1.تشرين الأول .2008
المونولوج#1 :: جنون ::
للجنون فنون!!!
قهقهقه..
لم أفقه أبجديات تلك اللغة الفلسفية إلا بعدما أحببتك! وأي حبٍ ربيعي ذلك الذي تواءم مع روحي الخريفية!أعلم أنّ الكتابة عنك جنون, والكتابة إليك جنون.. وشوقي إليكِ جنون, ولكن ماذا أصنع؟..
من النور وجدناه يشع في عالم يملأه ظلام العصيان والفساد، كانت خطوة مباركة لتلك القطرات الندية الخيرة التي بدت تطفو على بحر الظلمات والآثام ، كانت موجات وذبذبات صوتية تحمل اللحن الراقي والفن الهادف من تلك الأناشيد الإسلامية معظمها مجردة من الآلات الموسيقية، تلك الأناشيد التي تطرب ولا تضرب الآذان، تلين ولا تميل الوجدان، تحمل في كلماتها أسمى المعاني وأجمل المفردات على قناة إذاعية راقية وهادفة ، قناة سلام أف أم 98.4
((إنني عدت من الموت لأحيا.. فدعيني أستعر صوتيَ من جرحٍ توهّج
و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي..و أمشي.. ثم أمشي .. و أقاوم! ))
هو عربي خالص-ولم أشك في ذلك-، فقد كنتُ أعرفه منذ نعومة أظفاري، بل الكل يعرفه، فهو من أرض بلاد الضاد، اسمه ولباسه وثقافته ولغته عربية صرفة، هذا ما فتحت عيني عليه، وكان مضرب المثل في الشجاعة والإقدام والتي تمثل جزءً من القيم العربية والإسلامية التي صاغته شخصاً وسلوكاً وهوية، ليصبح بمثابة “الأسطورة” في الثقافتين العربية والإسلامية. أصبح مذكوراً في الكتب والروايات، والعديد من الصور الثقافية الأخرى. ولما رأيته في تلك الدار، بدا غريب السمات وتغيرت لهجته بل لم يعد فيها شيء من أحرف الثماني والعشرين العربية من شيء، ولم يقتصر الأمر على تغير الملامح واللغة بل تغيرت سلوكياته وأصبح ذا “هوية” جديدة، فما الذي حصل لصاحبنا العربي الأسطورة الذي ما إن رآني في دار السينما حتى بادرني بالسؤال عن حالي بالقول “How are you my friend?
(( سقطت عذراء جاكرتا شهيدةً وفي يدها وردة حمراء ذات أشواك, وعلى ثغرها ابتسامة رضا, وفي جبينها مصحفٍ صغير, تبلل أهدابها الطويلة دمعة عشقٍ خالد )). أتذكر أن هذا المشهد النضالي من الرواية الملحميه " عذراء جاكرتا " للأديب الإسلامي "نجيب الكيلاني", نُوقِشَ إثر عقد الملتقى الدولي للأديبات الإسلاميات في القاهرة مذ فترة. وقد احتدم النقاش حينها بين الضيوف حول ' صورة المرأة المُسلمة في الأدب والبُعد الإلتزامي في تشكيلها ' وامتداد تأثيرها في ذهن القارىء,. حيث يتضح لنا من خلال هذا المشهد الصورة الترميزيه التي سعى إليها الكيلاني للمرأة التي تنذر نفسها للدعوة والاستشهاد في سبيل الله. ومُقارنتها بصورٍ أخرى يسعى الأدباء المُتحررين عادةً الى ترسيخها في رواياتهم عن المرأه الفاتنة إلى ترمز إلى الشهوانية المُتقدة, وحصر المرأه في قالب ثقافة الجسد.
أخذت أتمعن في صفحة الجريدة التي احتلت صورة مهنّد ونور ربعها تقريبا لأجد الإجابة. حتى أني كدت أقلب الصورة رأسا على عقب لعلّي أُوتى منها بخبر أو سر توله وتدله الفتيات بهذا المهند، لكني حِرْتُ جوابا.
أنعم الله علي بأن قللت وقننت كثيرا من مشاهدة الأفلام والمسلسلات. بل أني أقر وأنا في كامل قواي العقلية أن مشاهدة الرسوم المتحركة أفضل بكثير من مشاهدة ما يُبث على شاشاتنا من أدران. ولذلك لم أفطن لعاصفة مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" إلا حينما فوجئت مؤخرا بتقارير تنشر في الصحف، وبصور تنتشر على القمصان، وبمشاعر تختلج في الصدور وعلى الألسنة.
الصفحة 25 من 45