شاهد الناس كثيرًا مسلسل الزير سالم أبي ليلى المهلهل، وما تزال بعض القنوات الفضائية تعرضه بين حين وآخر، ذاك المسلسل الذي قام بتمثيله ممثلون سوريون بارعون. وعلى الرغم من أنّ القصة التي يعرض لها المسلسل شعبية معروفة في أوساط المثقفين والعامة، غير أن عرضها منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية وحتى زمن الثورات العربية يحمل في طياته دلالات كثيرة وعبر نستلهمها في الصراع العربي مع إسرائيل، وصراعنا مع أنفسنا من وجهة أخرى .
إنّ قصة الزير سالم ليست أسطورة من محض الخيال، وضعتْ من أجل التسلية؛ بل هي قصة حقيقية تحدّث عنها المؤرخون، وثبتت أشعارها في كتب الأدب، وفي الشواهد النحوية التي اعتمد عليها نحاة العصر العباسي. لكن أصاب القصة ما أصاب قصة عنترة بن شداد ، وأبي زيد الهلالي /pa، وقصص الشعراء العذريين من الزيادة والتحريف والخلط والتكرار، أما الزير سالم فهو عدي بن ربيعة من قبيلة تغلب بن وائل بن قاسط من ولد ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، وهو أخو الفارس المغوار وائل بن ربيعة الملقب بكليب الذي قتله جساس بن مرة بن ذهل من بكر بن وائل بن قاسط من ولد ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. ولُقّب بالزير؛ لكثرة مجالسته النساء، ولُقّب بالمُهَلهِل؛ لأنه أول من أرقّ الشعر وقصّده في بكاء أخيه كليب، وكان الشعر قبله مقطوعات قصيرة وأبيات، فلما قُتل كليب رثاه أخوه الزير بقصائد طويلة حزينة رائعة منها التي مطلعها :
أجمع المحللون والخبراء المهتمون بالشأن المصري أنه لا توجد سوى مؤسستين متماسكتين قادرتان على تولي زمام الأمور في مصر هما الإخوان والجيش نظرًا لخبرتهما وتنظيمهما المحكم الهيراركي بالنسبة للجيش، والعنقودي في حالة الإخوان ، في حين ان الأحزاب السياسية والقوى المدنية والحركات السياسية الأخرى تفتقد للخبرة التاطيرية والتماسك والتغلغل في المجتمع فهي ما تزال تحمل السمة النخبوية حتى وإن تواصلت مع الشارع في اوقات الأزمات والانتفاضات، كما أن مشاركتها في العمل الحكومي مازالت محدودة ومن ثم فهي لا تمثل منافسا مكافئا للقوتين اللتين سبق ذكرهما.
لابد أن السلطة في مصر تدرك أن المنافس الوحيد والشرس الذي يجب إزاحته الآن هو الإخوان، وقد مضت قدما في هذا الإطارمعتمدة على عدة أدوات منها القضاء والإعلام و التشريع بهدف محاصرة مناضلي وقيادات الإخوان في مقابل ترسيخ وتقوية الأساس الاجتماعي للقوات المسلحة ومنح موطئ قدم لشخصيات وتيارات محسوبة على النظام القديم تم كل هذا بهدف إعادة تشكيل الواقع السياسي في مصر ليخدم تفوق العسكري على المدني والفلول على حساب القوى الثورية، وإعادة تنظيم الإخوان إلى المربع صفر الذي كانت فيه قبل ثورة يناير
تحولت الساحة السورية في الفترة الأخيرة إلى ثقب أسود يكاد يجرف دول المنطقة كلها إلى التورط في الصراع الدائر بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة، وقد تميز الصراع منذ بدايته بضراوته وظهور إمكانية توسعه وانتشاره وهدا ما حدث بالفعل بانجرار بعض الأطراف الإقليمية والجماعات المسلحة للمشاركة في العمليات القتالية سواء بدعم المعارضة والدعوة إلى تسليحها أو دعم الجيش النظامي، أي أن الأمر تعدى المساندة السياسية التقليدية إلى التحالف الاستراتيجي والمشاركة كطرف فاعل في الحرب الأهلية.
القطاع الثالث (tertiary sector) في الاقتصاد هو قطاع الخدمات التي تشمل التجارة؛ والتسويق؛ والبنوك؛ والاتصالات؛ والمواصلات؛ والعناية الصحية؛ والتعليم ... إلخ، حيث أن القطاع الأوّل هو قطاع الزراعة؛ والقطاع الثاني هو قطاع الصناعة؛ أما القطاع الثالث (tertiary sector)في إدارة شئون الدولة والمجتمع هو القطاع الذي يأتي بعد القطاعين العام والخاص؛ ويطلق عليه القطاع غير الربحي (Non Profit Sector) أو القطاع التطوعي (Voluntary Sector) أو القطاع الخيري (Charitable sector)، ونظرًا لهذه الطبيعة غير الربحية لهذا القطاع؛ فقد اصطلح على اعتبار إدارة مؤسسات القطاع الثالث فرعًا من علم الإدارة العامة وليس إدارة الأعمال.
حينما يبكي طفلك؛ خائفًا أو جائعًا أو متألمًا من أيّ شيءٍ كان؛ فإنّكَ تودّ لو أن تفتديه بكلّ ما تملك؛ فقط كي يزول عنه ذلك الألم الذي لم يتعدى الدقائق!
تخيّل طفلك هذا وقد سكن الرعب قلبه؛ متشرّدًا يفرّ من الموت؛ لا مأوى ولا ملجأ له؛ ولا قدرة لك في مساعدته، فيُباد من بطش العدو، حينها ماذا ستفعل؟ تخيّل؛ ترى أختك؛ مكسورة مجروحة؛ وقد هُتكت كرامتها وجُرحت براءتها، كنت تتمنى أن تموت ولا يُمَسّ شرفك؛ وقد مُسّ الآن حقًّا، حينها ما كنتَ تفعل؟ تخيّل أمك؛ زوجها شهيد؛ ابنها أسير؛ ابنتها مكسورة؛ طفلها جائع عليل، ترتجي عدوًّا فيضربها، حينها ما كنتَ تفعل؟
المتابع للأحداث السياسية وتطوراتها على مستوى المنطقة العربية او اقليميا او على المستوى الدولي يرى قيادات وشخصيات سياسية مختلفة المشارب والتوجهات لكنها تشترك – حاليا - في شيء واحد جميعها تبدو كلاعب بوكر سيء الطالع ، فنوع اخطائهم وسوء اختياراتهم هو الامر المشترك بينهم ويمكن ان نبدأ بكاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي يبدو انه اساء فهم المزاج العام للشارع البريطاني وراهن على تمرير مشروع ضربة عسكرية لسوريا على خلفية استعمال الاسد لأسلحة كيماوية ضد مدنيين ، ويبدو انه تناسى المقدمات المتشابهة بين هذه الحاله والتي سبقتها من وقوف بلير الى جانب بوش ودعمه سيء السمعة للحرب في العراق
إن المتابع للأحداث في مصر ؛ ولتصريحات وتحليلات الشخصيات السياسية والإعلامية والمثقفين المحسوبين على التيار الليبرالي فيها؛ يصاب بصدمة وهو يجد البون الشاسع بين أصوات المناضلين عن الحرية ومثاليات الديمقراطية من تداول سلمي على السلطة؛ ودورية الانتخابات ونزاهتها وحياد القضاء والفصل بين السلطات وبين مواقفهم على الواقع عندما يوضع على المحك.
من المعروف أن معظم التيارات المعارضة والشخصيات البارزة قد دعمت احتجاجات 30 يونيو؛ باعتبارها موجة مكملة لثورة 25 يناير؛ والتي تمحورت حول سحب الثقة من قيادة سياسية منتخبة وهي شخصية رئيس الجمهورية محمد مرسي، والتاريخ الحديث يزخر بأحداث مماثلة، ومن المعروف أن المبادر لهذه الاحتجاجات هي حركة تمرّد الشبابية التي عملت على جمع توقيعات من مختلف أنحاء ومحافظات الجمهورية وحظيت دعوتها بقبول واهتمام شعبي وإعلامي.
الصفحة 6 من 104