في عام 2007 م كنت مع فريق اللجنة المنظمة في ملتقى العمل الخيري الكويتي الإنساني ، وفي إحدى ندوات الملتقى فإذا بي أفاجأ بشخص في لحيته الشيب وفي يده جهاز كمبيوتر محمول، وفي وجهه الثقة والتفاؤل ، فطلب مني أن أقوم بتركيب الجهاز المحمول على جهاز العرض (البروجكتر)، وبدأت أستوعب أن من أمامي هو الشيخ عبد الرحمن السميط علماً بأني لأول مرة ألتقي به ، فلبيت طلبه وكان الشيخ متابعاً لما أفعله ودقيقاً حتى اطمأن أنه تم تركيب الجهاز ، وبعدها بدأت ندوته وكانت حشود الجماهير تترقب ما سيقول الشيخ وما سيعرض ، فبدأ يتكلم عن تجربته في أفريقيا ويعرض الصور والأرقام ، وهذا جزء من ندوته في الملتقى:
اقتضتْ حكمة الله أن تتفاضل الأزمنة والأمكنة والعبادات، كما قضتْ عدالة السماء بأن يتفاضل أهلُ الخير والصّلاح في آجل أُخراهم ومقرّ عُقباهم؛ فكانت الجائزة مائة درجة في جنان ربّي، يتراءى فيها أهل المراتب العُلى لذوي الدرجات الدُّنى كالنّجوم الزاهرات في السماء الصافيات، بينما كان أهل الفردوس هم درّة التاج ونبع الفرات حين تبوّؤا أوسطَها وتسنّموا قمّتَها... "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
لم يكن هذا التفاضل والتمايز إلا تطبيقا عمليّا لنواميس الحياة التي لا تتخلّف، وقوانينها التي لا تُثلَم، وقسطاسها الذي لا يَحيف...
إذ كيف يَستوي مَن يَسكب الحبر على الورق والحروف على الشاشات، مع مَن يسكب دماءه زكيّة نقيّة على سطور الوغى وساحات الردى!
وكيف يَستوي مَن يُصلِّي بنصف عقل وربع قلب، مع مَن انتصب في صلاته فغاب عن الوجود وكان مِن أهل الشهود الذين تقرَّحتْ أكبادهم واحترقتْ وجْناتُهم!
وكيف يَستوي مَن تصدّق بفضل ماله وفراغ أوقاته وفَضْلة طعامه، مع مَن بذل أثمن ماله وصُلب أوقاته وأفضل إدامه!
وكيف يَستوي مَن جازى بالإحسان إحسانا وبالخير خيرا وولَج باب الهداية فذّا، مع مَن سما وارتقى فأحسَن إلى من أساء ودفع الشرّ بالخير وطاف بطبق الهداية على مَن عرَف ومَن لم يعرف!
وكيف يَستوي مَن صلّى فرضَه وصام رمضانَه وحجّ حجة الإسلام لاغيْر، مع مَن زاد فتنفّل وتطوّع واعتمر!
وكيف يَستوي مَن قاد الرّكْب وحمل الراية وتلقَّى سهامَ الردى بصدر عار، مع مَن انتظم جنديّا يَفعل مايُؤمَر به ويُنفِّذ ما يُملَى عليه!
وكيف يَستوي مَن أَلجم نفسه بالعزائم وساقها إلى قمم المعالي فما طافتْ به شبهة ولا حاق به شكّ، مع مَن مَال للرّخص وغصّ بحرُه بالمدّ والجزر فاشتدّ تارة ولان تارات!
مضمار الدنيا مطيّته الأقدام وزاده صحة الأبدان وروّاده مِن الكثرة التي تستعصي على العدّ والحدّ، بينما مضمار الحقّ لا يقوى عليه إلا القلوب ولا يُغنيه مِن زاد إلا إيمانٌ وتُقى ولا يلِجه إلّا النّفر مِن الرجال... ذاك المضمار الذي سبَق فيه الصّدّيق فوثَّق الفاروق ذلك حين قال: "لا أسبِقه إلى شيء أبدا"، وذلك المضمار الذي تفوّق فيه الفاروق فشهد له أبو الحسن حين قال: "لقد أتعبْتَ مَن بعْدك يا عمر"، وهو ذات المضمار الذي فتَرتْ فيه هممُنا وكلَّتْ فيه عزائمْنا؛ فارتضتْ السَّفح دون القمّة،والجُنديّة دون القيادة، والنّجاح دون التفوّق.
على مسار المضمار إشاراتٌ ولطائف تُذكِّر بأنّ بلوغ منصّة التتويج هو فضلٌ مِن الله ومنّة وإن كان التفاضل فيها بالعمل والسعي، وتُنبّه على أنّ ثلاثا مِن الهِدايات الأربع -التي فصّلها الراغب الأصفهاني في المفردات- هي في يمين الله ولا يملك البشر منها نقيرا ولا قطميرا؛ بدءا بهداية الفطرة ومرورا بهداية التوفيق وانتهاء بهداية الفائزين إلى نُزلهم في أعالي الجِنان.
رحِم الله ابن القيم حين خطّ لنا طريق الفوز في مضمار الحقّ فقال: "النّعيمُ لا يُدرك بالنعيم ومَن آثر الراحةَ فاتتْه الرّاحةُ" وبَرَّد الله ثرى ابن الجوزي حين أدلى بدلوه فقال: "لايُدرِك المَفاخِرَ مَن كان في الصّف الآخِر"... فهل مِن مُشمِّر.
"تَهُونُ علينا في المعالي نفوسُنا
ومَن يَطلبِ الحسناءَ لمْ يُغلِهِ المهرُ"
التدقيق اللغوي: خيرية الألمعي.
أعجبك شكلك في المرآة والصور، انتظرت حتى تطلق شاربك أو لحيتك أو تحلقهما، سلّمت بأنك أقوى من الأنثى وأعلى صوتاً وأسرع جريًا، وأنك أملك لعاطفتك وأصبر في الشدائد. وجدت نفسك لها ابنًا وأخًا ثم زوجًا وأبًا وعائلًا، وصرت في مقام التقرير لها، تجيز وتمنع، وفي عمق نفسك يقبع الرجل الأمين، الحامي للأنثى، المعين لها والغيور على مصالحها. وإذا بك توقعها في المصائب!
أين العضل والشارب واللحية والجَلَد والصوت؟ أين القوامة والقوة والحكمة؟ من يكذب على نفسه ومن حوله ويجعل رجولته كذكورة البهائم لا يستحق أن ينادى "أيها الرجل"، بل "أيها الذكر"! فيا أيها الشاذ في الرجال: وضعت قوانين أزياء وأنشطة رياضية تكشف لك مفاتن الأنثى وتستر أمثالك! انظر مثلا كرة المضرب أو التزلج إن أصابك العمى! غررت بها لتمتهن الرقص أمامك موهما إياها بالفن والشهرة، لتحكي مغامراتك مفتخرًا لأقرانك الشواذ بعد ما كنت أول شبابك تبني من رجولتك المدارس والجامعات والمصانع ودور العجزة والفقراء والأيتام، وتحلم بالابتكارات والاختراعات، بل تحلم بأنثى تحفظها وتحفظك! ولم تكتف بما فعلت، بل زينت لها إدارة المقابلات كاشفة نحرها وذراعيها وساقيها ومثلك أمامها بكامل لباسه، لأنه من قوانينك "العادية" في الاعلام! أي منطق إنساني يجيز للذكر اللبس كاملا لا للأنثى؟! هي حرة؟ فكن حرًّا واخرج على الشاشة كاشفا صدرك وكتفيك وساقيك! مضحك؟ من وما الذي جعل هذا وحده مضحكا؟!
أيها المحسوب ذكرًا أينما كنت: إياك والوقاحة بالكذب والتطاول على الأنثى بأنها أرادت ذلك وإلا فاترك مواقع القوامة والقوة وسن القوانين وتنفيذها! كن رجلا لا يخفي أفعاله ونظراته ولمزاته ويعلقها على أنظمة "عالمية" داعرة ليدافع هو وواضعوها عن رغباتهم. كن رجلا يحترم الأنثى من أهله وأهل غيره، يرحم ضعفها ويعرف قدرها ويحفظها من البهائم المحسوبة من رجال البشر.
التدقيق اللغوي: لجين قطب.
الملخص
بعد أن أخذت العلوم بمختلف فروعها تتطور تطورًا سريعًا خدمة للإنسان وبدا الوعي ينمو لدى الناس في كيفية تسخير تلك العلوم في حياتهم اليومية، ومن ذلك اهتمام الناس بالتغيرات الحاصلة في عناصر الغلاف الجوي سواء في الطقس أو المناخ، ولكون النشرة الجوية هي إحدى الوسائل المرئية والمسموعة التي تبين للناس التغيرات اليومية في عناصر الطقس رغبنا في هذا البحث أن نطرح استبيانًا مكونًا من (19) سؤالًا، رُكِّز فيها على ثلاثة محاور: 1- مدى اهتمام الناس بالنشرة الجوية وما هي الأوقات المناسبة لهم لتقديمها، 2- قياس مدى الاستيعاب والفهم للمفردات الواردة في النشرة الجوية، 3- التعرف على رغبة الناس في تعزيز ثقافتهم وإدامتها من خلال عرض البرامج والندوات وتدريس مادة الأنواء الجوية في المناهج الدراسية.
وقد تبين من الاستبيان أن هناك إجماعًا على أهمية النشرة ومشاهدتها أو الاستماع لها حيث بلغت نسبة الذين يشاهدونها ويسمعونها (88%)، كذلك تبين بأن أغلب الناس لا يفهمون بعض ما يرد في النشرة الجوية مثل منخفضات ومرتفعات جوية، وجبهات جوية، وكتل هوائية، وصور الأقمار الاصطناعية. واتضح بأن هذا يتناسب مع المستوى العلمي لدى الناس، حيث يزداد الفهم مع ارتفاع التحصيل العلمي. كذلك اتضح تركيز اهتمامهم في النشرة الجوية على عنصر الأمطار ودرجة الحرارة ومن ثم سرعة واتجاه الرياح والغيوم ويقل الاهتمام بالعناصر الأخرى.
المقدمة
منذ قرون كان الإنسان ينتقل من مكان إلى آخر قاطعًا مسافة قصيرة بحثًا عن الأمان والطعام والمكان الذي يجنبه قساوة الظروف والتقلبات الجوية القاسية، وقليلٌ منهم من كان ينتقل لمسافة بعيدة، وهؤلاء حينما ينتقلون يحتاجون إلى زمن طويل وذلك لأن وسائل النقل التي كانت سائدة آنذاك كانت بطيئة؛ لذلك فإنهم حينما ينتقلون ببطء لا يحسون بالتغيرات الحاصلة في الطقس بشكل سريع ومفاجئ. مع هذا كان الناس يهتمون بالتطلع إلى الجو الخاص بمناطقهم والى تقلباته وظواهره المختلفة. أما الآن فقد تطورت الحياة في جميع ميادينها وبشكل خاص في مجال النقل والمواصلات لذلك أصبح من الضروري للإنسان إن يتعرف على التغيرات التي تحصل للطقس خلال ساعات أو يوم أو عدد من الأيام لكي يهيئ نفسه لتلك التغيرات التي تؤثر سلبًا وإيجابًا على مجمل نواحي الحياة سواء كان لهؤلاء الناس علاقة وثيقة بين مهنهم وحرفهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتغيرات الحاصلة في الطقس أو لم تكن. إن تحضّر الحياة في جميع ميادينها يفرض على الإنسان أن يتابع تغيرات الطقس؛ لأنها تحصل في الغلاف الجوي الذي يعد الوعاء الذي تعيش فيه جميع الكائنات الحية، وتمشيًّا مع حاجة المجتمع وتطوره فقد عملت وسائل الأعلام المرئية والسمعية على تخصيص وقت لتقديم نشرة الأحوال الجوية التي تعطي توقعات لمجمل التغيرات التي تحصل لعناصر الطقس الحاضرة والمستقبلية (المستقبل القريب ساعة أو يوم أو عدد من الأيام) من خلال مراكز التنبؤات الجوية التي تشرف وتدير وتنظم عملها منظمة الأنواء الجوية العالمية، ومنها المنظمات الإقليمية والمحلية لكل بلد.
ولتسليط الضوء على أهمية النشرة الجوية للناس ومدى تفاعلهم معها أو فهمهم لمفرداتها المعلنة يوميًّا بالإضافة إلى حاجة الناس لها وما هو المطلوب من النشرة الجوية أن تقدمه للناس ومدى أهمية هذا الموضوع للناس والمجتمع لذلك عملنا على إجراء استبيان مكون من (19) سؤالًا استطلعنا به رأى عينة عشوائية من المجتمع والتي سوف نخوض في تفاصيلها. في النهاية لهذه المقدمة يمكن القول أن الطقس وتغيراته ذو أهمية حيوية بالنسبة إلينا، فهو يؤثر في كل مظاهر حياتنا تقريبًا، فهو لا يلعب دورًا أساسيًّا في أوجه النشاط البشري فحسب، بل إنه يؤثر تأثيرًا مباشرًا بكل ظروف البيئة التي تحيط بالإنسان.
لماذا النشرة الجوية؟
إن معرفة حالة الطقس من خلال النشرة الجوية اليومية ضرورة حياتية يتطلب من الجميع متابعتها؛ لأنها تعلمنا عن حالة الطقس الحالية واستشراف المستقبل الذي بدوره يساعدنا دائما على التخطيط الدقيق لحياتنا في مختلف ميادينها الاجتماعية والصحية والزراعية والصناعية والعمليات العسكرية والنقل بمختلف أشكاله، فنجد ربة البيت عندما تعرف حالة الطقس يمكن لها أن تقرر هل أنها سوف تقوم بغسل الملابس أم لا؟ وهل يرتدي أطفالها ملابس ثقيلة أم خفيفة؟ وهل ترسلهم إلى المدرسة أم هناك خطر عليهم من الظروف الجوية؟ كل ذلك يتقرر عندما تواصل متابعتها إلى الاستماع أو مشاهدة النشرة الجوية، ناهيك عن الميادين الأخرى التي سوف نتطرق إلى شيء منها. ففي ميدان النقل يوجد النقل الجوي الذي برزت فيه خدمات الأنواء الجوية منذ ظهور الطائرات، فمن الضروري مثلًا التعرف على مدى الرؤية الأفقية لتسهيل مهمة إقلاع الطائرات وهبوطها، كما أن تحديد سرعة واتجاه الرياح يحدد اتجاه وسرعة هبوط الطائرة، وعند تحليق الطائرة يحتاج الطيار إلى معلومات عن سرعة الرياح واتجاهها على ارتفاعات مختلفة، كذلك يحتاج معرفة درجة الحرارة لاختيار الارتفاع المناسب، ومن تلك العناصر أو غيرها تتقرر حركة الرحلات من عدمها، أما في مجال النقل البحري فإن البحّارة بحاجة ماسة إلى معرفة سرعة واتجاه الرياح لما لها من تأثير على سير السفن وتأثيرها على كمية وقودها فيما إذا كانت الرياح باتجاه السفينة أو ضدها، أما إذا كانت السفن شراعية فإنها تتحرك على أساس المعلومات عن سرعة واتجاه الرياح كذلك تؤثر على حالة البحر فيما إذا كان هناك أمواج عالية أم لا، وحتى معرفة سرعة واتجاه التيارات البحرية ومواعيد المدر (المد والجزر) مهمة في عملية إرساء السفن على المرفأ.
إعداد وتصنيف الاستبيان:
تم إعداد نموذج استبيان متكون من (19) سؤالًا، وقد وُزِّع منها (300) نموذجٍ على عينة عشوائية وبعد جمعها صُنِّفت كما يلي:
1- تم فرزها على أساس الجنس (ذكورًا وإناثًا) فكان عدد الذكور (169)، وعدد الإناث (131).
2- أعيد فرزها على أساس مستوى التحصيل العلمي لكونه أفضل وسيلة لتحديد المستوى الثقافي للفرد المستطلع رأيه وكما يلي:
أ- حملة شهادة الدكتوراه والماجستير وكان عددهم (36).
ب- حملة شهادة الدبلوم العالي والبكالوريوس فكان عددهم (161).
ج- حملة الشهادة المتوسطة والثانوية والمعاهد المتوسطة فكان عددهم (87).
د- حملة الشهادة الابتدائية فكان عددهم (16).
وللأسف لم نتمكن من الحصول على من ليس لديهم تحصيل دراسي (أميين) لصعوبة إقناعهم ورفضهم تعبئة النموذج.
شرح معاني لبعض الأسئلة:
قبل الخوض في تحليل نتائج الاستبيان فلابد لنا أن نساهم من خلال هذا البحث بتوضيح بعض المفاهيم التي وردت في قسم من الأسئلة في الاستبيان لإغناء القارئ لهذا البحث بمعلومات هو بحاجة ماسة لفهمها وبالتالي فهم ما يرد من أمور في النشرة الجوية.
· ماذا تعني الكتل الهوائية؟
يمكن تعريف الكتلة الهوائية بأنها جسم كبير من الهواء له حجم يمتد على مساحة مئات الكيلومترات المربعة وارتفاع بعض الكيلومترات، ويتميز بتجانس خواصه الفيزيائية (درجة الحرارة الرطوبة الضغط الجوي)، وتتكون الكتلة الهوائية فوق مناطق واسعة المساحة من سطح الأرض الخالية من التضاريس أو فوق مناطق واسعة المساحة من سطح الماء (البحار والمحيطات) والتي تكون متجانسة في الخصائص الفيزيائية. عندما يمكث الهواء فوق سطح واسع ومتجانس، مثل: منطقة سيبيريا لعدة أيام أو أسابيع، والتي يكون فيها سطح الأرض مغطى بسطح الجليد مع وجود حركة رياح خفيفة فان الهواء الملامس لهذا السطح يكتسب خصائصه الفيزيائية بشكل تدريجي بفعل التغيرات التي تحدث في الهواء السفلي ومن ثم يمتد إلى الهواء العلوي، ويعمل الإشعاع الحراري الأرضي والهواء الصاعد إلى الأعلى vertical وحركة الهواء الدوامية turbulence داخل الكتلة الهوائية وحركة الحمل الحراري للهواء convection أو حركة التأفق الهوائي advection على تنظيم الخصائص الطبيعية للكتلة الهوائية وتنوعها من كتلة إلى أخرى. بالمثل الهواء الذي يمكث فوق سطح المحيطات سيكتسب رطوبة بالتدريج لذلك تميل درجة حرارة الهواء ومحتواه من الرطوبة إلى الاقتراب من حالة الاتزان مع السطح أسفله ويتوقف مدى الاقتراب الذي سيصل إليه الهواء أخيرًا من هذه الحالة على الظروف ومن الواضح أن الوقت الذي يمضيه (يقضيه) الهواء في المناطق سوف يكون من الأهمية بمكان. لذلك يمكن تصنيف الكتل الهوائية طبقًا إلى خصائصها الفيزيائية 1- كتلة هوائية باردة جافة ، 2- كتلة هوائية باردة رطبة ، 3- كتلة هوائية حارة جافة ، 4- كتلة هوائية حارة رطبة.
· المنخفضات والمرتفعات الجوية:
عندما نسمع في النشرة الجوية بان بلدًا أو منطقة ما يقع تحت تأثير منخفض جوي أو مرتفع جوي فماذا يعني المنخفض الجوي وماذا يعني المرتفع الجوي؟
بشكل عام عندما يسخن الهواء في منطقة معينة وتقل كثافته فان مقدار الضغط الجوي سوف ينخفض هو الأخر في تلك المنطقة أو البلد وعندما وتنخفض درجة حرارة الهواء تزداد كثافته ويرتفع مقدار الضغط الجوي في تلك المنطقة. ويعبر عن الضغط الجوي على خرائط الطقس بخطوط تساوي الضغط (isobar) ويمكن أن تكون هذه الخطوط مغلقة أو شبة مغلقة شكل رقم (a1). في حالة المنخفض الجوي تكون قيمة الضغط الجوي عند المركز أقل قيمه له ويزداد
شكل رقم (a1) يمثل المنخفض الجوي (L) والمرتفع الجوي (H) والجبهات الهوائية وخطوط تساوي
الضغط الجوي باتجاه خارج عن المركز وتكون حركة الرياح عند المنخفض الجوي تدور باتجاه معاكس لعقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية والعكس في النصف الجنوبي للكرة الأرضية شكل رقم (1b). أما في حالة المرتفع الجوي تكون قيمة الضغط الجوي عند المركز أعلى قيمة له وينخفض مقدار الضغط الجوي باتجاه خارج عن المركز وتكون حركة اتجاه الرياح باتجاه حركة عقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية والعكس في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. غالبًا ما يصاحب المنخفض الجوي طقس رديء وحدوث ظواهر جوية كثيرة منها تكاثر الغيوم وتساقط الأمطار وحدوث العواصف الرعدية والبرق والرعد وعواصف ترابية وزيادة سرعة الرياح...إلخ، ويكون ذلك تبعًا لنوع الجبهة الهوائية المتكونة في المنخفض الجوي. أما المرتفع الجوي فان الطقس يتصف غالبًا بطقس حسن وسماء صافية وشمس مشرقة.
الشكل (b1) يمثل المرتفع الجوي (H) والمنخفض الجوي (L) وحركة دوران الرياح في نصفي الكرة الارضية الشمالي والجنوبي وانحدار الضغط الجوي
· الجبهات الهوائية:
الجبهة الهوائية في الأنواء الجوية هي سطح بيني أو منطقة انتقالية بين كتلتين هوائيتين مختلفتين في الخصائص الفيزيائية (الحرارة والرطوبة وبالتالي الكثافة) حيث أننا نعلم بأن درجة الحرارة منظم عظيم للكثافة، وبذلك يمكن القول بأن الجبهة دائمًا تفصل الكتل الهوائية المختلفة في درجات الحرارة شكل رقم (a1)
يمكن تصنيف الجبهات الهوائية classification of front طبقا للخصائص الفيزيائية إلى ما يلي:
1- الجبهة الباردة cold front
وهي الجبهة التي فيها الهواء البارد يزيح (يدفع) الهواء الساخن في المنطقة المحددة شكل رقم (2) وتمثل على شكل خط عليه نتوءات cusps تشير إلى حركة الجبهة كما في شكل قم (3)[1]
2- الجبهة الحارة warm front
وهي الجبهة التي فيها الهواء الساخن يزيح (يدفع) الهواء البارد شكل رقم (2) وتمثل على شكل خط يحتوي على أشباه الدوائرsemicircles والتي تشير أيضًا إلى اتجاه حركة الجبهة كما في شكل رقم (3) [2]
شكل رقم(2) يمثل حركة الهواء وشكل الغيوم في الجبهة الحارة والجبهة البارده
1- الجبهة الواقفة (أو الشبه واقفة) stationary front
عندما تتذبذب الجبهة أي ترصد في ساعة معينة على خط عرض معين، ثم في ساعة أخرى تتقدم مع حركة المنخفض، ثم بعد وقت أخر تعود إلى نفس المكان الأول، وهكذا تصبح شبه واقفة لفترة من الزمن ويكون من المناسب أن نشير إلى هذه الحالة بخط يتبادل علي جانبيه نتوءات cusps وأشباه الدوائرsemicircles كما في شكل رقم (3) [3]
2- الجبهة المتحدة occlusion front
وهي الجبهة التي تحصل عندما الجبهة الباردة النشطة عادة تتجاوز وتكتسح الجبهة الحارة ومثل هذه الجبهة تمثل بخط ويتناوب عليه نتوءات cusps وأشباه الدوائرsemicircles من جهة واحدة كما في شكل رقم (3) [4]
شكل رقم (3) أنواع الجبهات 1 جبهة بارده 2- جبهة حاره 3- جبهة واقفة 4- جبهة متحدة
· ماذا تعني درجة الحرارة العظمى؟
درجة الحرارة العظمي هي أعلى درجة حرارة مسجلة خلال 24 ساعة، وعادة تكون بين الساعة الثانية والرابعة بعد الظهر.
· ماذا تعني درجة الحرارة الصغرى؟
درجة الحرارة الصغرى هي أقل درجة حرارة مسجلة خلال 24 ساعة، وعادة تكون قبل أو بعد شروق الشمس بقليل.
· ماذا تعني حالة البحر؟
نعني بحالة البحر هو وصف للبحر فيما إذا كان هائجًا أو ساكنًا نتيجة إلى حركة الموج
مع بيان: ارتفاع تلك الأمواج، وسرعة التيار، وارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر أثناء مرور المنخفضات الجوية المصحوبة بعواصف شديدة أو نتيجة للمد والجزر والتي تنتج من حركة الرياح كذلك وصف حالة المد والجزر وأوقات حدوثهما.
· صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بنشرة الأحوال الجوية:
يعتبر مجال الأنواء الجوية من أولى المجالات التي استخدمت تقنية الأقمار الاصطناعية ونظرًا للتطور الهائل في العلم الحديث الذي زاد من إمكانيات هذه الأقمار بشكل كبير من الدقة والقدرة على رصد عناصر كثيرة من الغلاف الجوي وإرسال صور تفصيلية لعديد من أشكال الظواهر الجوية ومتابعة مسارها مما ساعد في تحسين التنبؤات الجوية وإصدار التحذيرات اللازمة. تقسم هذه الأقمار إلى قسمين:
1- الأقمار الاصطناعية القطبية السيارة Landsat
تدور هذه الأقمار حول الكرة الأرضية في مدارات رئيسية تمتد من القطب الشمالي إلى قطبها الجنوبي ومن بين هذه الأقمار الخاصة بالأنواء الجوية والتي تعرف باسم (Television Infa-Red Observation Satellites ) TIROS التـي تمثـل السـلسـلة الأولى (TIROS1 إلى TIROS10 ) من الأقمـار الاصطـناعيـة أما السـلسـلة الثـانـية TOS
(TIROS Operational System) والتـي أعيـد تسـميـتها ESSA (Environmental survey Satellites) وقد طورت هذه الأقمار بعد تجهيزها بالة تصوير نوع APT تنقل الصور آليًّا إلى المحطات الأرضية ضمن مدى الموجات الراديو وقد سميت ITOS (Improved TIROS Operational System) أما نظام الجيل الثاني الذي أطلق عليه تسمية NOAA (National Oceanic and Atmospheric Administration) الذي يحمل آلة تصوير نوع APT التي تبعث صورها مباشرة إلى المحطات الأرضية بالإضافة إلى آلة تصوير تخزن المعلومات وقد أطلقت جميع هذه الأقمار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 0)196(. كما أطلقت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقًا) مثل هذه المجموعة من الأقمار والتي تسمى cosmos يستغرق كل من تلك الأقمار لإكمال دورة واحدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي نحو ساعة واثنتان وأربعون دقيقة، ولا تبتعد هذه الأقمار عن سطح الأرض بأكثر من (700- 1500 كم). تنقل هذه الأقمار السيارة Landsat البيانات المسجلة على أشرطه متشابهة الهيئة، تظهر صورًا على أفلام موجبة أو سالبة كما يمكن تحويل هذه البيانات على أشرطة رقمية بحيث يسهل استخدامها في التحليل الخاص بالحاسب الآلي وأن كل صورة من هذه الصور تغطي مساحة مربعة من سطح الأرض طول ضلعها 185 كم.
2- الأقمار الاصطناعية الاستوائية الثابتة Meteosat :
وهي الأقمار الاصطناعية التي ترتكز في موقع محدد وعلى ارتفاعات عالية من سطح الكرة الأرضية (لأنها تدور حول الأرض بنفس سرعة دوران الأرض تدور الأرض باتجاه معاكس لحركة عقارب الساعة) من هذه الأقمار خمسة أقمار اصطناعية: اثنان يتبعان الولايات المتحدة الأمريكية وثالث يتبع اليابان، والرابع الهند وتشرف على الخامس وكالة الفضاء الأوربية. ويتركز القمر الأوربي (الميتوسات) على ارتفاع 35 ألف كم، ويهتم هذا القمر الصناعي بحالة الطقس فوق سطح الكرة الأرضية. وهذه الأقمار مزوده بأجهزة الاستشعار من بعد (Remote sensing equipments) والتي بواسطتها تسجل عناصر الطقس، وتصور الأرض وما يقع تحت سطح الأرض. وعملية التصوير تتم باستخدام:
1- الأشعة المنعكسة في الضوء المرئي visible light (µm 0.4 - µm0.75) وتكون المناطق البيضاء اللون بهذه الصورة تدل على أنها مناطق تعكس أكبر قيمة ممكنة من الطاقة الشمسية.
2- الأشعة المنعكسة من بخار الماء water vapor طولها الموجي (µm 5.7 - µm7.1) وتكون المناطق البيضاء بهذه الصورة تدل على أنها مناطق تمثل فيها نسبة عالية جدًّا من بخار الماء.
3- الأشعة تحت الحمراء طولها الموجي (µm 10.5 - µm12.5) وتدل المناطق البيضاء اللون بهذه الصورة على أنها مناطق الأسطح منخفضة الحرارة في حين المناطق السوداء اللون فيها على أنها مناطق مرتفعة الحرارة. كذلك من خلال الصورة يمكن أن تشاهد حركة المنخفضات الجوية وكثافة الغيوم أو الغبار بعد عرضها على شكل شريط فيديو.
حالة الطقس والزراعة:
ترتبط الشؤون والإعمال الزراعية ارتباطًا وثيقًا بالحقائق الطقسية والمناخية، ولا يخفى على أحد أثر كلٍّ من: الإشعاع الشمسي، والرطوبة، والرياح، وحدوث الصقيع والندى والبرد، والضباب، والأمطار، والعواصف الترابية على نمو النباتات أثناء مراحل نموها المختلفة؛ لذلك اهتمت كثير من دول العالم التي تتميز بطقس متغير من وقت إلى أخر بإذاعة وتلفزة نشرات جوية كلَّ عدة ساعات توضح حالة الطقس المتغير؛ وذلك لخدمة المهتمين بالشؤون الزراعية لغرض تلافي الأضرار التي تنجم عن تلك التغيرات في الطقس واتخاذ الإجراءات الاحترازية لذلك أو التقليل منها، وبذلك أصبح من الضروري أن يمتلك المزارعون ثقافة بالأنواء الجوية تساعدهم على فهم كلِّ المصطلحات والمعلومات التي ترد في النشرة الجوية وأن يتابعوها يوميًّا. مثلًا: معرفة اتجاه الرياح تساعدهم في معرفة اتجاه سير أسراب الجراد التي تهلك المزارع أن مرت بها، ومعرفة درجة الحرارة المنخفضة تساعدهم في تدارك خطر ذلك الانخفاض بعد قيامهم بتغطية مزروعات لحمايتها من التلف، وسقوط المطر وكميته التي تعد أحد مصادر الري الآنية أو المستقبلية بعد تجميعها في المياه الجوفية وتصبح على شكل مخزون ماء يستخدم لاحقًا أو من خلال تجميعها في خزانات. لذلك فإن المعرفة المسبقة بأحوال الطقس من قبل المزارع تساعد كثيرًا في حماية مزروعات وحقول الحيوانات.
الطقس والصناعة والتجارة:
تهتم العلوم التجارية والصناعية اليوم بالتغيرات في الطقس بشكل كبير وأصبح المهندسون و رجال الإعمال عند تقدير تكاليف الإنتاج لابد أن يضعوا في الحسبان التكاليف الناتجة من وراء تغيرات الطقس و تأثيرها على التدفئة شتاءً والتبريد صيفًا، و زيادة استهلاك المياه صيفًا (في الأيام الحارة) حيث هناك عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على كثير من المشروعات الصناعية: درجة الحرارة (خاصة درجة الحرارة الصغرى ومدى حدوث الصقيع)، تساقط الثلج، الرياح الشديدة والأعاصير المدمرة، الأمطار الغزيرة، وعوامل أخرى (مثل: ارتفاع نسبة الرطوبة وسوء حالة الرؤية)، كذلك مثلًا: من الصعب القيام بعمليات دهان الحيطان والجدران إذا انخفضت درجة حرارة الهواء ، كما أن زيادة الرطوبة أو تساقط الإمطار يؤثر على تلك العملية ، كذلك قدرة العمال الإنتاجية تتأثر كثيرًا بارتفاع درجة حرارة الهواء أو انخفاضها، و أوضحت نتائج التجارب بأن إنتاجية العمال تنخفض بمعدل 75% إذا ما ارتفعت درجة حرارة المكان عن (30م) و إذا انخفضت عن (-20 م) أما عند درجة حرارة (49) فتنعدم القدرة الإنتاجية للعمال. كما أن معظم العمليات الصناعية والهندسية تتأثر كفاءة تشغيلها عند انخفض درجة حرارة المكان عن (-18 م) مثل القطارات تفقد (5%) من قدرة تشغيلها وحمولتها عند انخفاض درجة الحرارة عن (-18) وتفقد أكثر من ذلك إذا انخفضت درجة الحرارة أكثر. وللصقيع وتجمد التربة والإمطار الغزيرة آثارها المباشرة على العمليات الهندسية والإنشائية حيث يتعذر إنشاء الطرق وبناء المنازل في مثل تلك الظروف الجوية الصعبة. أيضًا من الصعب القيام ببعض الأعمال الهندسية خارج المصانع إذا ما كانت الرياح شديدة خاصة عند القيام بأعمال البناء في الأدوار العليا وأعمال الدهان وتركيب أسلاك الهواتف والكهرباء.
الطقس والـنــقـــــــــــــل:
1- النقل الجوي:
برزت أهمية خدمات الأنواء الجوية في مجال الطيران منذ ظهور الطائرات. فمن الضروري مثلًا التعرف على مدى الرؤيا الأفقية لتسهيل مهمة إقلاع الطائرات وهبوطها، كما أن تحديد سرعة واتجاه الرياح يحدد اتجاه هبوط الطائرة والسرعة المطلوبة للهبوط، وأثناء تحليق الطائرة يحتاج الطيار معلومات عن سرعة واتجاه الرياح عند ارتفاعات مختلفة، كذلك يحتاج معرفة درجة الحرارة لاختيار الارتفاع المناسب بالإضافة إلى معرفة مناطق الزوابع الرعدية والغيوم وارتفاعاتها. لذلك فإن حالة الطقس تحدد حركة الطائرات فإذا كان الطقس رديئًا فإن الرحلات الجوية تلغى أو تؤجل.
2- النقل البحري:
يهتم البحارة بمعرفة سرعة واتجاه الرياح لما لها من تأثير على سير السفن وتأثيرها على وقود السفن فيما إذا كانت الرياح باتجاه السفينة أو ضدها أما إذا كانت السفن شراعية فإنها تتحرك على أساس المعلومات عن سرعة واتجاه الرياح كذلك تؤثر على حالة البحر فيما إذا كانت أمواج عاتية أم لا، وحتى معرفة سرعة واتجاه التيارات البحرية ومواعيد المدر (المد والجزر) مهم في عملية إرساء السفن على المرافئ. ويستفيد الصيادون في البحر من المعلومات المتعلقة بحالة الطقس؛ لأن الأسماك تتكاثر في مناطق معينة حسب الظروف الجوية مثل درجة الحرارة وشدة الرياح التي تؤدي إلى اضطراب البحر وهياجه، بالإضافة إلى ذلك فان الصيادون يستخدمون التنبؤات الجوية لتنظيم تحركات قوارب الصيد.
3- النقل البري:
تتأثر الطرق البرية وخطوط السكك الحديدية بمختلف العوامل الجوية. ففي بعض المناطق تؤدي غزارة الأمطار إلى تحويل مياه الأمطار إلى سيول جارفة تسبب في قطع خطوط السكك الحديدية والطرق الإسفلتية وتراكم الرمال والأتربة عليها، وتتعطل حركة المرور عندما تهب العواصف الرملية والأتربة، إضافة إلى انعدام مدى الرؤية الذي يؤثر على سرعة السيارات وتؤدي إلى حوادث مرورية كثيرة، ويمكن تجنّب ذلك بعد أن يعرف سائق المركبة الحالة الجوية ويقرر عدم الحركة إلا عندما تتحسن حالة الطقس لتجنب الخسائر المادية والبشرية.
الطقس وصحة الإنسان:
للطقس تأثير مزدوج على الإنسان تأثيرًا فسيولوجيًّا، وتأثيرًا نفسيًّا، وتكون هذه التأثيرات إما مباشرة، كما في حالة تعرض الإنسان لموجة برد شديدة، أو غير مباشرة عن طريق المكروبات والحشرات. لقد دلت الإحصاءات العالمية إلى وجود صلة وثيقة بين عدد الوفيات وحالة الجو، حيث تزداد الوفيات في الأيام التي تهب فيها الرياح بسرعة عالية وأكثر الظواهر الجوية تأثيرًا على صحة الإنسان هي انخفاض الضغط الجوي المترافق مع حرارةٍ مرتفعةٍ، وهطولٍ للأمطار، ورطوبةٍ جوية عالية، وحدوث عواصف هوائية، إضافة إلى أن حالة الطقس وتغيرات عناصره تلعب دورًا كبيرًا في المساعدة على الإصابة ببعض الأمراض والتأثير على بعض الأمراض المزمنة لدى كثير من الناس، مثل: الربو، حيث إن إثارة الغبار والأتربة تساعد على الإصابة بتلك الأمراض، كما أن ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة يؤثر على مرض القلب.
الطقس والسياحة:
إن السائح يحتاج إلى معلومات عن الطقس ليهيئ نفسه لظروف الطقس المتوقعة، واختيار الملابس الملائمة، وتنظيم حركته وتنقلاته. ولكي يتمتع السائح برحلته وتجواله في مكان ما فانه بحاجة إلى معرفة الطقس الحسن.
مناقشة نتائج الاستبيان
بعد هذا العرض الموجز لأهمية ما يرد في النشرة الجوية نعود الآن إلى تحليل المعلومات التي حصلنا عليها من خلال الاستطلاع لكل العينة البالغ عددها (300) مستطلَع، حيث توضح الأشكال (4-10) النسبة المئوية للمستطلعين لكل سؤال من أسئلة الاستبيان باستثناء السؤال رقم (19) والذي سوف نحلل الإجابة عليه من قبل المستطلعين بصورة خاصة، وكما مبين بالأشكال (11 - 13). نعود للأجوبة المبينة في شكل رقم (4) والذي يمثل النسبة المئوية لأجوبة كل المساهمين في الاستطلاع ولنبدأ بالسؤال الأول والذي نلاحظ منه بأن هناك نسبة (88%) يشاهدون ويسمعون النشرة الجوية وهو مؤشر جيد لاهتمام الناس في النشرة الجوية نتمنى أن يزداد في المستقبل، بينما نسبة (12%) لا يسمعون النشرة الجوية ربما لأسباب ذاتية تتعلق بانشغالهم في شؤون الحياة أو لخلفيتهم الثقافية عن النشرة الجوية أو لصعوبات في فهم محتوى النشرة. أما الجواب على السؤال الثاني فان نسبة (77.2%) منهم يشاهدون ويسمعون النشرة الجوية نتيجة لمشاهدتهم ولاستماعهم لنشرة الأخبار أما
الباقون والذين يشكلون نسبة (22.7%) فإنهم يسمعونها بصورة خاصة أي هناك رغبة لمشاهدة والاستماع للنشرة. ومن السؤال الثالث يتضح بأن الناس بنسبة (13.6%) يرغبون مشاهدة النشرة أو الاستماع لها صباحا بينما نسبة الذين لا يرغبون في سماعها عند الصباح (86.3%) أما الذين يفضلون مشاهدتها أو الاستماع لها مساءً فقد بلغت نسبتهم (86.3%) بينما الذين لا يرغبون (13.6%) أما الذين يرغبون بتقديم النشرة الجوية في التلفزيون أو الراديو كل ساعة فكانت نسبتهم (10.6) والذين لا يرغبون كانت (89.3%) أما الذين يفضلون تقديم النشرة مرة أو مرتين في اليوم فكانت نسبتهم (89.3%) والذين لا يفضلون (10.5%) ويمكن أن نستخلص من ذلك بأن أغلب الناس تفضل أن تقدم النشرة مرة واحدة في اليوم عند المساء ولا يفضلون أن تقدم كل ساعة أما الإجابة على السؤال السابع التي تعكس مدى ثقة المواطن في ما يرد في النشرة الجوية من تنبؤات مستقبلية كما أنه مؤشر على مدى صحة ما يرد في النشرة الجوية من توقعات لعناصر الطقس لذلك كانت نسبة (77.2%) يثقون بالتنبؤات بينما نسبة (22.7%) لا يثقون بها أما الأجوبة على الأسئلة (8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 13) فان الغرض منها هو التعرف على مدى فهم المشاهد والمستمع للمصطلحات والمفاهيم التي ترد في النشرة الجوية والتي تعطي صورة واضحة للجهات المسؤولة عن النشرة الجوية أن توضح بعض الشيء عما يرد في النشرة، مثلًا: توضيحٌ عن المرتفع والمنخفض الجوي أو الكتلة الهوائية وغيرها، أي: إعطاء فكرة بسيطة عند تقديم النشرة الجوية عما يرد فيها لذلك فقد كانت نسبة الذين لا يفهمون معنى المرتفعات والمنخفضات الجوية وكيف تؤثر على حالة الطقس (32.5%) والذين يفهمونها (67.4%). والذين لا يفهمون الجبهات الهوائية فكانت نسبتهم (76.2%) والذين يفهمون (23.8%). أما فهمهم لدرجة الحرارة العظمى كانت نسبتهم (88.7%) والذين لا يفهمون (11.3%) كذلك درجة الحرارة الصغرى فكانت نسبة الذين يفهمون (85.5%) والذين لا يفهمون (14.5%) أي هناك نسبة جيدة من الناس تفهم درجة الحرارة العظمى والصغرى بينما نسبة الذين يفهمون حالة البحر (82.9%) والذين لا يفهمون (17.1%) والذين لا يفهمون ماذا تعني الكتلة الهوائية فكانت نسبتهم (70.5%) والذين يفهمون (29.5%) أما صور الأقمار الاصطناعية الخاصة في النشرة الجوية فان الذين يفهمونها هم (53.5%) والذين لا يفهمونها (46.5%) من خلال ذلك نجد هناك ضرورة للتركيز على المواضيع التي يتضح من الاستطلاع بأن هناك حاجة لفهمها، أما الذين يقدرون أهمية النشرة الجوية ويشعرون بضرورة عرضها في التلفزيون أو إذاعتها في الراديو فقد كانت نسبتهم (96.2%) بينما الذين لا يجدون ضرورة لها فكانت نسبتهم (3.8%) والذين يفضلون طرح برامج ومحاضرات لتوضيح النشرة الجوية فكانت نسبتهم (79.9) بينما الذين يرون لا ضرورة منها فكانت نسبتهم (20.1%) ومن هذه النسب تستفيد الجهات المسؤولة عن تقديم النشرة الجوية كي تعمل على إعداد برامج يتم من خلالها توضيح الكثير عن عناصر الطقس والمناخ والذي يشكل هذه الأيام الهاجس لحياة الناس على الكرة الأرضية لما يتعرض له الغلاف الجوي من زيادة مطردة في الملوثات وتغيرات في المناخ خطيرة ومخيفة للبشر.
أما الذين يعتقدون بأن المجتمع بحاجة إلى النشرة الجوية كما جاء في السؤال رقم (17) فقد كانت نسبتهم (97.7%) بينما الذين يعتقدون بأن المجتمع ليس بحاجة للنشرة الجوية فكانت نسبهم (2.3%) بينما هناك نسبة (75.5%) يرون ضرورة تدريس مادة الأنواء الجوية ومن ضمنها النشرة الجوية في المناهج الدراسية بينما نسبة (24.5%) لا يجدون ضرورة لذلك.
تحليل نتائج الاستبيان بالنسبة لجنسي الذكور والإناث:
في شكل رقم (5) والذي يمثل النسبة المئوية لآراء المستطلعين من الذكور نرى أن نسبة عالية من المساهمين الذكور في هذا الاستبيان تتجاوز (86) تقريبًا تشاهد النشرة الجوية نتيجة
متابعتها لبرامج أخرى وليس بشكل مستقل، ومعظم هؤلاء لا يفضّلون مشاهدتها صباحًا، بل يرغبون مساء بحيث لا تتجاوز المرة أو المرتين يوميًّا ويثقون بهذه النشرة الجوية وما تحمله من تنبؤات عن حالة الطقس المتوقعة، وهم على دراية عالية جدًّا بمعرفتهم كلًّا من: درجة الحرارة العظمى والصغرى وحالة البحر إلا أن نسبة كبيرة منهم تجهل مفهوم كلٍّ من الجبهات والكتل الهوائية. كما أن الشكل يوضح اتفاقًا شبه مجمع عليه من قبل هذه الشريحة (الذكور) في ضرورة عرض النشرة الجوية لحاجة أفراد المجتمع إليها ويؤيدون تطوير هذه النشرة من خلال المحاضرات والبرامج الخاصة عن الطقس لزيادة استيعاب المشاهدين لها. شكل رقم (6) الذي يبين النسبة المئوية للإناث نلاحظه يماثل الشكل رقم (5) الخاص بالذكور إلى حد كبير في كل فقرات الاستبيان مع ملاحظة زيادة في نسبة المشاهدات في الإناث حيث تصل إلى
(89%) تقريبًا وتقل نسبة الإناث في معرفة مفهوم درجة الحرارة العظمى والصغرى مقارنة بالذكور إلا أنها لا زالت تعتبر عالية حيث تتجاوز (75%) تقريبًا. بشكل عام –تقريبًا- الجنسان متشابهان في تقدير أهمية النشرة وفهمهم لما يرد فيها. الأشكال (7 ، 8 ، 9 ، 10) المشاركون في الاستبيان من حملة الدكتوراه والماجستير، والبكالوريوس والدبلوم العالي، والثانوية الإعدادية، والابتدائية على الترتيب في هذه الأشكال نلاحظ:
أولًا: أن نسبة المشاهدين من المشاركين جيده بشكل عام وتزداد مع ارتفاع المستوى التعليمي حيث تكون الأقل من حملة الابتدائية (62.5%) وتكون الأعلى (100%) عند حملة الدكتوراه والماجستير
ثانيًا: يتفق حملة الشهادات الأعلى وكذلك الأدنى بشكل كامل (100%) في عدم تفضيل وقتها صباحًا ويوجد لديهم إدراك لمعنى درجة الحرارة العظمى والصغرى وكذلك حالة البحر (100%) ويوافقهم في ذلك حملة الشهادات الأخرى إلا أن النسبة تقل عن ذلك.
ثالثًا: عدم الإلمام بمفهوم الجبهات الهوائية بشكل عام حيث تتراوح بين (41.6 %) إلى (0%) عند الشهادات الأعلى والأدنى على الترتيب.
رابعًا: تزداد نسبة الوعي بمفهوم الكتل الهوائية مقارنة بمفهوم الجبهات الهوائية حيث في الكتل الهوائية تصل إلى نسبة (75%) وحتى (17.5%) في الشهادات الأعلى والأدنى على الترتيب.
خامسًا: يتفق المشاركون من حملة الشهادات المختلفة وبنسبة عالية جدًّا تصل (100%) تقريبًا -باستثناء حملة الابتدائية- (50%) على ضرورة عرض النشرة الجوية مع اتفاقهم جميعا بحاجة
المجتمع إليها ووضعها ضمن المناهج الدراسية على أن تكون هناك برامج توعية إضافية (محاضرات وندوات) تساهم في زيادة الإدراك والفهم لمفردات هذا العلم.
تحليل نتائج الاستطلاع على عناصر الطقس المفضلة حسب الجنس والمستوى العلمي والمجموع الكلي والمبينة في الأشكال كما يلي:
شكل رقم (11) هذا الشكل يمثل النسبة المئوية لعناصر الطقس المفضلةعند الجنسين (ذكور واناث) والذي يتضح منه أن عنصريْ (الأمطار ودرجة الحرارة) يحظيان بالاهتمام الأكبر من قبل الجنسين بشكل عام، بينما نجد أن العناصر الأخرى لا تجد ذلك الاهتمام، ويمثل عنصر الجبهات الهوائية الأدنى اهتمامًا من قبل الجنسين كما أن الإناث يتجاوزن الذكور في تفضيل أربع من العناصر هي: درجة الحرارة، الغيوم، حالة البحر، الجبهات الهوائية وجميع العناصر.
شكل رقم (12) الذي يمثل النسبة المئوية المفضلة حسب التوزيع العلمي نلاحظ فيه أن عنصريْ (الأمطار ودرجة الحرارة) يمثلان العنصرين الأهم من قبل جميع المشاركين في الاستبيان مهما
اختلفت درجاتهم العلمية ويلاحظ أيضًا في هذا الشكل اتفاق جميع المشاركين من حملة الابتدائية في الاهتمام بعنصر درجة الحرارة والأمطار وحالة البحر بينما يتركز اهتمام حملة الشهادات العليا (دكتوراه وماجستير) بالأمطار ودرجة الحرارة والمنخفضات والمرتفعات الجوية على الترتيب كما نجد أن اهتمام حملة شهادات البكالوريوس والدبلوم العالي والثانوية والإعدادية يتركز في عنصريْ
(الأمطار ودرجة الحرارة) بينما بقية العناصر الأخرى لا تجد ذلك الاهتمام من قبل معظم حملة الشهادات. شكل رقم (13) الذي يمثل النسبة المئوية لعناصر الطقس المفضلة من قبل جميع المساهمين يؤكد هذا الشكل ما استنتج بالشكلين (11 ،12) وهو اهتمام جميع المشاركين بعنصريْ (الأمطار ودرجة الحرارة) على الترتيب في المقام الأول، ثم يضعف الاهتمام بشكل كبير من جميع المشاركين مع بقية العناصر ليكون شبه معدوم.
خلاصة النتائج
من خلال الاستبيان تبين ما يلي:
1- هناك نسبة عالية تشاهد وتسمع النشرة الجوية.
2- هناك نسيبة قليلة تتابع برامج النشرة بشكل خاص اى عنوة والنسبة الاكبر يشاهدون النشرة ويسمعونها نتيجة لسماع الأخبار.
3- نسبة عالية تفضل عرض النشرة الجوية مساءً.
4- نسبة عالية تفضل عرض النشرة الجوية مرة أو مرتين في اليوم.
5- أغلب الناس يثقون بما يرد في النشرة الجوية من توقعات مستقبلية.
6- هناك نسبة كبيرة تجهل بعض المفردات الواردة في النشرة مثل جبهه هوائية او كتلة هوائية...إلخ.
7- نسبة عالية جدًّا تؤيد عرض النشرة الجوية في الراديو والتلفزيون.
8- هناك نسبة جيده تؤيد طرح محاضرات وتقديم برامج في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءه تهتم بمجال الأرصاد الجوية.
9- هناك نسبة جيدة تؤيد أن تدرس مادة الأنواء الجوية في المناهج الدراسية.
التوصيات:
نجد من هذه الدراسة فرصة جيدة للجهات المسؤلة عن إعداد وتقديم النشرة الجوية أن تقوم بما يلي:
1- العمل على تلافي التقصير الحاصل في توضيح المفاهيم التي ترد في النشرة الجوية من خلال محاضرات أو ندوات أو عرض ملخصات توضيحية بسيطة أثناء تقديم النشرة الجوية.
2- زيادة تعزيز ثقة المواطن بالنشرة الجوية من خلال الارتقاء في مستوى التنبؤات ودقتها لما يحدث في المستقبل القريب من ظواهر جوية.
3- نقترح تقديم النشرة الجوية مرة أو مرتين في اليوم بشكل تفصيلي وإعطاء وقت أكبر لعرضها في التلفزيون أو تقديمها في الراديو.
المراجع
1- د.علي موسى، الوجيز في المناخ التطبيقي، مطبعة دار الفكر
2- Franklyn W. Cole , introduction to meteorology , third edition
3- Neiburger / Edinger / Bonner , understanding Our Atmospheric Environment , second edition
4- www.fas.org/irp
رحل عن الدنيا المؤرخ العربي المصري الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن، وذلك عصر يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظم عام 1436 هجريا الموافق التاسع من شهر يوليو عام 2015 ميلاديا، وذلك في مدينة القاهرة، عن عمر يناهز 76 عاما؛ حيث تمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة الثالث والعشرين من رمضان عام 1436 هجريا في مسجد نوري خطاب بحي مدينة نصر في مدينة القاهرة، ثم صاحبه موكب كبير من أفراد الأسرة والأقارب والزملاء والتلاميذ والأحباء إلى قبره في مدينة 15 مايو في مشهد مهيب، ثم أقيم في مساء اليوم التالي عزاء للفقيد في دار مناسبات مسجد القوات المسلحة بحي مدينة نصر في مدينة القاهرة.
ولد السيد محمد الدقن في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر عام 1358 هجريا الموافق الثاني عشر من أبريل عام 1939 ميلاديا في قرية هورين(التي كانت تابعة حينذاك لمحافظة الغربية والتابعة الآن لمحافظة المنوفية) حيث التحق بكتاب القرية منذ صغره، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالمعهد الثانوي الأزهري في مدينة طنطا، ثم التحق بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف في مدينة القاهرة، حيث حصل على الليسانس بتفوق على زملائه، وتم تكليفه معيدا بالجامعة، ثم التحق بالجيش المصري كجندي فيه عقب نكسة 1967؛ حيث كان جندي مشاه ثم التحق بعد ذلك بالشئون المعنوية بالجيش بعدما أظهر تفوقا في إحدى الدورات التدريبية بالجيش. جاء خروجه من الجيش عام 1970 م بقرار من رئيس الجمهورية مع مجموعة من المعيدين حرصا على استكمال مشوارهم العلمي.
حرص السيد الدقن عقب خروجه من الجيش على استكمال مشواره العلمي بجده وتفوقه المعهود به ؛ حيث حصل على الماجستير ثم الدكتوراه ثم واصل أبحاثه حتى حصل درجة أستاذ مساعد ثم درجة أستاذ، ثم أصبح عضوا في اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين في التاريخ بجامعة الأزهر، وأصبح رئيسا لقسم التاريخ والحضارة، وكان يتولى سنويا مراجعة وضع امتحانات الثانوية الأزهرية في مادة التاريخ في السنوات الأخيرة من عمره.
قام الأستاذ الدكتور السيد الدقن بالتدريس لعشرات الأعوام داخل مصر وخارجها في الجامعات السعودية؛ حيث أعير إليها لبضعة سنوات، وأشرف الفقيد على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه، كما ناقش عشرات أخرى من هذه الرسائل في تخصص التاريخ الحديث لطلاب مصريين وعرب وأفارقة ومن شرق آسيا، كما قام بتحكيم العديد من الأبحاث للترقية إلى درجتي الأستاذ والأستاذ المساعد داخل وخارج مصر، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات.
ترك الأستاذ الدكتور السيد الدقن رحمه الله أولادا ثلاث ندعو الله بأن يكونوا من الصالحين الذين يدعون له فيتقبل الله منهم، كما ترك الفقيد العديد من التلاميذ الذين أصبحوا وزراء وأساتذة وعمداء ومسئولين كبار ومدراء داخل وخارج مصر، ندعوا الله بأن يكونوا من الشخصيات التي تسهم في نشر العلم الذين تعلموه ، وندعوا الله بأن يكونوا من الأوفياء لأستاذهم ويدعون الله له بالرحمة والغفران.
كما ترك الأستاذ الدكتور السيد الدقن رحمه الله عدة مقالات وحوارات صحفية وإذاعية وتليفزيونية خاصة في إذاعة القرآن الكريم المصرية والبرامج الدينية بالقناة الأولى للتليفزيون المصري، حول التاريخ الحديث والإسلامي، كما ترك العديد من الكتب من أبرزها: كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ، الخلفاء الراشدون، سكة حديد الحجاز الحميدية دراسة وثائقية، السلطان الأشرف طومان باي والمقاومة المصرية للغزو العثماني، دراسات في تاريخ الدولة العثمانية، دراسات في تاريخ مصر العثمانية، وغيرها من الكتب. وتمت ترجمة أحد مؤلفاته إلى اللغة الألبانية؛ حيث تم تدريسه في جامعة بألبانيا، كما شارك في إعداد موسوعات عربية وإسلامية.
ولقد قام اتحاد المؤرخين العرب بتكريم الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن عام 2009؛ باعتباره أحد شوامخ المؤرخين العرب.
رحم الله الرحمن الرحيم الفقيد رحمة واسعة، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأسكنه الله سبحانه وتعالى فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه وزملائه وتلاميذه الأوفياء الصبر والسلوان، اللهم آمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد، ولكم بمثل ما دعوتم وجزاكم الله خيرا.
موقع العبد الفقير إلى الله تعالى الأستاذ الدكتور السيد محمد الدقن رحمه الله
غفر الله ورحم عبده الدكتور السيد محمد الدقن وزوجته
التدقيق اللغوي: خيرية الألمعي.
فارقني رمضان فجثوت أتأملني. من أنا، بل ما أنا؟ نقدٌ بين الأيدي والجيوب؟ رقم لافت بطرف سيارة؟ قلم مغروز في جيب؟ مسبحة تتقلب وتدور؟ حاشية مزخرفة في عباءة؟ ضحك دائم وصوت يصُم؟ ذراع مفلتة باطشة؟ خبر مجتزأ من هنا وهناك؟ جدران وثياب وأثاث؟ أهذا أنا، كله أو بعضه؟ كبرت وتعلمت وجربت لأكون "شيئًا"؟ هل قمة نجاحي واعتدادي بنفسي أن ألخصها في "شيء" يملك مثله كثيرون ويزهد فيه كثيرون، غال كان أو رخيص؟ هل أنتظر خانة لي في صفوف البشر ودورًا في مسرح أيامهم وروضة يجنون ثمارها ويستريحون بأرضها وأنا منفصل عن عالم الأحياء، منحدرٌ من كرامة الإنسان إلى مستنقع الجماد وسراب المواد؟
كان المال ولا يزال وسيبقى على مر الأزمان والدهور فتنة للناس وامتحانًا موثوقًا ليميز الناس الخبيث من الطيب، والصادق من المنافق، والكريم من اللئيم، والمخلص من المرائي. وقد غدا المال اليوم، وكذلك الأمر دائمًا، من أجلى صور الفساد، والظلم، والاستبداد؛ خصوصًا بين زمرة الحكام الذين استأثروا بأموال الشعوب وجعلوها دولة بينهم وأقاموا بينها وبين الناس سورًا عظيمًا له باب باطنه فيه كنز الأموال، وادخارها، وتهريبها إلى بنوك الدول المتقدمة، وظاهره من قبله التدثر بأسمال الزهد، والدروشة، والحرص على أموال الشعب والرغبة عنها وعدم الطمع فيها.
وقد عملت الدول الديمقراطية والمتقدمة على دسترة أجور الحكام وقوننتها لئلا يتغول غير ذوي العفة منهم أموال الناس، ويأكلوها إلى أموالهم بغير الحق، ويحتازوا أرزاق العباد، ويكنزوا الذهب والفضة؛ فأسسوا لذلك أعرافًا سياسية وقانونية تحتذى من خلال محاسبة العديد من القادة والحكام، وإدانتهم بالتهم الموجهة إليهم، ومعاقبتهم بما يستحقون من صور الغرامات والحبس وغيرها.
أما في الدول المتخلفة، المستبدة عمومًا والدول العربية خصوصًا، فإن الأموال فيها مستباحة من قبل الحاكم، يصول فيها ويجول كما يشاء دون حسيب أو رقيب. ويا ليت الأمر يتوقف عند هذه العتبة؛ فأموال الأمة متاحة لكل من يدعي خدمة أعتاب الحكام وأنظمتهم في أي دائرة من دوائره، مهما كانت بعيدة عن بؤرة الحكم. والأدهى من ذلك غياب المحاسبة والعقاب، والأمرُّ منه بدعة العفو عما سلف مما يشجع ذوي النفوس المريضة على الخوض في أموال الأمة واستخلاص ما تسمح به مدة المكوث والاستقرار في المنصب، فيعمل "المسؤول" على اختلاس الأموال، واقتطاع الإقطاعات، وتفويت الأصول قبل أن تدق ساعة الصفر التي يجف معها هذا المنبع الغزير.
الصفحة 11 من 78