حينما تمر الشخوص الانسانية الغائبة بالذاكرة فإنها تتمثل في مظهرها الروحاني لا شكلها الجثماني، وحينما يُغيب الموت الحضور الجسدي للذات البشرية فإن الذاكرة الواعية تنجح في بعث الحضور الروحي للمغيب، وهو حضور ترسم ملامحه السجايا والطبائع المميزة للفقيد حسنة كانت او قبيحة، فإن اخفقت الذاكرة واستحضرت عوضا من ذلك الصورة الطينية الظاهرة فإن مرد اخفاقها الى احد امرين: قصر نظرها حين وقفت عند حدود المرئي المحس وعجزت عن التغلغل الى ما وراء ذلك من صفات جوهرية مستبطنة، او الى طبيعة الغائب الذي لا يعدو ان يكون نكرة مجهولا يقتصر وجوده حيا على حضوره البدني واما الروح فمغيبة عن المسرحين معا: الحياة والموت!
هو مصطفى صادق الرافعى ابن الشيخ عبد الرازق سعيد ابن أحمد بن عبد القادر الرافعى ، أحد أبناء الأسرة الرافعية الكريمة ، التى تقاسمت الإقامة بين طرابلس الشام وبين مصر ، شأنها في ذلك شأن الأسر العربية الكبيرة التى كانت تتفرق في أقطار الأمة الواحدة .
وكان الوداع كما أردته أنت أن يكون.. بدون أية ضجة..وفي صمت..حسبه أبناؤك ،و محبوك ومريدوك صمتا رهيبا موحشا.كانت أمانيك أن تلقى الله من غير ضوضاء إعلامي .. فكان لك ذلك لكن يأبى الجميع أن لا يبكوك ولو قصَّروا في حياتك في أن يذكروك ،أو يعودوك.لست وحدك العظيم من نساه أبناءه في زحمة الحياة وعراكها المر.. ولو أن النسيان طبيعة إنسانية فإنسانيتك،وعلو همتك كانت فوق كل لوم أو عتاب
حين يكون الحدث بحجم فدوى طوقان ، فان الحديث عنها يبدأ وقد لا ينتهي . وبداية فان المبدعين يموتون ولا يموتون . فالموت يعني فناء أجسادهم . اما ارواحهم فهي ذكراهم ، وذكراهم هي شمس ابداعاتهم التي لا تغيب . وهنا فان المبدعين لا يموتون ، وفدوى مبدعة أي مبدعة . وهكذا هي فدوى بنت فلسطين ، زهرة الفل الجبلية التي لا تعرف الذبول ، ولدت في احضان جبل النار لتصبح احدى مشاعله الخالدات .
*) بهذه المقدمة المتواضعة أقف اليوم ، لا لأرثيها وانما لأتغنى بسيرتها الابداعية ، وأروي سطورا مضيئة من حكايتي معها . وكيف لا ، وأنا تربطني بها منظومة علاقات مواطنة وجوار وفضاء شعري وحوار ٍٍٍ.
يعتبر ميشال ريفاتير من أبرز الباحثين في الدراسات الأسلوبية الحديثة، فقد قدم العديد من الأفكار والمبادئ التي تفاعلت بمجملها مع أفكار غيره المصنفين في دائرة الأسلوبية البنيوية وسواهم من الضالعين في سبر أغوار الأسلوبية وسبك بنائها المتماسك من نواحيه.
يتميز الشاعر والروائي أحمد سامي خاطر بأسلوب شعري رهيف وعميق في الوقت ذاته يلحظه المتابع والقارئ المثابر لديوانيه ( أيها القط العجوز الذي بجواري ) و ( السطوح الملساء ) وقد انعكس هذا الأسلوب على أعماله النثرية كما سنلاحظ في روايته التي بين أيدينا الآن ( براء الخاطري ) .
حرب 80 ، أو قصيدة الحروب التي شيّدت ذاكرة مجتمع ، أو لنقل ذاكرة أجيالٍ مفجوعة ، في ديوانه "حرب 80 " يعيش الشاعر طارق الحربي في ذاكرة أيامه وسنينه ، في ذاكرة جغرافية نبتت في عمق جراحه وآهاته ، يلم نياشين معاناته في صحيفة تتناول اليومي المرئي واللاّمرئي ، تاريخ الحكاية التي يرويها قصّخون سمع ورآى ليقول للجيل الآخر هذا كل ما استطعت أن أسميه .