أهداني بعض الأفاضل مجموعة من الكتب، لأنه انتقل إلى بيت جديد، أسأل الله أن يجعله منزلا مباركاً له ولعائلته، فقبلتها مشكوراً ولما أحضرتها للمنزل كانت زوجتي مريضة فلم تستطع الحديث عنها، مع اعتراضها على اقتنائي الكتب وخوضنا في جدل عميق عقيم منذ أن تزوجنا، إذ للكتب مكانة في نفسي ومكان في منزلي صغر أو كبر، وفي كل مرة ننتقل إلى بيت جديد تتقلص مساحة المكتبة حتى حبست ما تبقى لدي من كتب في خزانة متر ونصف بمترين تقريباً، وأفسحت المجال مع الكتب لأغراض أخرى بحجة أن الخزانة تحتوي على أشياء كثيرة، وليست للكتب فقط.
إن القراءة فضلاً عن كونها إحدى مهارات التعلم الأساسية: ( القراءة، والكتابة، والتحدث والاستماع،) هي وقود للكاتب والأديب والشاعر والصحفي والمدرس والخطيب وإمام المسجد ووغيره وهي الرئة الثالثة التي يتنفس منها الإنسان - ويروي د. أحمد زويل في كتابه (عصر العلم) أنه قابل الرئيس الأمريكي بيل كلنتون وأخبره الأخير أنه يقرأ دائماً وأن الكتاب لا يفارقه - والقراءة بلا شك هي الزاد الذي يحرص على تناوله كل من أراد أن يمسك القلم ويكتب، ولا أخص فناً بعينه، برأيي أن يقرأ المشار إليهم أعلاه كل ما يقع تحت أيديهم، ولكن بعضهم يريد أن يكتب باستمرار فتضيق دائرة الكلمات حوله فيكرر ما قاله سابقاً، بأدوات مختلفة، فهو حريص ألا ينقطع عن الإعلام وأن يبقى على صلة بالقراء والمثقفين على اعتبار أن الكتابة قاسم مشترك بينه وبينهم، ولذا يحتار بين أن يطيل القراءة، وينقطع عمّن حوله مشغولاً بقراءته فيأتي بالجديد أو يبقى على تواصل ويقلل من جرعة القراءة فيغيب للقراءة ويحضر للكتابة، وفي الحالتين تعطيل لملكته وموهبته.
بداية نوضح أن الهمزة في اللغة العربية تأتي على عدة أشكال ، وهي كما يأتي :
1 ـ في بداية الكلمة ؛ مثل : ( أمشي ـ استماع ) .
2 ـ في وسط الكلمة ، ونعني بالوسط هنا نمطين : ( الأول ) ـ التوسط الأصلي أو الحقيقي ، وهو ما كانت الهمزة فيه واقعة بين حرفين من أصل بنية الكلمة ؛ مــثل : ( سال ـ بئر ـ رؤوف ) ، و( الآخر ) ـ التوسط العارض أو المجازي ، وهو ما كانت الهمزة فيه واقعة في آخر الكلمة التي تلحقها علامة التأنيث ، أو التثنية ، أو الجمع ؛ مثل : ( نشأة ـ جزءان ـ شيئان ـ رئات ) .
3 ـ في آخر الكلمة ؛ مثل : ( هدوء ـ شيء ـ قارئ ) .
فأما الهمزة المكتوبة في أول الكلمة فهي إما همزة قطع وإما همزة وصل .
وأما الهمزة المكتوبة في وسط الكلمة فهي المسماة بالهمزة المتوسطة .
وإما الهمزة المكتوبة في آخر الكلمة فيطلق عليها الهمزة المتطرفة .
القوة الناعمة..
منذ حوالي عشر سنوات، وفي سنة 2010 تحديداً، صدر كتاب (القوة الناعمة) لجوزيف ناي مساعد وزير الدفاع الأمريكي في حكومة بيل كلينتون، يتحدث فيه المؤلف عن أثر القوة الناعمة التي تفوق القوة العسكرية الأمريكية أحياناً في تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
تعريف المصطلح :
الترقيم وضع رموز مخصصة في أثناء الكتابة ؛ لتعيين مواقع فصل الجمل ، وتقسيم العبارات ؛ لبيان مواقع الموقف ، والابتداء ، وأنواع النبرات الصوتية ، والأغراض الكلامية في أثناء القراءة .
وتوضيح مواضع العلامات السابقة يتأتى في العرض التالي :
1 ـ الفاصلة ( ، ) :
الغرض منها أن يسكت القارئ عندها سكتة خفيفة ؛ ليميز بعض أجزاء الكلام عن بعضه ، ومواضعها هي :
ـ بين الجمل التي يتركب من مجموعها كلام تام ، مثل : إن محمدا طالب نبيل : لا يؤذي أحدا ، ولا يكذب في كلامه ، ولا يقصر في دروسه .
ـ بين الكلمات المفردة المتصلة بكلمات أخرى تجعلها شبيهة بالجملة في طولها وبعبارة أخرى بين المفردات المعطوف بعضها على بعض ، مثل : ما خاب عامل صادق ، ولا تلميذ عامل بنصائح والديه ومعلميه .
ـ بين أنواع الشيء وأقسامه ، مثل : فصول السنة أربعة : الربيع ، والصيف ، والخريف ، والشتاء .
ـ بعد لفظ المنادى ، مثل : يا طارق ، أحضر الكتاب .
ـ قبل ألفاظ البدل إذا أريد التنبيه لها ، مثل : إن هذا الشهر ، شهر رمضان ، ملئ بالخير والبركة .
ـ بعد أحرف الجواب ، مثل : نعم ، زرت بيت الله .
ـ بين الشرط والجزاء .
لا أدري من أين أبدأ بالحديث عن عالم شاب نهض بمستقبل أمة، إنه أحمد زويل الحائز على نوبل للكيمياء عام 1999، وعنوان مقالتي آخر الفراعنة هو لقب أسبغه عليه أحد أساتذته ومجايليه في جامعة كالتك في الولايات المتحدة الأمريكية، فرغت للتو من قراءة كتابه الأثيـــر (عصر العلم) وفي نفسي أشياء كثيرة تمنيت أن أستطيع سكبها على الورق، ولكنها كثيرة جدا وإن ادّعيت إحصاءها فلن أكون منصفا لقامة علمية مثل زويل.. وقبل ذلك لا بد من الإشارة إلى كتاب آخر لأحد الفراعنة من أساتذة زويل وهو الدكتور طه حسين الذي ما وجدت معلومات دقيقة عن شخصه وعلمه وفكره وفلسفته وميوله مثل ما وجدتها في كتاب (معك) لزوجته سوزان الفرنسية الأصل المسيحية المذهب المصرية الإقامة والممات أيضا.. كانت لغة سوزان أقرب للأدب بوصفها قارئة لزوجها عندما كان يدرس في مونبلييه في فرنسا، فقد قرأت إعلانا في الصحف للبحث عن موظفة مرافقة لكفيف فاختارت الدرب دون أن تعلم نهايته من أنها ستقترن بقامة أدبية أخرى بحجم مصر آنذاك.. سأحاول جاهدا أن أعقد مقارنة بين الكتابين أي بين حياتي قطبين مصريين وهرمين كبيرين ملآ الدنيا أدبا وعلما، بيد أن التلميذ حاز على نوبل وخدمته الظروف بينما اكتفى الأستاذ بلقب عميد الأدب العربي.
كثيرًا ما نسمع عن أنصاف الحلول، وأنصاف الرجال، وأنصاف العقول، وأنصاف المتعلمين وسواها من أين جاءت تلك التسمية؟ لقد جاءت من التلكؤ في إتمام أي مهمة وقبل نضوج أي ثمرة فتجد عدداً من الناس يقول لك: قرأت نصف كتاب وتركته، وآخر يقول لك: سرت إلى مقابلة في فرصة وظيفية بشركة محترمة وفي نصف الطريق رجعت، وآخر يقول لك: ذهبت للاعتذار من صديق عزيز وفي نصف الطريق عدلت عن رأيي وقلت أتواصل معه من خلال الوتساب، ولم يحصل شيء من ذلك، وآخر يقول لك: دائما أصلي مع جماعة المسجد خلف الإمام ولكنني ألتحق بهم وقد مضى نصف الصلاة، إنه متأخر إلى حد النصف، وقد فاته الكثير وأولها تكبيرة الإحرام، وقول آخر درست السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية وقبل الامتحان النصفي قررت أن أؤجل الموضوع، وكيف حالك يا فلان؟ يجيب: نصف ونصف، ويمدح أحدهم علاجاً ما ولكن يقول أخذت نصفه وشعرت بالتحسن وتركت باقي الدواء رغم أن الطبيب كتب لي أخذه طيلة أسبوع كامل. وآخر يقول لك درست في معهد لتعلم اللغة الإنجليزية وقبل الاختبار انسحبت ويصطنع عذراً واهياً حال دون إكمال الامتحان والبدء بمستوى جديد من عملية التعلم. وهذه تسمى القناعة الزائفة أو التقاعد المبكر عن الأداء. وهي أقرب ما تكون إلى الطبيب الذي لم يتخصص بل أفنى عدة سنوات من عمره في الطب العام ومن ثم اختار أيسر الطرق فصار طبيباً عاماً ولم يدخل حيز التخصص لينفع نفسه وينفع مرضاه.
الصفحة 6 من 78