قررت لجنة المتابعة العربية في اجتماعها الذي عقدته يوم الأربعاء المصادف الخامس عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر وقف المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية بين الفلسطينيين وإسرائيل، كونها تشكل مضيعة للوقت. في نفس الوقت أصدرت تعليماتها للسفراء العرب في الأمم المتحدة بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في موضوع الإستيطان.
لقد عللت لجنة المتابعة العربية توجهها هذا وطلبها بأن إسرائيل قد قضت على أي أمل للتوصل إلى تسوية سلمية، وأن الوسيط الأميركي الذي يعمل وفق ما تمليه عليه إدارة البيت الأبيض قد تخلى عن تعهداته. بمعنى أدق فشل واشنطون في وقف الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
لايخفى على المشتغلين بالسياسة والتاريخ أمران ، أولهما : أن تلك الدول التي نأت بنفسها عن دخول الحربين العالميتين ، اشتغلت ببناء قوتها وعمرانها واقتصادها ، وقد فعلت ذلك عن طريق صناعة الأسلحة وبيعها لأولئك المتحاربين ، وثانيهما : أن الحرب الباردة التي كانت تدور بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وحلفائها ، كانت "باردة" فقط في أرضهما، بينما كانت تستَعِر حمماً وناراً فوق رؤوس بقية شعوب العالم ، من الذين استخدمتهم هاتين القوتين أحجار شطرنج على رُقَع نفوذها ، تُحركهم كيف تشاء بأجهزتها الفعالة في التحكم عن بعد بمصائر الذين يسمحون لها بالتحكم في مصائرهم!.
ويبدو أن الأزمة الاقتصادية المزلزلة التي تعاني منها اليوم الأنظمة الاستعمارية الرأسمالية الديمقراطية ، استدعت ضرورة العودة إلى سياساتها القديمة ، والتي على رأسها إشعال فتيل الحروب "الغبية" بين الشعوب "الغبية" ، بهدف تشغيل مصانع أسلحتها لتبيعها لهؤلاء المتناوشين ، لتشغيل فئة من عاطليها عن العمل ، واستدرار أموال هذه الدول التي لايتورع بعض قادتها في زمن الأزمات المزلزلة عن إبرام صفقات أسلحة تساوي ميزانية استنقاذ دولة كإيرلندة من الكساد والدمار!! ، وشغل هذه الشعوب ببعضها أيام الجوع والقهر ، فضلا عن استعادة سيطرتها المباشرة على مصادر الطاقة وأسواق الاستهلاك باسترجاع امتيازاتها الاستعمارية القديمة من خلال "قادة" مستعدون لبيع كل شيء في سبيل الكرسي!.
لا تتوانى قطر عن مفاجأتنا ، فبعد الانجازات الكبيرة التي حققتها على الصعيد السياسي والثقافي والرياضي. ها هي مرة أخرى تدهشنا بفوزها بتنظيم كاس العالم 2022 هذا الانجاز لم تستطع الدول العربية الكبيرة كمصر والمغرب والسعودية تحقيقه.
نعم قطر لها مشروع سياسي وتعليمي وثقافي من اجل كسب التحديات الداخلية والخارجية ، استطاعت أن تحقق مكاسب كبيرة في التعليم والصحة والتربية مما جعلها تحقق مراتب مشرفة في تقارير التنمية البشرية ، في حين أن الدول العربية الكبيرة لم ما زالت في ذيل الترتيب لماذا؟
كانت عقارب الساعة تشير إلى ما بعد الثانية عشرة ليلا، وكان لا يزال دوي المفرقعات وأزيزها يملأ أرجاء المدينة، إضافة إلى مكبرات الصوت التي كانت تبث الإحتفالات في هذه المناسبة، وفي وسط الأحياء السكنية، ومنها الحي الذي أسكن فيه. كانت المناسبة نجاح الطلبة في امتحان الشهادة الثانوية الفلسطينية العامة "التوجيهي". وهنا فإنني أتقدم من الطلبة الناجحين بأخلص آيات التهاني والتبريك في هذه المناسبة.
تتكرر هذه "الإحتفالية" عشرات المرات، إنما في مناسبات أخرى، على إيقاع هدير موكب من السيارات التي أطلق سائقوها لأبواقها العنان على مدى أكثر من ساعة، فرحا وابتهاجا في موكب زفاف، وهذه "الإحتفالية" لا تخلو هي الأخرى من دوي رشقات من المفرقعات التي ابتلينا بها، وتسببت بحدوث عدد كبير من الإصابات والحروق المختلفة.
تعتبر قضية اندماج الأجانب في المجتمع الغربي عامة، والهولندي خاصة، من بين أهم القضايا التي شغلت وتشغل الرأي الخاص والعام في هولندا، طوال أكثر من عقدين زمنيين، ومع أنه على المستوى العلمي تم حسم هذا الموضوع منذ أمد ليس بالقصير، وحدد مفهوم الاندماج، من جهة أولى، في تعلم لغة البلد المضيف والتحدث بها بشكل سليم ومفهوم، ومن جهة ثانية في التعرف على ثقافة ذلك البلد وتقاليده وقوانينه واحترامها وأخذها بعين الاعتبار.
إلا أن الإشكال يظل عالقا، عندما يتصل ذلك الموضوع بما هو سياسي، إذ يطغى التوظيف الأيديولوجي لقضية اندماج الأجانب والمسلمين في المجتمعات الغربية، فيؤول كل تيار أو حزب سياسي ذلك الاندماج، وفق رؤيته وتعاطيه لما هو أجنبي، وهو تأويل يتراوح بين التعامل الإيجابي السمح مع ملف الاندماج، كما هو الشأن لدى الأحزاب المتعاطفة مع الأجانب، كأحزاب كتلة اليسار، التي تحترم الوجود الأجنبي والإسلامي في الغرب، وتسعى حثيثا إلى إدماج الأقليات الأجنبية في المجتمعات الغربية، مع أخذ هوياتها الأصلية بعين الاعتبار، وبين التعامل الصارم، كما تصنع أحزاب اليمين والوسط، التي تشدد على اندماج الأجانب في الواقع الغربي الذي ينتظمون فيه، دون أن تكترث بالإرث الثقافي والديني والتاريخي الذي يحملونه، ولا بالهوية التي ينتمون إليها، إذ أن مقصدها الأول والأخير هو تحقيق سياسة الاندماج بصيغة صارمة وبكيفية سريعة، ولو اقتضى ذلك تنازل الأجانب عن هوياتهم الأصلية، الذي ما هو إلا الذوبان الكلي في الثقافة الغربية المستضيفة!
نشرت مؤخرا جريدة"هآرتس" العبرية مزيدا من التفاصيل حول ما وصفته"المخطط الهيكلي" الأول للقدس الموحدة. وبلغة أدق وأوضح ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية. ويتضمن هذا المخطط توسيع المستوطنات اليهودية جغرافيا وديموغرافيا.
سوف تضفي المصادقة على هذا المخطط "شرعية تنظيمية إسرائيلية" لضم القدس الشرقية من طرف واحد، وإيجاد مساحات واسعة لإقامة مستوطنات، وبناء فندقين كبيرين يتسعان لألف وأربعمائة غرفة في القدس الشرقية.
تسوقنا هذه المقدمة إلى ما تتعرض له القدس من هذه المخططات التهويدية المستمرة. مثالا لا حصرا هدم منازل المواطنين المقدسيين. الإستيلاء بالقوة على الأراضي بعد هدم ما عليها من عقارات. سحب هويات المواطنين المقدسيين. طرد هؤلاء المواطنين خارج أسوار المدينة المقدسة. تغيير معالم المدينة المقدسة، والهدف هو تهويدها، وهذا غيض من فيض.
مشاهد عديدة تتجسد أمام ناظرينا ومواقف كثيرة تمر بحياتنا نراها مثالا لثمرة الإصرار رغم العواصف والإعصار، وغيرها لا تحصى من أحداث تضل الطريق وتنصهر بسهولة لانهزامها وعدم صمودها أمام التحديات، فهناك أناس جبلوا على المواجهة وغيرهم اكتسبوا هذه الصفة لتحقيق مرادهم، لكن تبقى الحقيقة ثابتة وهي أن من عظمة قدرة الله في الإنسان أنه عزوجل خلقه ناقصا ليستمر في طلب العلو والكمال، وإن كان التاريخ يشهد لنا بمواقف عديدة لرجالات تحملوا وصبروا حتى نالوا ما أرادوا في مجالات كثيرة ، فكانت في سجل هذا التاريخ صفحات زهرية نقشت سطورا ذهبية لانجازات نسائية قد لا يسعني ذكرها في مقالي هذا، لكنها موجودة بحق وتثبت لنا أن المرأة برغم استغلال العالم لعاطفتها، وجعل مشاعرها (شماعة) يعلق عليها أي تقصير منها، إلا أنها عندما تنوي وتعتزم لا ترضى أن تنهزم.
الصفحة 15 من 104