المسألة الأولى
إضافة العدد المركب إلى مثله
رأي الكوفيون :
ذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز أضافه العدد المركب إلى مثله نحو : ثَالِث عَشر ثَلاثة عَشَر .
رأي البصريون :
وذهب البصريون إلى أنه يجوز أضافه العدد المركب إلى مثله نحو : ثَالِث عَشَر ثَلاثة عَشر .
يتجلى المعشوق مخلوقاً أسطورياً في قصائد الغزل العربية، يُحاط بوشاح من القدسية، ولا يُدرَك إلا آسراً مَنيعاً، وقادراً مُتحكِّماً، وهو مع ذلك مرغوبٌ مطلوب، مقبولُ الفتنة، مسوَّغُ العبث بالأفئدة، واللهو بالراحات والأرواح، مُسامَحٌ على ما يقترفه من هنات وهفوات، يستمد قدسيته مما للعشق من قدسية ... العشق الذي بلغ الشعر فيه مبلغه القصيًّ حتى سُمح بروايته في دور العبادة، وحتى صار للموت سبباً، فصدَقَ رجلٌ من عذرة حين قال: "نحن قوم مَن بلغ منا العشقَ مات"!
كانت جولة رائعة تلك التي جُلتها في مكتبة الجامعة (جامعة مؤتة)، إذ كنتُ أقصد الإطلاع على كتب الأدبِ واللغةِ فيها، فراعني التراث الزاخر والعلم الوافر فتنقلتُ بين أفنان ذلك الروح العظيم ونهلتُ قليلاً من معينه الذي لا ينضب وكانت جولتي محصورة في الكنوز التالية :
مصطلح عمود الشعر لغةً واصطلاحًا .
المبحث الأول : عمود الشعر لغةً واصطلاحًا .
في اللغة : العمود: عمود البيت وهو الخشبة القائمة في وسط الخباء، والجمع أعمدة وعمد، وعمود الأمر : قِوامه الذي لا يستقيم إلا به، والعميد : السيد المعتمد عليه في الأمور أو المعمود إليه(1).
وفي الاصطلاح : هو طريقة العرب في نظم الشعر لا ما أحدثه المولدون والمتأخرون، أو هي القواعد الكلاسيكية للشعر العربي التي يجب على الشاعر أن يأخذ بها، فيحكم له أو عليه بمقتضاها(2).
تظل العلاقة ملتبسة بين الشاعر والقصيد ، وتتمحور هذه العلاقة حول سؤال ملح بشكل دائم على الذات الشاعرة: ولماذا تتلبسني حالة الشعر ؟ سؤال شديد البساطة ، إلا أنه يشي أن المسألة ليست يسيرة ، فإذا كان الشعر شيطانا كما يرى الجاهليون ، فهو حاض على التمرد ، وإذا كان إلهاما في الرؤية النقدية ، فهو عطاء دائم ، يتوقف على التخييلية العالية التي يمتلكها الشاعر ، وتبدو في قدرته على صهر الكلمات ، مع المشاعر والأحاسيس والرؤية الكونية .
الصفحة 15 من 31