كثرت في الآونة الأخيرة عمليات الاعتداء على الأجانب ، خطفا وذبحا ، وعلى الأسرى ، تنكيلا وتصفيةً ، وعلى العرب والمسلمين المتعاونين مع قوات الإحتلال ، إغتيالاً وتشويها .
يبدو ان ثمة تيارا داخل الإسلاميين الأصوليين المتطرفين ينهض بهذه الدعوة ويمارسها ولا تتوانى منظماته المتعددة والملتبسة عن إعلان المسؤولية عنها او تبنيها في ما يشبه الإعتزاز والإفتخار .
هذه العمليات تُدرجها سلطات الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل في خانة الإرهاب ، ولا تفرّق بينها وبين عمليات المقاومة التي تتوخى تحرير البلاد والعباد من نير إلاحتلال .
الذي يغوص في قراءات ملفات ومذكرات قادة الأجهزة الأمنية الأمريكية السابقين والراهنين يتجلّى له بوضوح أنّ وكالة الإستخبارات الأمريكية لا تعنى بالملف الجيوسيّاسي و السياسي والإستراتيجي في العالم العربي و الإسلامي فحسب , بل تعنى أيضا بالملف الثقافي وهو يشكّل حالة مرصودة من قبل الأدوات الأمريكية في العالم العربي .
ومثلما تحرص مطابخ السياسة في هذه الوكالة على إنتاج النظم والتيارات السياسية , فإنّ هناك بالمقابل مطابخ تعنى بإنتاج الأفكار وضخّها إلى العالم العربي والإسلامي عبر قنوات متعددة ومتشعبة وللأسف الشديد لا يوجد لحّد الآن رصد علمي ودقيق لها لتحقيق مجموعة من الأهداف الضروريّة لتكريس الإستراتيجية الأمريكية .
ثمة هاجس واحد ، حاد ومقلق يستحوذ على جورج دبليو بوش طيلة الأشهر الأربعة القادمة : إنتخابات الرئاسة في مطلع تشرين الثاني / نوفمبر المقبل .
بوش يبتغي النجاح ، بطبيعة الحال ، لذا يوظّف كل جهوده لتحسين صورته لدى الرأي العام .
المهمة صعبة للغاية ، لكنها غير مستحيلة . صحيح ان إستطلاعات الرأي العام تشير الى تراجع قياسي في شعبيته ، الاّ ان مياها كثيرة ستجري تحت الجسور من الآن لغاية الاستحقاق الرئاسي ، ويؤمل بوش بأن تخدم حظه المترنّح . كذلك منافسه جون كيري ، فهو يؤمل – ربما أكثر من بوش – بأن تخدم التطورات المتلاحقة ، لا سيما العراقية منها ، حظه الصاعد ، ولو ببطء ، في الأوساط المتضررة من سياسات بوش الخائبة في العراق وغيره.
لم يكن غريبا ولا مفاجئا رد رئيس الحكومة أحمد أويحيى أمام نواب المجلس الشعبي الوطني فيما ينطوي عليه مصطلح المصالحة الوطنية.. التي حصرها في جملة مسائل تندرج كلية ضمن كل ما هو اجتماعي دون غيره.ولو أن هناك من سجل عليه نقاطا متعلقة بجانب تغييره للهجته حيال مصطلح المصالحة الوطنية التي تعد اليوم سنام السياسة العامة المنتهجة من قبل الحكومة وروافدها.بيد أن خطابه أمام جمع النواب بيَّن أن الرجل لم يتغير .. ولم يتبدل ولم يكن مهادنا أو متلونا يلوك المفردات دون توضيح مراميها.فأحمد أويحيى كان واضحا جدا في تعاطيه مصطلح المصالحة الوطنية التي كانت تبدو للوهلة الأولى أنها تعني تقارب الرؤى مع كل القوى الفاعلة في البلاد .
يا بلاد رمتنا للأسى والموات
ماعدش حتى للسكوت طعمه
لأننا بنموت في نفس اللحظة
ميت مرة
أمتي الرجال الناشفة تنفض خوفها
وتقف تكتل صفوفها
كفى أضمه لكفوفها
نهد ونقيم من جديد
بلاد بلا سجن وبلا جلاد
بلاد بلا سادة وعبيد
محمد سيف
حصل النظام المصري على مباركة أمريكية لخطواته فيما يسمى بالإصلاح السياسي وهو ما يؤكد أن الإصلاح الأمريكي لا يستهدف مصالح شعبنا بقدر ما يستهدف بقاء الأنظمة التابعة قابضة على مقدرات شعوبها ومحافظة على المصالح الأمريكية ، ولذلك التزم النظام بإجراء بعض التجميل للاستبداد السياسي وضخ بعض السليكون السياسي في الديكور الديمقراطي القائم ليبدوا أكبر من حجمه الطبيعي على طريقة هيفاء وهبي ونانسى عجرم وأخاصمك آه . وبقيت قوى المعارضة " المرخصة " هشة ومعزولة وعاجزة عن التأثير السياسي ولا يجدي معها أي نوع من أنواع الفياجرا السياسية.
بدو أننا مرة أخرى على موعد مع (كادوك الفرنسية) وهذه (الكادوك) في لغة بودلير تعني انتهى المفعول بالتقادم ، وكانت كادوك الفلسطينية الفرنسية الأولى قد استخدمت على لسان الرئيس عرفات في تصريح شهير للصحافة الأجنبية في جنيف على هامش جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي انتقلت للاجتماع هناك لتسمع هذا (الكادوك) من ممثلي الشعب الفلسطيني على لسان قيادته عقب دورة المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر بتاريخ 15/11/1988 والذي تبنى لأول مرة القرار 242 والقرار 338 ، وكانت ترجمة هذا (الكادوك) أو هذه -كما شئت- تعني نبذا لما سمي بالإرهاب وهو المعادل الموضوعي في التفكير السياسي الاستراتيجي الصهيوني لميثاق منظمة التحرير الفلسطينية ونصوصه التي يرى فيها هذا الأخير تدميرا للكيان وإنهاءً له من الوجود .
كل طفل وشاب ورجل وامرأة في مدريد وقفوا وقفة واحدة مشرفة في وجه ذلك التنين الذي كان قد زحف إليهم ذات فجر فهز وجودهم وقناعاتهم وحياتهم, التي وعلى الرغم من أن شيئا ما في مدريد لن يعود الى ماكان عليه قبل تفجيرات الحادي عشر من آذار لكنها عادت بعد ثلاثة أشهر الى ماكانت عليه من قبل من متاعب جمة وغربة صعبة وكفاح وجهاد مستمرين من أجل حياة في الغربة والمهجر فيها بعض من كرامة وبعض من حرية وبعض من شرف , في أيام اغتصب فيها عرضنا وماعاد فيها لكلمة شرف في حياتنا العربية المعاصرة أية قيمة .