بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة لمصر، أجرى خلالها محادثات مع حكام مصر الجدد، وألقى خطابا موجها لمصر والعالم العربي.
زيارة أردوغان لمصر تعد الأولى لرئيس وزراء تركي منذ 15 عامًا، وهي الزيارة التي أرجئت ثلاث مرات، وستلي زيارة أردوغان لمصر زيارة لليبيا وتونس، وتسلط الزيارة الضوء على محاولة تركيا زيادة نفوذها الإقليمي.
ويرى المتابعون للأحداث أن تركيا تحاول المنافسة على الدور الإقليمي، في حين أكد آخرون أن رحلة أردوغان جزء من محاولته لتعزيز موطئ قدمه في العالم العربي، بعد أن أًبعدت تركيا عن العرب لفترة طويلة.
مقدمة:
يقول ألبرت أينشتاين: "إنني أهتم بالمستقبل، لأنني -ببساطة -؛ سوف أذهب إليه"، على هذا الأساس فإن المستقبل بصورته العامة والمجردة، هو من اهتمام الأفراد العاديين من خلال سعيهم إلى تحسين وضعهم دائمًا نحو الأفضل. هذا من جانب، أما من جانبٍ آخر فإن الدراسات المستقبلية بصورتها العلمية تحظى باهتمام كبير جدًّا من قبل المختصين والأكاديميين والمعنيين خصوصًا في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية والتطور الهائل الذي يشهده العالم بأسره، لهذا فقد أعددتُ هذه الرؤية التحليلية للمستقبل والدراسات المستقبلية، ولا أعني أني أتيت بشيءٍ جديد بقدر ما أضفت صوتي إلى أصوات الكثيرين من الذين سبقوني في الكتابة لهذا الحقل الأكاديمي، والغرض من ذلك: هو لفت الأذهان لصنَّاع القرار والمسئولين والقائمين على الحكم؛ بضرورة إيلاء اهتمام أكثر بفحوى المستقبل والدراسات المستقبلية، والتي من شأنها أن ترتقي بالأداء المجتمعي للدول كافة، وعلى هذا الأساس فقد تناولتُ في طرحي هذا، النقاطَ التالية:
إن أي مختص ومعنى بالإستراتيجية الحديثة يعي تمامًا أن هناك تدافعًا مفاهيميًا كبيرًا موجود في حقل الإستراتيجية العام، هذا التدافع المفاهيمي أدى بدوره إلى خلط الأوراق مع بعضها، وتشويه جوهر الإستراتيجية وروحها، وجعلها تغرق في محيط كبير من المفاهيم التي شوهت السمة الروحية لها، وهذا الأمر الذي جعلني أكتب هذه الرؤية التحليلية للإستراتيجية والفهم الخاطئ لها بدلالة التخطيط.
نابلس مدينة قديمة بناها الكنعانيون، وهم من القبائل العربية القديمة منذ 4000 سنة، كانت تسمى "شكيم" وتعني النجد، أو الأرض المرتفعة. احتلها الرومان الذين قرروا هدمها وإعادة بنائها على النمط الروماني في عهد الإمبراطور "فسبسيانوس" الذي أطلق عليها اسم (فلافيا نيا بوليس). فلافيا هو اسم عائلة الإمبراطور "فسبسيانوس". أصبح اسم المدينة يعني (مدينة فلافيا الجديدة)، مع الأيام بقي من اسمها نيا بوليس (المدينة الجديدة) والذي حُرّف فأصبح نابلس.
في العام 638 ميلادية، فتح المسلمون مدينة نابلس على يدي القائد الإسلامي الكبير عمرو بن العاص، وذلك في عهد خلافة أول الخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.
كما هو معروف فإن طبيعة الهيكلية الدولية تحولت وانتقلت من حالة التعددية القطبية إلى حالة القطبية الثنائية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ودخل العالم في فترة تقارب 45 عامًا من حالة القطبية الثنائية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك دخل القطبان حالة من حالات الصراع المستدام الذي كان يطلق عليه في تلك الفترة بالحرب الباردة، ومن ثم حدث تطور هام جدّا في طبيعة الهيكلة الدولية بحلول العقد الأخير من القرن المنصرم، وهو تفكك الاتحاد السوفيتي وانتقال الهيكلية الدولية إلى نظام أحادي القطبية.
هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية منذ تلك الفترة حتى الآن -رسميًّا- على هرم القطبية الأحادية، على الرغم من أن معالم الهيكلية الدولية الحالية مشوهة وغير واضحة، بحيث يمكننا أن نتلمس ذلك من خلال أهم القطاعات التي ترتكز عليها الدول وهي القطاع العسكري والاقتصادي، وقدر تعلق الأمر بالقطاع العسكري فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعد عسكريًّا ذات هيمنة على العالم بحيث أن أقرب منافسيها وهي الصين وروسيا مجتمعتان لا يمكنهما الوقوف في وجه الترسانة العسكرية الهائلة للولايات المتحدة، ونستنتج هذا من إحصائيات تاريخية للإنفاق العسكري، ففي عام 1945 شكّل الإنفاق على الدفاع حوالي 90% من إجمالي الإنفاق العام الأمريكي ومن ثم تعرض هذا الرقم إلى تراجع وتقدم في فترة الحرب الباردة والحرب الكورية وحرب فيتنام وما بعدها، وذلك بحسب طبيعة احتدام الصراع والتنافس الدوليّ مع جميع المنافسين وليس الاتحاد السوفيتي فقط، ويلاحظ ان نسبة الإنفاق العسكري إلى إجمالي الإنفاق العام ظلت في تراجع مستمر حتى بلغت 16.1% فقط من إجمالي الإنفاق العام في عام 1999.
بدايةً، إن الحديث عن الأهداف الإستراتيجية يحتاج إلى رؤية معمقة وقدرة فكرية عالية ومتخصصة في طبيعة الإستراتيجية نفسها؛ لأن صناعة الأهداف الإستراتيجية ليست بالعملية الهينة إطلاقًا وتعد من الأمور التي هي في غاية الصعوبة بمحل؛ بسبب كونها مرتبطة بمصير الأمم والشعوب وبقاء الدول واستمراريتها، وإن التقديرات الخطأ من قبل صانع الهدف أو مكونه قد تودي بالدول إلى مآزق وأزمات حادة وحرجة تجعلها تستنزف كل طاقاتها وإمكانياتها في سبيل تحقيق هذا الهدف أو حتى إبقاء الوضع على ما هو عليه إذا ما تعرض هذا الهدف إلى التقويض والفشل في التنفيذ. وإذا ما أردنا أن نضع عملية صناعة الأهداف في أي مفصل من مفاصل الإستراتيجية، لوضعنا عملية صناعة الأهداف في بطون وحواضن الفكر الإستراتيجي؛ لأن الفكر الإستراتيجي هو المسؤول الأول والرئيسي عن بناء وخلق وتخليق(*) الأهداف من خلال تطوير الأفكار وتقليمها وصوغها في شكل مشاريع ونظريات متعلقة بالبيئة الإستراتيجية، هذا من جانب، أما فيما يخص حقل التحليل والتخطيط والأداء الإستراتيجي فإنها أقرب إلى عملية تقييم وتقويم الأهداف أكثر من صناعتها وتكوينها، وهذا لا يعني أننا ننفي أهمية هذه الحقول، بل على العكس من ذلك تعد هذه الحقول -وكما يعلم الجميع- أسس العملية الإستراتيجية وأهم مراحلها .
اتقدم بالشكر الجزيل الى" أ.م.د. سرمد زكي الجادر " ، رئيس قسم الاستراتيجية ، كلية العلوم السياسية ، جامعة النهرين ، استاذ مادة التحليل الاستراتيجي للعام الدراسي 2010/2011 ، على كل ما قدمه من ملاحظات قيمة وسديدة حول التحليل الاستراتيجي لكي يمكنني من ان انقل الى حظراتكم هذه الورقة البحثية ، فجزاه الله كل الخير، وادامه الله للعلم منارة . مقدمة يقصد بعملية التحليل الاستراتيجي للبيئة ((Strategic Analysis ، مراجعة كل ما يتعلق بالبيئة الداخلية والخارجية بغرض التعرف على أهم الفرص والتهديدات التي تواجه الدولة داخليا و خارجيا، ويجب أن تكون هذه العملية مستمرة لكي تخدم عملية نجاح والبناء الإستراتيجي ، وهناك معاير يجب اخذها بنظر الاعتبار عندما يتم التعامل مع بيئة الخطة الاستراتيجية والتي هي مجموعة من المؤشرات والمتغيرات التي تتداخل فيما بينها عندما يتم اعتماد التحليل الاستراتيجي لاي نموذج او لاي دولة سواءا موقف ما او حدث ما او صراع داخليا او خارجيا،
الصفحة 9 من 104