إذا كانت هذه الغارة الإجرامية على حمى الأمة الإسلامية يحسبها الكثيرون ضارة، ومحبطة للعزائم والهمم، فإنها على عكس ذلك منشطة، ودافعة، للوقوف مرة ثانية، شريطة أن تحضر فريضة التفكير، كرد فعل يقارع حرية التعبير، التي من المؤكد أنها ستختفي بمجرد، أن تجد ندٍّا لها، يعرُّفّها حقيقتها، ويشعرها بأن هناك ردعا صارمًا، يستمد قوته من العقيدة التي تتهكم بها هذه الحرية الساقطة، ولو اقترنت بالتعبير الحضاري الذي يدعونه زورا وبهتانا.
وما رأيناه من صور ومشاهد لتظهر بجلاء الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كانت هذه هي الديمقراطية التي ترفع لوائها إدارة بوش وطاقمها المتعجرف فلا غرابة أن تشتد المقاومة على حضورها في العراق من أجل استعادة الأرض وتنقية العِــرض.
لئن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقتصر في مشاوراته على أمور السياسة في الحرب والسلم، وفي مصالح الحياة الدنيوية، في الغالب؛ استغناء بما يأتيه من الوحي؛ فإن الحكّام والعلماء من بعده بحاجة ماسّة إلى التشاور في كلّ قضية ذات بال، ليس فيها نصُّ كتاب أو سنّة، وحتى فيما فيه نصوص محتملة، فهم بحاجة إلى اختيار أنسبها في العمل والتطبيق
لبنان اسم مكان. إنه ليس دولة أو وطناً. الدولة كيان سياسي وقانوني يقوم على إقليم وشعب وسلطة ذات سيادة. الإقليم مختلَفٌ بين اللبنانيين على رقعته ومساحته وحدوده. الشعب فيه شعوب بمعنى طوائف متنافسة، متناحرة، وأحياناً كثيرة متقاتلة. السلطة فيه ثلاث نظرياً، بحكم الدستور، وثماني عشرة عمليـاً، بحكم عدد الطوائف. وهي سلطة ضعيفة السيادة على الطوائف في الداخل، فاقدة لها أحياناً كثيرة حيال الدول في الخارج.
من المفارقات ان تجد ارتباطا وثيقاً بين مصطلحات تتردد على أسماعنا صباحًا ومساءً، ونصوص وعبارات نرددها كل يوم، ولكننا لم نفكر فيها من قبل! وربما نكون قد فكرنا، لكننا لم نتفكر فيها، لأننا لم نعِ بعد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في التفكر في كل شيء إلا في ذات الله جل جلاله.
تكشف لنا، الناقدة "لنا عبد الرحمن" عبر رحلتها النقدية المصاحبة لعوالم اثنين وعشرين كاتبا وكاتبة (نصفهم من الكتَّاب، والنصف الآخر من الكاتبات) التيارات التحتية المصاحبة لعملية الإبداع لدى هؤلاء المبدعين والمبدعات العرب، فكانوا جميعا صوت الإنسان العربي المقهور، ونحن في انتظار المزيد من تفاعلها مع أعمال إبداعية عربية جديدة.