من العام 2010 هي اثنان وستون عاما من عمر منظومة التيه والشتات والمأساة التي ما زالت تفرزها هذه القضية . وبرغم هذا الزمن الطويل جدا ، الا ان تاريخها ما زال يضيء ذاكرة الشعب الفلسطيني ، وان الذين راهنوا على انطفاء جذوتها لا شك انهم قد خسروا الرهان .
القضية الفلسطينية " وكان من المفترض ان لا يكون لها أي مسمى آخر " ، كان هو العنوان الرئيس الذي حمل في سطوره قضية شعب معذب ، صودرت أرضه وطرد منها قسرا واكراها واجبارا . انها والحال هذه قضية لها بعدها الانساني ، الى جانب بعداها التاريخي والجغرافي ، كون هذه الارض وطنا تاريخيا للشعب الفلسطيني ، اقام عليها منذ عشرات القرون .
يحاول العلمانيون أن يغرسوا في أذهاننا فكرة خاطئة، مفادها أن الكويت دولة علمانية لا علاقة للدين بشؤونها العامة، بحجة أن لدينا دستور وقوانين وضعية، ويستغلون في محاولتهم الخطيرة هذه، نفوذهم التعليمي والإعلامي والصحافي والقيادي، الذي نجحوا بالحفاظ عليه منذ نشأة الكويت المعاصرة وأجهزة الدولة الحديثة.
وافتراؤهم هذا غير صحيح لعدة شواهد، أهمها ما قررته نصوص دستور 1962 ومذكرته الإلزامية، حيث أنه (لا اجتهاد في وجود نص)، ولا يخفى على أحد كون الدستور هو القانون الأعلى في الدول، ويمثل العقد المبرم بين الحكام والمحكومين، ويبين شكل نظام الحكم والأسس الاجتماعية والاقتصادية التي تقوم عليها الدولة.
فقد حسمت المادة الثانية الخلاف المفتعل باكرًا عندما قررت أن (دين الدولة الإسلام)، فهي بهذا النص قد قررت أن الكويت دولة ذات دين، وأن هذا الدين هو الإسلام.
المتباكون على الأندلس وحضارتها، الحريصون على رثائها والصلاة في مساجدها التاريخية السياحية، الرائحون الغادون إلى إسبانيا بحجة زيارة الآثار الأندلسية، وأولئك المجعجعون باستعادة الأندلس بين الحين والحين، المدلون ببلاغاتهم الغبية عبر الفضائيات التي تجيد الدندنة بهذه التصريحات التي تعتبر أغبى من أصحابها، الخارجون على القانون والأخلاق والمنطق وزورا وباسم "الجهاد" الذي تم الإجهاز عليه على أيديهم!، أين هؤلاء جميعا مما يحدث تحت صمم العالم وعمى بصره وبصيرته فيما يُطَبَق في فلسطين من تفاصيل المسرحية القشتالية القديمة التي نشهد هولها في أرض فلسطين الضائعة المستباحة على أيدينا وأيدي الصهاينة، الذين خلت أمامهم الساحات من المجاهدين الحقيقيين إلا من رحم ربي، وباع الحكام القضية بأبخس الأثمان وجلسوا يتفرجون على حوبة الشعوب وتخبطها في أقذارها الاجتماعية لا يقدمون جوابا ولا يحركون ساكنا، اللهم إلا التنديد غير شديد اللهجة، والاعتراض غير عالي النبرة، ورفع الأمر إلى هيئة الأمم المتحدة، وليّة الأمر، التي لا تحل ولا تربط إلا بأمر من الصهيونية العالمية التي تحكم أربعا من الدول الخمس التي تتمتع –ولا ندري لم!- بحق "الفيتو" من دون سائر بني البشر القصر العاجزين عن الحل والربط.
منذ وقوع أول أسيرفلسطيني ، شكلت وما زالت قضية الأسرى إحدى أهم القضايا الساخنة التي تمس الشارع الفلسطيني،وهي أيضا تبرز باعتبارها أحد الثوابت الوطنية الرئيسة التي يتسلح بها أي مفاوض فلسطيني على مائدة مفاوضات أية عملية سلمية محتملة.
بداية لا بد لنا أن ننطلق من تعريف مفهوم الأسير كما هو في القوانين والأعراف الدولية.هناك تعريف واحد للأسير ينطبق على كل من ألقي القبض عليه من قبل الخصوم والأعداء،سواء كان ذلك في غمرة القتال،أو الاستعداد له ، أو الاغارة عليه في عقر داره فهو عندئذ يكون أسير حرب.
تحت ظلال أوضاع عربية مزرية،تنعقد القمة العربية الدورية في مدينة سرت إحدى مدن الجماهيرية الليبية في السابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر آذار/مارس 2010 في دورتها العادية الثانية والعشرين.ومما لا شك فيه أن مؤسسة القمم العربية قد فقدت بريقها،واهتمام الشارع العربي بها،كونها عجزت أو بصحيح العبارة تعاجزت عن تحقيق أدنى مطالب المواطن العربي السياسية والأمنية والتربوية والإقتصادية والثقافية وغيرها الكثير الكثير.
كان من المفترض أن تتصدر القضية الفلسطينية بكل إفرازاتها وتداعياتها محاضر جلسات هذه القمة.إلا أنها تآكلت عبر التجاهل والتناسي، وباختصار ها هي إسرائيل تسرح وتمرح،تصول وتجول،تصادر الأراضي،تغتصب التراث الإسلامي وتنسبه إلى ما تسميه تراثها.ها هي محاولات اقتحام المسجد الأقصى تتكرر،وليست النوايا المبيتة له بخافية على أحد.
بناء على وكالة بترا الأردنية ، فمنذ إنشاء الجامعة العربية عام 1945 عقد القادة العرب 33 اجتماع قمة بينها 22عادية و9 طارئة إلى جانب قمة اقتصادية واحدة. وتبنت أكثر من 300 قراراً لم ينفذ بعضها.... طبعاً الوكالة متحفظة ومتفائلة، ولكن الواقع هو أنه لم ينفذ أي شيء مهم فيها يخدم المواطن العربي....
الواقع العربي يتحدث عن ثلاثة محاور هامة للمواطن العربي وهي القضية الفلسطينية والوحدة العربية والنزاعات العربية-العربية .....
في الثاني والعشرين من شهر آذار / مارس 1945 أعلن عن تأسيس جامعة الدول العربية والتي بدأت بسبع دول عربية آنذاك هي المملكة الاردنية الهاشمية ، المملكة العراقية الهاشمية، المملكة العربية السعودية ، المملكة المتوكلية اليمنية ، المملكة المصرية ، الجمهورية السورية، الجمهورية اللبنانية . وفي هذه الأيام وتحديدا في الثاني والعشرين من آذار / مارس 2010 تبلغ الجامعة العربية من العمر خمسة وستين عاما .
إستهلالا ، لا بد من الحديث عن دور بريطانيا التي كانت تستعمر معظم الأقطار العربية آنذاك في تأسيس جامعة الدول العربية . لقد كانت الحرب العالمية الثانية في أيامها الأخيرة ، وكان العرب يتوقون كغيرهم من الشعوب المستعمرة الى جلاء القوات الاجنبية عن بلادهم والتحرر من الاستعمار ، والاستقلال . وقد ناضلوا بشتى الوسائل من أجل تحقيق هذه الاهداف .
الصفحة 17 من 104