وسط المآسي التي تعيشها الامة الاسلامية من شرقها الى غربها يجدر بنا جميعا ان نتذكر بعض الصور المضيئة والصفحات البيضاء من حاضرنا حتى لا نفقد الامل ونصاب بالاحباط واليأس، ولذلك احببت ان امتع نفسي والقراء الاعزاء بعرض نماذج رائعة لمبدعين من وطني عكسوا جانبا مشرقا للامة الاسلامية العريقة الممتدة ممالكها ودولها وجمهورياتها من المحيط الهادىء شرقا الى المحيط الاطلسي غربا، واليكم هؤلاء المبدعون مع تنويه موجز بجوانب ابداعهم المميز:
ليس كل مثقف يبرق ويرعد ويتقعر في الكلام وصَّافًا لعورات النظام العربي ،فهو بالضرورة صادقا فيما يقول .. فما أكثر المثقفين الذين كنا نحسبهم على الأنظمة العربية في الظاهر والشكل والكلام .. وهم في حقيقة الأمر مع هذه الأنظمة قلبا وقالبا.. بل يتقاضون مرتبا على شتمهم وإجهادهم الكبير من أجل خلق جو تنفيسي جماهيري تحبذه الجماهير الحانقة حقا على هذه الأنظمة العربية.ولا يكفي فقط أن نسمع أو نقرأ لمثقفين قذفت بهم الأقدار إلى مرتبة مخاطبة الناس بالقلم ،
أعرف أنني قلت في الفول أكثر وأسوأ مما قاله بوش في صدام حسين، ولعل القاسم المشترك بيني وبين بوش، هو أننا نذم شيئا أو شخصا ينبغي أن نحفظ له الجميل، فلولا الفول لكان أبو الجعافر في ذمة الله، ولكان أهلي يذكرون محاسني طوال الثلاثين سنة الماضية على الأقل، ولولا صدام لبقي بوش بلا قضية يلهي بها الشعب الأمريكي ويتنمر ويتعنتر على بقية الشعوب،
للحوار الذاتي غايتان شريفتان يتوخاهما ,تتمثل الأولى في التعرف على جوانب القصور ومكامن الإخفاق بقصد علاجها, فحوار المحاسبة يمثل نظرة تقويمية لسلوك الذات في فترة سابقة تقضّت بحلوها ومرّها,وأما الثانية فتتسم بصبغة استشرافية مستقبلية , إنه لمن الخطأ الفادح أن يقصر المرء دور الحوار الذاتي على دائرة الماضي حين يعتقد أن إجراء الحوار مرتهن بوقوع الهنات وارتكاب الأخطاء ليتولى إصلاحها في مرحلة متأخرة,بل إنه يلعب أيضا دور وقائيا استباقيا يجنّبنا الإلمام بها ,إنه (حوار التعزيز) موضع حديثنا اليوم .
إذا كان المرء لا يجد غنى عن محاورة أبناء جنسه لما في ذلك من الفوائد والمنافع، فمن البدهي أن تعظم حاجته إلى حوار يجريه مع ذاته بين الفينة والأخرى، بل إن الحاجة الى مثل هذا الحوار لتغدو أشدّ وأمسّ، فالنفس البشرية عالم زاخر يزدحم بالعواطف والمشاعر ويموج بالهواجس والخواطر التي تعتلج فيما بينها فأيها كانت له الغلبة بسط سلطانه ومدّ رواقه على سلوك المرء وطباعه:
وتحسب أنك جِرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر!