يدرس المسؤولون في بيروت ودمشق على اعلى المستويات تقريراً جاء به من واشنطن مؤخراً مسؤول لبناني رفيع ومعروف بصلته الوثيقة بآل بوش .
التقرير يتحدث عن محاولة ديبلوماسية قامت بها باريس لإقناع واشنطن بتقديم إقتراح مشترك الى مجلس الأمن الدولي يدعو الى إنهاء "إحتلال" سوريا للبنان.
بحسب التقرير ، فان ديبلوماسيين فرنسيين روّجوا، بتوجيهٍ من ديوان الرئيس جاك شيراك، لفكرة مفادها ان إستخدام مجلس الامن هو وسيلةٌ أفضل وأفعل للضغط على سوريا من العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن بصورة منفردة. ولا يتوقع الديبلوماسيون الفرنسيون ان يلقى إقتراح فرنسي – اميركي مشترك معارضة كبيرة في مجلس الأمن اذا كان موضوعه مطالبة سوريا بالإنسحاب من لبنان وفقا لبنود إتفاق الوفاق الوطني في الطائف للعام 1989. كما يعتقد الفرنسيون ان قرارا من مجلس الأمن بهذا المضمون من شأنه ايضاً تلطيف موقف سوريا تجـاه " الحضور" الأميركي في العراق.
دخل الإضراب المفتوح "الأمعاء الخاوية" أسبوعه الثاني حيث لا يسعنا إلا أن نحيي هؤلاء الأبطال في انتفاضتهم. إنكم تاج رؤوسنا وعزنا المسلوب وتمثلون كرامة الأمة بأسرها. إني أناديكم أيها الأحباب وأشد على أياديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم. نحن الأسرى الحقيقيون أسرى خوفنا وذلنا وخنوعنا وأسرى سكوتنا وصمتنا وأنتم الأحرار يا عزنا وأنتم صانعو الكرامة والإنتفاضة على الذل والإذلال.
لقد أضحى واضحا الآن أن قادة المغرب العربي لم يبذلوا الجهد الكاف واللازم لإعادة تفعيل مشروع الوحدة المغاربية، وهو المشروع الذي ما زالت الشعوب المغاربية تنظر تحقيقه منذ سنوات خلت، وغير مفهوم، وليس هو موقف القادة المغاربيين، وإنما إهمال النخبة المغاربية لإشكالية الوحدة المغاربية والتعامل معها بلا مبالاة غير مسبوقة، بل القلة القليلة التي اهتمت بها تناولتها من زاوية نعيها ليس إلا.
وفي هذا الصدد لا مناص من النظر إلى موقف الغرب عموما من مشروع الوحدة المغاربية، لاسيما مع بروز نوع من الصراع البين بين الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الأوربية بخصوص المصالح بالمنطقة علما أن الصراع لن ولم يؤثر في التحالف الإستراتيجي بين الطرفين، وهو التحالف الذي انكشفت مساعيه بجلاء.
فلم يعد يخفى على أحد الآن أن هذا التحالف الإستراتيجي يهدف بالدرجة الأولى إلى التصدي للإسلام ومواجهته كدين وثقافة وحضارة، وهذا ما أكدته تصريحات ومواقف جورج بوش الأخيرة، لقد انكشفت الأمور بشكل لم يعد معه ممكنا تغليفها بلباس نشر قيم الديموقراطية وحقوق الإنسان، إن الحقيقة واضحة الآن عارية للعيان.
ثمة توافق بين مراقبي المشهد العراقي ومتتبعي تطوراته المتسارعة على ان الولايات المتحدة تعاني فيه هزيمةً سياسية وتبذل جهودا واسعة لتدارك هزيمة عسكرية .
الهزيمة السياسية تحققت بإفتضاح كذبة حيازة العراق أسلحة دمار شامل ، وبثبوت عدم وجود علاقة بين نظام صدام ومنظمة " القاعدة " ، وبإتضاح الغاية الأساسية من شن الحرب وهي محاولة وضع اليد على إحتياط العراق الضخم – ربما الأول عالمياً – من النفط .
منذ أعلنت فرنسا عزمها على سن قانون يحظر ارتداء ما تعتبره رموزا دينية والجدل لا يتوقف داخل فرنسا وخارجها ، وبطبيعة الحال كان رد الفعل العربي الإسلامي متوقعا ، ليس فقط لأن القرار يفرض قيودا على الحرية الدينية لمسلمي فرنسا ، بل لأنه اختبار عسير لحقيقة موقف العلمانية الأوروبية من الإسلام . وقد كان رد الفعل الذي يستحق التوقف عنده لما يحمله من دلالات تتجاوز قضية حظر الحجاب أو السماح به هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت القضية مبررا لأن تعرب عن " قلقها على الحريات الدينية في فرنسا للمرة الأولى من نوعها " (2 / 12 / 2003 ) ، فالموقف يتجاوز منطق التصيد النفعي البسيط ليشير إلى فروق جوهرية في الموقف من الدين وطبيعة حضوره على ساحة العمل العام بين شاطئي الأطلنطي .
العراق بلد متعدد . انه متعدد القوميات والاديان والمذاهب والثقافات والمناخات والثروات والتطلعات .
لكن العراق بلد متوحد او متحد في حالة سياسية فريدة اسمها وحدة الداخل ضد هجمة الخارج وبالتالي في حرب الداخل ضد الخارج .
في مجال التعدد والتنوع ، ثمة قوميات عدّة : عربية وكردية وتركمانية وحتى فارسية .
ثمة أديان عدة : الإسلام ، المسيحية ، الصابئة ، اليزيدية ، وقبلها كانت اليهودية.
ثمة مذاهب عدة : سنّة وشيعة ، أرثوذكس وكاثوليك، سلفيون ومتجددون ، اصوليون وعلمانيون .
ثمة ثقافات عدة عربية تراثية واخرى حداثوية ، كردية ماضوية واخرى عصرية . قومية عربية ديمقراطية واخرى عنصرية شوفينية ، ماركسية متعددة المدارس وليبرالية متعددة المشارب ايضا.
منذ نشأ الكيان الصهيوني ومصطلح "إسرائيل الكبرى" يتردد مصحوبا بخرائط متباينة ومخططات مختلفة بوصفه التطور الحتمي الذي سيعقب نشأة الكيان، ولعل المفارقة التي تستحق الذكر هنا أن الخرائط ليست محل إجماع بين الصهاينة أنفسهم وتشير عبارة "من النيل إلى الفرات" والإحالة على الخطين الملونين باللون الأزرق في علم الكيان كرمز للنهرين إلى التصور الأكثر شيوعا من بين تصورات عديدة لخارطة هذه الدولة. وقد كان الانكماش الجغرافي للكيان الصهيوني الذي فرضته التحولات الإقليمية بدءا من حرب العاشر من رمضان مرورا بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء وانتهاء بالانسحاب من جنوب لبنان مؤشرا على أن "إسرائيل الكبرى" ستأخذ شكل سيطرة إقليمية دون توسع عسكري وهو ما عكسه مشروع "السوق الشرق الأوسطية" الذي ولد ميتا.