يا سيدي يا رسول الله معــــــــــــــذرة مــاذا أقول ثناء طــــــــــــــــــــيبا فيك؟
لا الشعر يسعفني ولا البيـــــــان يفي وأنت فوق الكلام ،كيف يوفيــــــــــــك؟
إني لأرجو شفاعة تبـــــــــــــــاعدني من هول يوم مضعضع حنــــــــــــانيك
صلى عليك الإله في ضحى ودجى ووعده سيفيك وهــــــــــــــو يرضيك
ويعدو العام تلو العام تلو العام
وتعدو خلفي الذكرى وتصهل في دمي زمنا
وأزجرها فتنساني وأذكرها فتلقاني بكل منامِ
ويعدو العام تلو العام تلو العام
يُغيبُ في السماء قدر وفي الأرضين موعدنا
أما كفاكِ ذهابًا؟!
قولي لنا بنيتي: ماذا لو دار الزمان بنَا؟
سليني: لماذا يا أبتِ هجرت عُشّنا؟!
لماذا خِلتها وحيدة أمّنا؟
وتركتنَــا
يصفعنا موج الهواء
فيردنا ريح الشتاء بلا رجلٍ يذبّ عنــا أفواه الجيران الجائعة
لأرغفة الحكايات الطازجة
وفي كل صبحٍ يلتهمون أخبارنا
صرنا حديث الموائد
كالعلك تلوكه الألسنة
صرنا النخيل بلا جرائد
بالنظرة الشمتاء يقذفننا،
صرنا القنافذ
بتنا نخشى النوافذ
لما يا أبي هجرتنا؟
من بعدُك يكفكف دمعنا
إذا عضّ الجوع بطوننَا
ينحني
يداوي بكفه حبةً من رملٍ خدشت طرفنا
مَن يهدهد هدبنا إذا ما تاه النوم عن عيوننا
تتلو بسمعي هذه الدنيا (ألم)
واستودعت كفي مفاتيح القلم
فأرى الصحابة والرسول تحلقوا...
لقراءة اللوح العظيم على الأممْ
أذعنت إجلالا وسرّت مهجتي..
وهمت على روحي أغاريد النغمْ
انتخبنا رئيسنا ومضينا
نصنعُ المجدَ بعد فكِّ القيودِ
كم أرَقْنا على الصدورِ دماءً
فاستشاطتْ وذاكَ سرُّ الصّمودِ
وفَقَدْنا من الشبابِ لكي نَلــ
ــقى خلاصًا من الوثاقِ العنيدِ
سِرْبُ النّوارسِ في السَّمَا يَتَكَسَّرُ
والجَوّ بالفــُـلِّ البهــيِّ مُعَطَّـرُ
حتى الغـمامُ تَبَـسَّمَتْ قَسَمَاتُهُ
والغيثُ يَهْمِي، في الدُّنَا يَتَحَدَّرُ
الصفحة 10 من 69