«أكاديمية الأدب»... نبراس يضيء العقول المتعطشة لنور المعرفة، وتحيي المواهب الكامنة في النفوس الخضراء، هي خطوة إيجابية فعالة لإنعاش الحراك الثقافي في الكويت، وتطوير ملكة الكتابة الإبداعية، تحت مظلة رابطة الادباء الكويتيين، وبدعم من وزارة الدولة لشؤون الشباب.
فمنذ انطلاق موكب النور في شهر ديسمبر الماضي إلى الآن، والنوافذ تنفتح على عالم الإبداع، في دورات متعددة، كالكتابة العربية والأخطاء الشائعة، مكونات النص السردي، فن كتابة قصص الأطفال، وهناك العديد من النوافذ التي سوف تشرق في الأكاديمية حتى نهاية شهر ابريل كدورة كتابة القصة والرواية، فنّيات قصيدة التفعيلة، علم العروض والقافية، التأريخ في الأعمال الأدبية، فن الكتابة المسرحية، رسالة النص الأدبي، أدب الحوار والإلقاء... فشروق الإبداع يشق ظلمة الجمود ويخلق صباحاً يتنفس بالتجديد.
نَقْعٌ كثير أثارته الروائية البريطانية "جيه كيه رولنغ" (مؤلفة سلسلة هاري بوتر الشهيرة) حينما ألفت رواية "Cuckoo's Call" أو "نداء الوقواق" باسم مستعار مذكّر؛ "روبرت غالبريث". صدرت الرواية، وبيع منها عدد متواضع جدا (3 آلاف نسخة تقريبا) قبل أن تًكتشف الحيلة، وتفضح صحيفة التايمز البريطانية السر. لاشتباه في هوية المؤلف الجديد على الساحة الأدبية جاء من وصف الملابس في الرواية والذي كان دقيقا بشكل لا يحسنه الرجال، كما أن الوكيل الأدبي الذي تتعامل مع رولنغ هو الوكيل نفسه الذي تعامل معه "غالبريث".
رولنغ تقول أنها فعلت ذلك كي تتحرر من التوقعات المسبقة، وتجرّب الكتابة في صنف أدبي جديد (رواية بوليسية)، فتتلقى تعليقات القراء دون تزييف نظرا لمكانتها الأدبية. إلا أنّ بعض الخبثاء لمّحوا أنّ الأمر كله مدبّر، وأن رولنغ فعلت هذا عمدا كي تثير زوبعة وتزيد شعبيتها، وأن كشف هوية مؤلف الرواية جاء بإيعاز منها!
لا يهمنا تمحيص نية رولنغ، بل يهمنا أن نعرف ماذا حدث بُعيد أن عرف الجمهور أنّ روبرت غالبريث هو في الحقيقة الروائية الشهيرة جيه كيه رولنغ. بالنظر إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعا المنشورة في ملحق Saturday Review الصادر عن جريدة التايمز بتاريخ 3 أغسطس 2013، نجد أن رولنغ تصدّرت قائمة الأدب الخيالي Fiction"" ذات الغلاف العادي عن روايتها "The Casual Vacancy" التي كتبتها باسمها الحقيقي، كما أنها تتصدر قائمة كتب التخييل ذات الغلاف السميك بروايتها "نداء الوقواق" التي كتبتها بالاسم المستعار الذي كُشف سره! الرواية التي قبل أن يُعرف أنها مؤلفتها، لم يلتفت إليها أحد.
الأمر يصبح أكثر إيلاما حينما نعلم أن رولنغ -متخفية باسم "غالبيرث"- عانت بعض الشيء في نشر الرواية، فقد رفضتها بعض دور النشر! وبعض دور النشر هذه –حين افتضح الأمر- تجرأ على الاعتراف بذلك، والبعض الآخر آثر الصمت/السلامة. وهذا يشي بأن المعايير في صناعة النشر -حتى في الغرب- ليست عادلة دوما، وأن النجومية والشهرة هي الطريق السريعة للنشر وليست الموهبة.
الطريف أن الترجمة العربية للرواية التي صدرت مؤخرا عن دار نوفل ترجمت عنوان الرواية على أنّه "نداء الكوكو"، رغم أن طائر الكوكو يسمى بالعربية الوقواق. السبب في ذلك على ما يبدو هو وجود رواية عربية بهذا الاسم، في التسعينيات من القرن الماضي ألف الروائي إبراهيم الكوني رباعيّة بعنوان الخسوف، كان العنوان الفرعي للجزء الرابع منها: "نداء الوقواق"!
أولا: التعريف بالشاعر:
محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل (1940 – 1983). ولد في أسرة صعيدية بقرية القلعة، بمركز فقط، على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر. لقب دنقل بأمير شعراء الرفض، أو شاعر الرفض، وذلك كنتيجة لأعماله العديدة الرافضة للقمع، وكان له موقف قوي ضد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التي عقدها السادات مع إسرائيل، ونتجت عنه إحدى أهم قصائده "لا تصالح". وحضرت أشعاره في الثورات العربية الأخيرة.
هو من أصول العشيرة البدرانية التي كانت تقطن حضرموت في اليمن السعيد، ثم هاجرت إلى بلاد الشام قبل أربعة قرون، وأقامت في مدينة حمص، ثم انتقلت إلى مدينة دوما كبرى مدن غوطة دمشق والتي تبعد عن العاصمة أقل من عشرة كيلومترات. جاء إلى الدنيا في صباح اليوم العاشر من شهر يوليو عام 1952 الطفل محمود عمر خَيتي المولود الأول في أسرته والذي جاء إثر رؤيا ــ تحققت بمقدمه ــ رآها والده الحزين على فقده لطفلته قبل عامين، بَشَّرهُ فيها الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله سيعوضه بذرية طيبة بخمسة من الذكور.
محمود عمر خيتي هو المعلم المدرس المحاضر، وهو الباحث التربوي اللغوي، وهو الأديب الكاتب الشاعر القاصّ، والفنان الخطاط الرسام. كانت جامعة دمشق موئله العلمي من الليسانس إلى الدكتوراه وتخرج في كليتي الآداب والتربية، وتخصص في العلوم اللغوية، وتحديدًا في علم الدلالة وعلم المصطلحات. وهو عضو شرف في رابطة شعراء العرب، ومؤسس ورئيس تحرير موقع "كبار المدققين اللغويين" على الشابكة (الإنترنت)، وله كثير من المقالات في شتى الموضوعات على مواقع التواصل الاجتماعي وله محبون ومتابعون كثر. عمل في سلك التعليم في المراحل جميعها لربع قرن، ثم عمل مدققًا لغويًّا خمسة عشر عامًا ودقق في نحو مئتي كتاب.
أصدر في تسعينيات القرن العشرين دواوينه: "أبجدية الحب والرحيل" و"زركشة بريشة ناعمة" و"حب ورصاص"، ومجموعته القصصية: "باقة للحب الآخر"، كما أصدر في 2015 ديوانه: "الشام في عيني"، وأعدَّ كتاب: "الأحكام المرضية من الشمائل المحمدية" للشيخ محمد لطفي الفيومي، وله تحت الطبع عدة دواوين ومجموعات قصصية وشعرية للأطفال ورواية ومسرحية، وهذا غير مقالاته ودراساته المنشورة في المجلات الأدبية والجامعية المحكمة.
(والشِّعرُ ما لم يكُن ذكرى وعاطفةً أو حكمةً فهو تقطيعٌ وأوزانُ) ([1]).
يقول ابن منظور (630-711هـ) في لسانه الذي يحوي ثمانين ألف مادة لغوية: إن الأدب ما سُمِّيَ كذلك إلا لأنه يدعو الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح... ولو أنزلنا هذا القياس وطبقنا ذاك المعيار على ما بين أيدينا من منثور الأدب ومنظومه لأنَّت الأوراق، وتأوَّهت الأقلام، وارتدَّ البصرُ خاسئًا وهو حسير؛ إذ لا أدَب ولا يحزنون (إلا ما رحم ربي).
بوُسعي أن أعدِّد عشرات الأمثلة لأشخاص ومثلها لأعمال، قذفَت بها أجواف المطابع وأرحام دور النشر في حُلة قشيبة ودعاية زاعقة، مع أنها خلتْ من لون الأدب، وطعمه، ورائحته، بعد أن فصَمتْ المدلول الفني للأدب عن بُعده الأخلاقي، فكان الفن للفن لا للحياة، وكانت جمالية الأدب مقدَّمة على مضامينه. ولكنا لا ندل على سوء، فالإشارة تكفي اللبيب، والشر على الشر يشير، وفي التعميم ما يفي بالغرض ويقي من الزَّلَل.
فأديبٌ ليس إلا ظلاًّ لسلطان، وخادمًا لرأس المال، وأجيرًا للدهماء... ناقصٌ أدبًا.
وكتابٌ يضم إلى الحشَف سُوءَ الكَيلة بدعوى أن الالتزام قيد على الإبداع وأن الحرية المطلَقة عشيقةٌ لليراع... ليس أدبًا.
ومقالةٌ تنقض القيَم، وتشكِّك في العقيدة، وتفتئِتُ على الحقيقة... ليست أدبًا.
من الخطر أن يكون المرء أديبا. نحن قوم حالمون واسعو الخيال، مفرطو التفاؤل، متطرفو التشاؤم، نفلسف ما لا يُفلسف، نبحث عن الترميز في كل مكان، نجتهد في فك شفرته. ولهذا كله، نحن كائنات تصنع خيبة أملها بنفسها، وتبحث عن الأسى بملقط. هل أتجنى؟ اقرؤوا ما حدث لي.
كنت في زيارة لمتحف Wellcome Collection في لندن. كان متحفا طبيا عاديا إلى أن صادفت ذاك الهيكل العظمي؛ هيكل بلاستيكي مُصنّع لا يخيف البتة، معلّق بخيط معدني يتدلى من السقف. مهلا، يبدو أنه وقع وتفكك، وأخطأ عمال الصيانة في تركيبه! هذا الهيكل الذي ترون في الصورة يحتل فيه الحوض مكان الرأس، في حين هبط الرأس ليقبع مكان الحوض!
ويضج صدري بالفضول، ويحق لي ذلك فالمتحف يصف نفسه بأنه "مقصد لمن فضولهم لا بُرء منه". أبحث عن الموظفة لأنبهها إلى الخطأ، ثم يمور في صدري هاجس آخر؛ ماذا لو كان الأمر مقصودا؟ ماذا لو كان الفنان الذي صنع الهيكل ركّبه هكذا ليوصل رسالة ما. أتراجع عن مناداة الموظفة، أتراجع حتى عن الرغبة في سؤالها عن السر الذي قد يكون الفنان قصده، التقط صورة، وأعاهد نفسي على التأمل في المسألة.
آها! الآن أدركت معنى العبارة القابعة خارج المتحف: "كلما تمعنت فيه، ازدادت مخالفته للمألوف". الشيء الرائع حقا، الأصيل في روعته، يزيدك دهشة كلما تمعنت فيه، روعته لا تنضب، ومعانيه لا تنقضي، إنه المعنى المتجدد الذي لا يندرس.
الحمد لله الذي أمر بالجهاد في سبيله، ووعد عليه الأجر العظيم والنصر المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه الكريم (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم47).
وبعد؛ فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين و إعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين، وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين. وقال تعالى في فضل المجاهدين (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )(التوبة111). ففي هذه الآية الكريمة الترغيب العظيم في الجهاد في سبيل الله عز وجل، وبيان أن المؤمن قد باع نفسه وماله لله عز وجل، وأنه سبحانه قد تقبل هذا البيع وجعل ثمنه لأهله الجنة؛ أنهم يقاتلون في سبيله فيقتلون ويقتلون، ثم ذكر سبحانه أنه وعدهم بذلك في أشرف كتبه وأعظمها: التوراة، والإنجيل، والقرآن، ثم بين سبحانه أنه لا أحد أوفى بعهده من الله؛ ليطمئن المؤمنون إلى وعد ربهم ويبذلوا السلعة التي اشتراها منهم، وهي نفوسهم وأموالهم في سبيله سبحانه عن (إخلاص) وصدق، وطيب نفس، حتى يستوفوا أجرهم كاملا في الدنيا و الآخرة، ثم يأمر سبحانه المؤمنين أن يستبشروا بهذا البيع لما فيه من الفوز العظيم، والعاقبة الحميدة، والنصر للحق والتأييد لأهله، وجهاد الكفار والمنافقين وإذلالهم ونصرأوليائه عليهم، وإفساح الطريق لانتشار الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة. من هنا انطلق المسلمون على مرالأزمان ينافحون ويذودون عن حياض هذا الدين العظيم، مسترخصين فيه كل غال ونفيس، ومن هنا أيضا وجدنا الأشعار والخطب الرنانة التى تمجد أهل الجهاد أبطال الفداء، وتسجل لنا عبر الأزمان صور البطولات والملاحم التى خاضها الأبطال لتطهير البلاد وأقدس الأماكن من أيدى الحملات الصليبية المزيفة، التى جاءت تحمل شعارات براقة وهى تخفي فى طياتها العفن وأثرة النفس وحب الدنيا وملذاتها.
الصفحة 6 من 45