يجمع العرب والمسلمون الذين يجاوز عددهم المليّار على أنّ الكيان الصهيوني يصرّ على إذلالهم وتحطيم كرامتهم والدوس على مقدساتهم و ذبح رجالهم ونسائهم وأطفالهم و إحراق قراهم وإستئصال زيتونهم وأسر قبلتهم الأولى و تهويد هويتها و سرقة مياههم وأرضهم .
وأمام هذه الغطرسة الصهيوينة يتوزّع المنطق السياسي العربي والإسلامي في كيفية التعاطي مع الكيان الصهيوني الغاصب على محورين:
على إمتداد سنيّ المنافي التي قضيتها في الأرصفة العربية والغربية أبحث عن وطن جميل ودافئ وآمن يعوضني عن وطن المليون والنصف مليون شهيد الذي خطفه أبناء فرنسا مني , كنت ألتقي بشخصيات عراقية فكرية وسياسية و مذهبية وعلمائية تنتمي إلى كل ألوان الطيف السياسي العراقي وكثيرا ما كانت عيناي تدمع لما ألمّ بالشعب العراقي من عذابات و جروح غائرة سببّها لهم الطاغية بإمتياز صدام حسين , وكل عراقي صادفته في المنفى كان يصلح لعمل درامي أو يصلح أن يتحول إلى قصّة مأساوية حزينة
النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع الرئاسي للثامن من أبريل الجاري لم تكن لدى الغالبية الساحقة من الشعب الجزائري سوى مبايعة لعبد العزيز بوتفليقة من أجل تمكين المصالحة الوطنية الشاملة ،وتحقيق الاستقرار الذي يقضي أن تُسوَّى جميع الملفات أوَّله الملف الأمني وملف الحقوق العامة للجهة المتضررة من الأزمة .
تتوجت تصريحات بوش ووعوده باغتيال المناضل الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. إن سياسة الإغتيالات جزء لا يتجزأ من المخطط الصهيوني الرامي لتصفية قضية الشعب الفلسطيني. ولعل اغتيالات القادة الفلسطينيين ما تزال ماثلة للأذهان وهي سياسة لم يتوقف عنها الكيان الصهيوني يومامنذ انطلاق الثورة الفلسطينية. ولكن الجديد في الأمر هو إعلان تصفية القضية الفلسطينية رسميا من خلال المجزرة السياسية التي ارتكبها بوش الابن بطريقة فجة وباستهتار واضح للقرارات الدولية.
في تنقلاته الواسعة داخل محافظات القطر الجزائري أثناء الحملة الإنتخابيّة التي سبقت الإنتخابات الرئاسيّة في الجزائر وعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الفائز بعهدة رئاسية ثانية التي ستستمر إلى 2009 بترقية الوئام المدني الذي دشنّ به عهدته الرئاسيّة الأولى في سنة 1999 إلى مصالحة وطنيّة شاملة بل جعل المصالحة الوطنية الشاملة خيّاره الأساس والإستراتيجي لإخراج الجزائر وبشكل كامل من المحنة الدمويّة التي ألمّت بها من أزيد من عقد من الزمن .
عام مضى على سقوط بغداد ,والأمريكان الذين دخلوا بدباباتهم إليهاكما يزعمون محررين بدوا في الذكرى الأولى في صورة المحتل الشرس الذي لا يتورع عن الفتك بالمدنيين والتنكيل بهم بشتى صور الترويع والتدمير,ففي الفلوجة وحدها سقط أربعمائة وخمسون شهيدا واكثر من ألف جريح خلال أسبوع من الحصار والقصف,وكان استعمال القنابل العنقودية-ذات السمعة الكريهة – المسمار الأخير في نعش أكذوبة المحرر التي لم تعد تنطلي حتى على الشعب الأمريكي نفسه باستثناء المستر بوش وجوقته!.
أثبتت الرئاسيات الجزائرية الأخيرة على دينامية الساحة السياسية ،ولو أن نسبة المشاركة الإنتخابية كانت تحت الستين بالمائة إلا أنها برهان جديد على تموقع الهاجس الشعبي في خانة البحث عن مخرج من المحنة.وبما أن عبد العزيز بوتفليقة كان يمثل هذا الهاجس فقد طاله الاختيار الشعبي ومكنته الصناديق من ولاية ثانية على رأس الرئاسة في الجزائر.