النارُ في الميثولوجيا الإغريقية هي المعرفة. وبرومثيوس، لصُّ النار الأشهر، أبى إلا أن تنالَ البشريةُ شعلةً منها ضد رغبة زيوس، كبير الآلهة، الذي أراد أن تكون المعرفةُ حِكرًا على السماء وحسب، فاستحق برومثيوس العقاب الأشهر بأن تظلَّ تنهشُ النسورُ كبدَه إلى الأبد. وحتى في الفلسفات المحدثة كانت النارُ حجرَ الزاوية لفكرة الثقافة كما عند "شليغل" وكانت حلم اليقظة والرقص الجحيمي عند باشلار كما ورد في كتابه "التحليل النفسي للنار". فماذا لو تحلّق أربعةُ عشر لصًّا حول مائدة النار؟
محمّد أركون المفكّر الجزائري أثارت أفكاره في المغرب العربي كما في مشرقه جدلا واسعا، وقد احتار كثيرون في أيّة خانة يصنفّونه أهو مع الفكر الإسلامي أم ضدّه! أيدعو إلى تفعيل الفكر الإسلامي أم إلى نسفه من أساسه! أهو عربي وإسلامي الهويّة أم لا يختلف عن المستشرقين الذين تعاملوا مع الفكر الإسلامي من منطلق الانقضاض عليه !
قراءة في كتاب "المسرح العربي" للناقد د. مدحت الجيّار
ذكرني هذا الكتاب بقصة عنوانها: "بحث ابن رشد"، سخر فيها بورخس من فيلسوف العرب آفيروس أو ابن رشد الذي حيره مصطلحان ينتميان لمعجم المسرح هما: "التراجيديا- الكوميديا" أثناء قراءته كتاب "فن الشعر" لأرسطو.
(أسامة الدناصوري رحل قبل أن يرى كتابه الأخير)..
- "أنتَ جميلٌ يا أسامة"
- "كتّر خيرك يا ستي أنتِ الأجمل، أرجو أن يكون الكلامُ حاز إعجابكِ"
إنني أعجب أشد العجب كلما اسمع شخصا يقول انه لا يحب القراءة! فالقراءة عادة مفيدة ومسلية في آن واحد، وهي توفر على الانسان معايشة التجارب واكتساب الخبرات، وتمكنه من اخذ العبرة من الآخرين، ومن يقرأ جيدا يكن قادرا على الكلام بطلاقة والكتابة ببلاغة، لأن كل وعاء بما فيه ينضح.
الصفحة 17 من 31