سيكون جميلا، وأسطوريا، ونبيلا، لو تحققت تلك القصة السعيدة المعتادة؛ ينتصر الأبطال الأحرار الأبرار، ويموت الأشرار الأوباش أو يندمون على فَعلتهم. تغرّد العصافير، وتتراكض الأرنب. تندحر الأفاعي، ويهاجر الثعالب.
وكثيرون منّا ما زالوا يسقطون قصص الطفولة تلك على كل ما ينكّد عيشهم. يمنّون النفس بيوم تنقرض فيه الرقابة كما الديناصورات، تصبح من الماضي مثل التنينات، تغدو خرافة مخيفة للتندر والتفكّه مثل "السعلوة" و"حمارة القايلة"، تغدو شيئا للعظة والعبرة والتبجح بالانتصار عليه مثل فيروس الجدري.
مرحبا يا بني قومي، يؤسفني أن أحيطكم علما بأنّ الرقابة –إذا كنتم مصرين على الأسْطرة- مثل العنقاء، تغيب تحت الرماد وتعود مجددا أكثر قوة وأناقة!
اختلف النحاة في ضبط لام التعريف إذ رأى بعضهم أنها ثنائية التركيب ولا مشروعيّة للحديث عن حرف لام للتعريف منفردا وإنما [ ألف + لام ]، ألف كانت في أصلها قطعيّة تطوّرت وتغيّرت تجنّبا للثقل إذ يصعب قول ( أَلْرَجُلُ ) بهمزة قطعيّة فخففت لنقول ( الرَجُلُ ) وقد رأى بهذا الخليل وتبعه ابن مالك وحجتهم في ذلك هي عدم جواز الزيادة في الحروف، بينما رأى فريق آخر وعلى رأسهم سيبويه وتبعه جمهور النحاة أنّ اللام الساكنة تضاف للتعريف وحدها وزيدت لها الألف خشية الابتداء بساكن ( لْرَجُلُ / الْرَجُلُ )، ورغم تسميتها في علم التجويد بــ(لام أل) فإنّ تعريف المفسّرين والدارسين للنصّ القرآني يعتبرون أنّ هذه اللام زائدة يمكن الاستغناء عنها ويقول في ذلك المرصفي (ت 1409ه) « وهي لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة مسبوقة بهمزة وصل مفتوحة عند البدء، ويكون بعدها اسم سواء صحّ تجريدها عن هذا الاسم كــــ(الشمس) أو لم يصحّ كــ(التي)» ، وباعتبار هذه اللام زائدة إقرار بإضافتها لمعنى لم يكن موجودا بغيابها، وبهذا تكون اللام حاملة لمعنى في ذاتها إذ « وُجِدت في غير هذا الموضع وحدها تدلّ على المعاني نحو لام الملك ولام القسم ولام الاستحقاق ولام الأمر وسائر اللامات (...) ولم توجد ألف الوصل في شيء من كلام العرب تدلّ على معنى ... » ويشترط في لام التعريف السكون تمييزا لها عن بقيّة اللامات « فذهبت لام الابتداء ولام المضمر بالفتح، ولام الأمر ولام كي بالكسر، ولم يبق غير الضمّ أو السكون فاستُثْقِل في لام التعريف الضمّ لأنّها كثيرة الدور في كلام العرب...».
كتبت سابقاً تحت العنوان نفسه (نصوص ولصوص) ما يشبه التغريدة في فيس بوك لأنني فوجئت بشاعر رديء الذوق، عديم الإحساس قد سرق قصيدة لي وكتبها بطريقة مشوهة، ليس لأنها جميلة، ولكن لأنه لا يحسن كتابة الشعر ويريد أن يكون شاعراً، وقد نالت القصيدة إعجاب عدد كبير من أصدقائه الممسوخي الذوق مثله، وسألته أن يعرضها بشكل جيد على الأقل، أو أن يسرق من الفحول لا من الطبول، وحجتي في ذلك:
(إن سرقت اسرق جمل، وإن عشقت اعشق قمر)، وقلت في تغريدتي السابقة: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لقطعت يد كل سارق لنص غيره، وامتنع عمر رضي الله عنه في عام الرمادة عن تطبيق حد السرقة، نظراً للمجاعة التي حلت بالناس، أما اليوم فالطفرة الثقافية كثيرة جداً، فما أحوج هذا ليسرق من هذا؟ انتهى.
ليس جديداً أن يضع الأدباء السلاح جانباً، وتتطور المعركة على أيديهم لمناوشات باللسان والقلم في آنٍ معاً، وهذا الأمر تمتد جذوره إلى الجاهلية، إلا أنه كان أشرس وأعنف، فكان بالسنان لا باللسان، وبالسيف لا بالقلم.. حيث تنافس الشعراء والأمراء والملوك والفرسان، وربما وصل الأمر إلى حرب ضروسٍ اشتعلت جراء قافية، أو بيت من الشعر، أو سباق تافه بين الحصان (داحس) والفرس(الغبراء) فعمرو بن كلثوم حينما غضب على عمرو بن هند لأن أمه أرادت إهانة أم عمرو بن كلثوم حينما طلبت منها أن تناولها طبقاً أو كأساً، فأجابت أم عمرو:(وا ذلّاه..يا لتغلب) وكان الأمر لا يحتمل هذه الضجة الكبيرة، ولكن كما تقول سعاد الصباح في رائعتها "كن صديقي".
"..غير أن العربي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة.."
المقدمة
قد يتساءل الكثيرون:
هل بإمكان المرء أن يعيش على الأمل؟ وعلى الأمل فقط؟
لاشكّ أن الإيمان بالله يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لكل ما يجعل المرء يستمر في الحياة، على الرغم من كل ما قد يتعرَض إليه من معاناة وما قد يمرّ به من مصاعب ومن نوائب ومن خيبات... وعلى الرغم مما في الحياة من مدّ وجذر يتقاذف المرء وينقله من فرح إلى حزن ومن سعادة إلى شقاء ومن طموح إلى خيبة وتخاذل إلخ... فنادرًا ما تستمر حياتنا على وتيرة واحدة سواء أكان ذلك بما يُحقّق لنا السعادة أو بما يتسبب لنا بالشقاء والتعاسة.
لذا كانت حكمة الله –تعالى- أن يكون الأمل منذ بدء الخليقة وعلى مر العصور ما جعل بني البشر يستمرون في الحياة مهما كانت معاناتهم وقد أثبتت التجارب الإنسانية بأن الأمل الذي يزرعه الإيمان في نفوسنا، هو الحافز على استمرارية المرء في مواجهة كل ما يتعرّض إليه.
أشعل ابن مدينة الحديد الشاعر الجزائري ياسين عرعار الفضاء الإلكتروني والورقي بحواراته القيمة والعميقة، والزاخرة بأسئلتها الراقية الرشيقة؛ مع عدد من قامات الأدب والثقافة والفكر العربي، والحوارات التاريخية حول ثورة التحرير الجزائرية التي لفتت الأنظار إليه، وقد عكف على القصيدة الخليلية إبداعًا، فأصدر ديوانه الأول والثاني أوشك على الصدور حتى ذاع اسمه، فشارك في الملتقيات والمهرجانات الوطنية والعالمية، وغامر بدخول المسابقات الكثيرة المحلية التي حصد فيها الجوائز المتقدمة، فقد اختيرت قصيدته: "اللحن الأخير" من أجمل القصائد المهداة للمعلم، وقام الشاعر الجزائري عادل سلطاني بترجمة قصيدته: "أنا العربي"، وعانقت الموسيقى كلمات مقطوعته الشعرية: "ماذا سأجني؟" التي صدح بها المطرب الجزائري جمال الدين درباسي، كما ضمت اسمه الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التي أعدتها الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة، ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني تقديرًا لنشاطه الإبداعي والإعلامي الصحفي وكتاباته التي تخدم القضايا العربية.
الشخصيات :
المسلمون الأبطال / أسرة مكونة من ( أب ، وأم ، وأربع أولاد )
اليهود ( الجنرال طوماس إبراهام ، وبعض العساكر )
المشهد الأول :
على المسرح تظهرالأسرة وهي ملتفة حول مائدة الطعام وتتجاذب أطراف الحديث ويضحكون وفي أثناء ضحكهم يسمعون صوت القنابل والرشاشات فيتغير الحديث ويصيح الأب ويقول : يا رب سلم سلم..
الصفحة 3 من 45