لا غرابة في أن يزداد الاهتمام الفرنسي أكثر فأكثر بالشأن الجزائري هذه الأيام..بعد تبدد الغيوم التي كانت تحجب الرؤية عن الأفق السياسية والاقتصادية لأكثر من عشرية من الزمن.فالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي نصبت للمرة الثانية مرشح المصالحة الوطنية الشاملة عبد العزيز بوتفليقة .يبدو أنها زادت من جرعة هذا الاهتمام وهذا الانشغال المفرط فيه.وبعد أن تبين للفرنسيين بأن مشروع الأصوليين في غلق الباب أمام الاستعمار القديم قد ولى وللأبد...
لا أحد يدري كيف ستنتهي الأزمة التي تعصف بالسلطة الفلسطينية وبمنظمات المقاومة في قطاع غزه وحتى في الضفة الغربية . فالأزمة شديدة التعقيد ، تتداخل فيها عوامل محلية وإقليمية ودولية ، وتتفاقم في ظروف سياسية وميدانية ليست في مصلحة الفلسطينيين والعرب أجمعين . والأزمة مزمنة ، أنضجتها سنوات مترعة بالنزاعات والمؤامرات والتسويات والنكسات ، على طرفي سياج الصراع التاريخي المستمر .
عشية إنفجار الأزمة ، كانت خطوط الصراع بإيجاز على النحو الآتي :
فقدت الولايات المتحدة ذرائعها لغزو العراق . ذلك ان لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ توصلت الى أن الأسباب الرئيسة للحرب على العراق ، ومنها ان نظام صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل ، كانت خاطئة ومبنية على تقارير غير صحيحة ومبالغ فيها وضعتها أجهزة الاستخبارات .
السناتور الديمقراطي الواسع النفوذ وعضو لجنة الاستخبارات كارل ليفن إتهم ادارة الرئيس بوش بمواصلة إعطاء الانطباع بوجود رابط بين تنظيم " القاعدة " والنظام العراقي السابق على رغم إخفاق وكالة الإستخبارات المركزية " سي آي إي " في تقديم دليل ملموس في هذا المجال . ليفن أشار ايضا الى ان " ادارة بوش وليس الوكالة هي التي ضخّمت تعاون " القاعدة " مع نظام صدام لتبرير شن الحرب ".
جورج بوش أقرّ بعدم العثور على أسلحة دمار شامل . لكنه إستمر في المكابرة بقوله : " كنّا على صواب بذهابنا الى العراق " . لماذا ؟ الجواب : " أطحنا عدوا معلنا لأميركا كانت لديه القدرة على إنتاج أسلحة قتل شامل وعلى نقل هذه القدرة الى إرهابيين " .
بين الحبر والبحر مشاكلة ظريفة لا تقتصر على التجانس الحرفي بينهما، فثمة وشائج معنوية وثيقة تؤلف بينهما، فالقرآن الكريم في بيانه المعجز قد جعل الحبر بحرا حين ضرب لنا مثلا بليغا لسعة كلمات علم الله تعالى (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وبين الحبر والبحر مشاكلة اخرى على النقيض من هذه المشاكلة القرآنية ستكتشفها عقب فراغك من قراءة هذه المقالة!!.
بادئ ذي بدء، على الرغم من أن هناك عشرات القرارات الشرعية الدولية التي تقبع في أدراج الأمم المتحدة في الجمعية العمومية ومجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية وعدالتها والتي تثبت أن "إسرائيل" محتلة ومغتصبة، إلاّ أن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة كانا في أمسَ الحاجة في هذا الوقت بالذات ،الذي حاولت فيه الأمم الإلتفاف على نضاله المشروع والتشكيك في عدالتها وحتى من ذوي القربى "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة"، إلى مثل هذا القرار الصادر عن أعلى مؤسسة قانونية في العالم الذي بلا شك جاء واضحا ومحددا ليعيد الاعتبار إلى مشروعية النضال الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. ولا شك بأن هذا
القرار يعد انتصارا للشرعية الدولية أولا ويفتح المجال واسعا أمام الفلسطينيين والعرب ثانية ليحولوه إلى انتصار حقيقي للقضية الفلسطينية بكل أبعادها وليس بما يتعلق بالجدار العازل فقط. وبكلمات أخرى، لقد أوقف هذا القرار القضية الفلسطينية على رجليها من جديد. فهل تقف السلطة الفلسطينية على رجليها؟
في الثالث من تموز / يوليو 2004 أطلق قائد شعبي من الناصرة في باحة مقر جمعية الرازي قبالة جدار الفصل الجاري بناؤه على طريق القدس – رام الله الانتفاضةَ الفلسطينية الثالثة .
إنه عزمي ... بشارةُ الانتفاضة الثالثة وإبن الشعب الفلسطيني البار في الشطر المحتل من الوطن السليب العام 1948 وعضو الكنيست ، والمفكر القومي العربي ، والمناضل الشعبي الذي لا يكلّ ولا يملّ .
كثرت في الآونة الأخيرة عمليات الاعتداء على الأجانب ، خطفا وذبحا ، وعلى الأسرى ، تنكيلا وتصفيةً ، وعلى العرب والمسلمين المتعاونين مع قوات الإحتلال ، إغتيالاً وتشويها .
يبدو ان ثمة تيارا داخل الإسلاميين الأصوليين المتطرفين ينهض بهذه الدعوة ويمارسها ولا تتوانى منظماته المتعددة والملتبسة عن إعلان المسؤولية عنها او تبنيها في ما يشبه الإعتزاز والإفتخار .
هذه العمليات تُدرجها سلطات الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل في خانة الإرهاب ، ولا تفرّق بينها وبين عمليات المقاومة التي تتوخى تحرير البلاد والعباد من نير إلاحتلال .