"... كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ..."
هكذا يقول رب العزّة في كتابه العزيز، وهكذا يسجلّ التاريخ في "بدر"، وفي "الخندق" وفي غيرهما.
لكن أليس لافتا أن "الفئة القليلة" التي انتصرت –ميدانيا لا أخلاقيا- هم اليهود لا نحن! ألا يستدعي هذا التفكير؟ ألا يستجدي هذا البحث في الأسباب؟ وأنا هنا لا أتكلم عن أداء المقاومة في أحداث غزة الأخيرة، بل أستقرئ تاريخ صراعنا مع الصهاينة.
نساؤنا همهمن الكوافيرات ومجالس السيدات وحضور المناسبات
أمهاتهم تتقطع أفئدتهن ألما، وتدمع عيونهن دماء وفي أحضانهن الوفيات
رجالنا تلهيهم أرصدة البنوك وأكبر الصفقات وأنواع الساعات والسيارات
رجالهم يحاربون أعداء الله ويدافعون عن أرض العزة بأضعف الإمكانيات
حذرنا القرآن الكريم، كتاب الله الخالد، والسنة النبوية المطهرة من سلوك «النفاق» الذي كان ظاهراً في المجتمع المسلم منذ زمن الدولة الإسلامية الأولى وحتى يومنا هذا. لذا فعلينا ألا نغفل عن الساقطين في هذا السلوك المشين والممارسين لهذه الخطيئة المنكرة التي تخرج الإنسان من ملة الإسلام، وتجعله في الدرك الأسفل من النار، ولو تسمي بما عُبّد أو حُمّد، فخطر المنافقين أشد من خطر الأعداء.
إِلَى غَزَّةَ الحُرَّة الْجَرِيحَة
لَسْنَا طُيُورَ بطْرِيقٍ مُثْقَلٍ بِالفرَاءِ
ولكننا فصائل أخْرَى لطيور أخرى تنتظر اكتمال ريشها لِتُحَلّقَ إلى جانبك.
.. أبناءُ القردةِ والخنازير .. قتلةُ الأنبياءِ والنساءِ والأطفال .. الأيادي النجسة الملطخة بدماء الأبرياء .. أقامت اليوم وليمة غداءٍ من نوع خاص .. لكلِّ العملاء والمتواطئين والخونة والضعفاء .. وفاقدي القدرة على الحركة .. والمتخاذلين .. والصامتين الغافلين عن أمتهم وما يحل بها من مآسي وآلام ..
الصفحة 23 من 104