خمسة وأربعون أديبا وباحثا وناقدا مصريا وعربيا وأجنبيا، يتقدمهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري، تحلَّقوا حول وجوه يحيى حقي المتعددة من خلال الاحتفالية الكبرى التي اقترحتها منظمة اليونسكو، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، خلال الفترة 12 ـ 14 يناير / كانون الثاني 2005، بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده (1905 ـ 1992) وحضرها عشرات الأدباء والمثقفين والإعلاميين الذين أسهموا بتعليقاتهم ومداخلاتهم وأسئلتهم في إثراء الحوار والجدل حول هذا الرمز الأدبي.
كلما طالعت أشعار محمد الطوبي أجد نفسي أنام على إيقاع ميلاد الكلمة الصادقة القوّية في بيئة تنتن برائحتها الأجواء.
بكل هدوء كانت تولد كلمات محمد الطوبي لتحدث ضجيج الأدباء، لاسيما تلك الكلمات من قبيل حجاج بغداد الأخير التي حملت في طياتها استبصاراً مجرى الأحداث في وقت لم يكن يرى أغلبنا إلا مظاهرها وتمظهراتها، وهذا ما أكدته الأحداث بجلاء أخجل بعض الذين ثاروا في وجه محمد الطوبي لأنهم كانوا رابضين على سواتر مدججة بأسلحة اللاوعي والمرصوفة بغياب بعد النظر.
تتوالى تخبطات وانتكاسات الاحتلال الأمريكي في العراق بسبب تصاعد ضربات المقاومة كمًّا ونوعاً على الجيش الأمريكي وذلك باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه وكذلك وزير دفاعه الذي اضطر إلى تليمع صورته من جديد لتدني شعبيته ومطالبة الأمريكيين باستقالته وذلك بقيامه بزيارة مسرحية لقواعد الاحتلال في تكريت والفلوجة والموصل. وثالثة الأثافي جاءت من المؤرخ العسكري الذي عزا انتفاء الأمن والاستقرار في العراق إلى عدم وجود خطة ما بعد الإحتلال وبالتالي قد يتعرض الإحتلال إلى الهزيمة في نهاية المطاف. السؤال هو هل عدم وجود خطة لما بعد الإحتلال هو مقصود أم غير مقصود؟ أم هل عدم وجود الخطة هو خطة في حد ذاتها أم لا؟
لم أفرح بكتابٍ - مؤخراً - قدر فرحتي بكتاب ( فلسطين : التاريخ المصور) الذي أنهى تأليفه الدكتور طارق السويدان في محرم 1425 هجري الموافق مارس 2004 ميلادي ، وأسباب فرحي بهذا الكتاب متعددة منها :
أولاً – المادة العلمية المميزة التي يتضمنها الإصدار المطبوع : حيث تكلم عن تاريخ قضية فلسطين المسلمة عبر خمسة أبواب مطولة هي : فلسطين قبل الإسلام ، فلسطين في العهد الإسلامي ، العهد العثماني وحكم الإنجليز ، فلسطين تحت الاحتلال اليهودي وأخيراً الانتفاضة والسلام ، وقد انقسم كل باب منها إلى فصول تفصيلية ثرية بالمعلومات والتواريخ والأسماء والإحصائيات .
صدر الكتاب السابع من سلسل كتاب الرابطة عن رابطة الادباء فى الكويت, بعنوان "المغيب و المجسد", وهو دراسة نقدية بقلم الناقد "د.مصطفى الضبع" حول قصص د.سليمان الشطى.
يقول الناقد بداية:"فى أدبنا العربى كثير من النصوص ذات الخصوصية والتى لا تقبل الا أن تفتح بمفاتيحها هى لا بمفاتيح خارجة عنها, من هنا جاءت هذه هذه الدراسة الخاصة بمشروع كاتب واحد, وكانت أعمال د.الشطى" .
حول "العنوان"وهى ما يسميه النقد الحديث بعتبات النص, وهى مجموعة العناصر التى تعد بمثابة مداخل تسبق المتن النصى, ولا يكون له دلالة مكتملة الا بها ..منها عنوان النص, اللوحة التشكيلية , اسم المؤلف.وكلها عناصر ممهدة لدخول النص. من العناوين التى كتبها "الشطى": "الصوت الخافت","رجل من الرف الآخر","أنا...الآخر".
في كبار المثقفين من يكونون
كالكتب في المكتبة، أعلاها وضعاً أقلها فائدة ونفعا"
(بول ماسون - كاتب فرنسي)
في كتابها "لغة من صنع الرجال" كشفت ديل سبيندر مدى الإهمال والتهميش الذي عانى منه الأدب الذي كتبته النساء، وتقول سبيندر في هذا الكتاب الذي يعتبر من الكتب النقدية القليلة الباحثة في الأدب النسائي إنه "بينما ورثنا المعاني المتراكمة للتجربة الذكورية، فإن معاني وتجارب جداتنا غالبا ما اختفت من على وجه الأرض" والحق أن هذا الكلام لا يصعب إيجاده في أي أدب وأي ثقافة في العالم القديم والمعاصر وفي الشرق والغرب على السواء، إذ تؤكد الكاتبة فريجينيا وولف في السياق نفسه بأن "تاريخ إنجلترا هو تاريخ الخط الذكوري وليس تاريخ الخط النسوي" والأمر نفسه يمكن الوقوف عليه في كتاب "الجنس الحائر - 1949" الذي كتبته سيمون دو بوفوار.
أمتي كم صنم مجدتِهِ = لم يكن يحملُ طهرَ الصنمِ
لا يُلام الذئبُ في عدوانِهِ = إن يكُ الراعي عدوَّ الغنمِ
فاحبسي الشكوى فلولاكِ لما = قامَ في الحكمِ عبيدُ الدرهمِ
(عمر أبو ريشة)
ويح العروبة كان الكونُ مسرحَها = فأصبحت تتوارى في زواياهُ
كم صرفتنا يدٌ كنَّا نصرِّفُها = وباتَ يملكُنا شعبٌ ملكناهُ
كم بالعراقِ وكم بالهندِ ذو شجن = شكا فردَّدَ الأهرامُ شكواهُ
(محمود غنيم)
***
يواصل الأديب والكاتب السعودي عثمان محمد مليباري مشروعه الذي تفرَّغ له في السنوات الأخيرة، والخاص بإلقاء الضوء على الشعراء العرب الراحلين منذ سنوات قليلة، وخاصة الذين ظلوا قابضين على جمرة الشعر العمودي أو البيتي، قبل أن يلفهم ظلام النسيان، في ظل المدِّ الشعري لقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، وهما الشكلان الشعريان المتسيِّدان المشهد الشعري العربي الآن.