تعارفْنا على أنّ الماجستير بوّابة للدّكتوراه ومُرتقى لها، وأنّ الأولى رسالة والثّانية أطروحة؛ وكلاهما درجة.
وتعلّمنا أنّ الدّكتوراه لابدّ فيها من طرحٍ جديد، وإضافة مُبتكرة؛ علمية أو عملية، منهجيّة أو تطبيقيّة، على العكس من الماجستير التي لا يُطلب لمُقتحمها إلاّ مجرّد بيان قدراته وكفاءته في استخدام مناهج البحث وسيطرته على طرائقه في الوصول إلى النّتائج من مقدّماتها، والأجوبة من تساؤلات الإشكاليّة وفرضيّاتها.
كم وكم من أطروحات نوقشت، ودكاترة بارزت وبرزت عبر مُدد طويلة وسنوات كثيرة، ولكنّننا ما زلنا نستورد السيّارات !
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} سورة الرحمن
بالفعل سيرحل كل إنسان عن الحياة الدنيا ويبقى عمله وسيرته.
يبقى العمل فإذا كان صالحا أصبحت سيرة الإنسان طيبة عطرة وعاش بين الناس بعمله الصالح وسيرته الطيبة العطرة حتى بعد مماته.
وإذا كان العمل غير صالح أصبحت سيرة الإنسان غير طيبة وغير عطرة وعاش بين الناس بعمله غير الصالح وسيرته غير الطيبة وغير العطرة حتى بعد مماته.
تعلمت من أمي وأبي- رحمهما الله- درسا مهما لي ولغيري، ألا وهو لطف الله الدائم للمؤمن الذي يستوجب الحمد الدائم لله على كل حال، فكان أبي -رحمه الله- يؤكد لي أن لطف الله دائما مع المؤمن؛ حيث قال لي: أن أحد العارفين بالله سئل ذات مرة أين لطف الله إذا حدث للمؤمن حادث سير أودى بحياته؟
فأجاب العارف بالله بأنه يمكن إذا لم يحدث هذا الحادث أو تأخر للمؤمن أن بتعرض لفتنة تخرجه عن دينه وأخلاقه فيخسر الدنيا والآخرة؛ لذلك كان الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يسأل الله الثبات على دينه دائما وأبدا، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينِكَ"
إلى أستاذ الفلكيين العم الدكتور صالح العجيري رعاه الله
اعذرهم سيدي حينما يستغرب الناس معاني روزنامتك (التقويم الفلكي للأرصاد الجوية).
اعذرهم حينما يستغربون أن ارتفاع درجة حرارة الأرض درجة واحدة في الربيع تذيب ثلوج أعالي الجبال، فتغرق الهند وأفغانستان وأوروبا في فيضانات عارمة.
اعذرهم حينما لا يفهمون أن انحباس الغاز تحت بشرة الأرض في الجبل يجعل البراكين تزأر، فيزحف الطمي المصهور بالمعادن للأودية كما في (كولومبيا 1971) و(جلاريوس المكسيك 1993م) ويسبب كوارث لا حصر لها.
اعذرهم حينما يستغربون أن تحرك شيطان الأرض -كما يسميه الناس في اليابان- سبع درجات يزلزل الأرض في دقائق، ثم يتحرك مرة أخرى في إيران فيقلب عاليها سافلها.
في مثل هذا اليوم تأتى الذكرى الأولى لرحيل عميدة عائلة الحوطي عمّتي منيرة عبد اللطيف إبراهيم الحوطي.
كانت من البشر الذين اصطفاهم الله، محاكاتها همسٌ ولين، وجوارها لا يُرهق، ومصاحبتها لطفٌ وحنان، مرافَقَتها كحامل المِسْك، تَحُفُّه الرياحين، وظلُّ الجنان. هداياها أساور من رضاً ومحبّة، وأداؤها تُقىً وزكاة، وثوبها وشاحٌ من برٍّ ووُدٍّ وإخلاص.
رؤيتها تبشّرُكَ كأنّها اليُسر، ومصاحبتها تكفل قُرّة العين.معانيها شريفة، وألفاظها جميلة، أمّا تقاليدها فهي التسبيح والاستغفار. أعمالها صدْقُ النيّة والقلب والضمير، أمّا روحها فَتِلكَ هي الرفيعة الحُسن.
أمضت حياتها بالخيرات، وانتهجت الأصول بالرحمات فأفاءتْ بظلّها على من حولها بالبركات. رحلت، كقطرة ماء النّدى النقيّة، طاهرةً مطهّرة. ذهبت إلى حيث السلام وفسْحة النور، والرّاحة عند ربٍّ كريم.
إنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شَيْءٍ عنده بأجلٍ مسمّى.
اللهم ألْقِ على نفوسنا السكينة بمصابنا الجلَل في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح،
الذي انتقل إلى جوار ربّه في يوم الثلاثاء 12 من صفَر 1442هـ الموافق 29 من سبتمبر 2020م.
كلُّ نفسٍ للمنايا فرضُ عين *** أينَ لنا القلبُ الذي ينبضُ أَيْن؟
اللهمَّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتِنّا بعده، وأثِبْنا في عَقِبه بفتحٍ قريب.
اللهم أعظمْ أجْرنا، وأدخله جناتك برحمتك يا أكرم الأكرمين.
اللهم نسألُك الرضى في أعزّ مواجعنا، فقد رحل عنّا ونحن في غمرة الخوف وفي أحلكِ الأيّام.
حل على العالم بأجمعه بلاء كبير وهو وباء فيروس كورونا أصاب عشرات الآلاف وقتل آلاف البشر، وحجز الناس في بيوتهم وأوقف الأعمال واوقف الصلوات في المساجد بل وأوقف صلاة الجمعة، وشل حركة الناس وأنشطتهم اليومية، وإزاء هذا المصاب الجلل تصدى العلماء في الطب والدين لوسائل مكافحة هذا الوباء، وكان من بينهم حديث فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم- رئيس جامعة الأزهر الأسبق- عن ثلاث وصفات لمكافحة هذه العدوى، وهو الحديث الذي ألهمني لهذا المقال عن سبع وصفات لمكافحة كورونا، وهي:
أولا: التوبة إلى الله والإكثار من الاستغفار من جميع المسلمين ليل نهار لأنفسهم ولبعضهم البعض مع الإكثار من قراءة القرآن الكريم وخاصة سورة التوبة وسورة يس يوميا، فما حل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا باستغفار والتوبة، يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) سورة الأنفال ، مع الإكثار من أعمال البر والإحسان؛ حيث يقول تعالى: "مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (91) سورة التوبة.
الصفحة 3 من 78