وقفتُ وَسطَ حَشدٍ من تَنافُسٍ انتخابيٍّ صامِتٍ؛ ذخيرَتُهُ المِئاتُ من صورٍ انتصبتْ فُجأة؛ بوقاحةِ من اعتادَ إهمالَ الاستئذان، وانبثّتْ تُغازِلُ في مُخيلاتِنا؛ وبتفاؤلٍ يكادُ لا يجدُ لهُ من حِزمةٍ لونيّة غير التورّد لإقناعِنا ببرنامَجهِ المُختال، دوافِعنا الفِطريّة الموزّعة بيأس؛ بين أمانٍ هارِب؛ ولُقمةٍ مُتشرّدة؛ ومُستقبلٍ غائِم.
نستطيع الحديث اليوم عن ميزان قوى جديد بين الفلسطينيين واسرائيل من حيث الإمكانات المادية والبشرية. وقبل الخوض في عباب المستجدات لابد من سرد تاريخي بسيط لميزان القوى بين الطرفين لنتمكن من التنبؤ بنتائج أي حرب قادمة بينهما. الجميع يعرف أن قوة إسرائيل سحقت الجيوش العربية في حربي 1948 و 1967م، لكننا لم نحلل ونتأمل تلك الحروب لنعرف إن إسرائيل سحقت سرابا عسكريا عربيا ولم تسحق جيوش! ففي العام 1948 كان تعداد الجيش الإسرائيلي مئة ألف مقاتل مدربين ومنظمين ويمتلكون احدث الأسلحة آنذاك. وأما العرب فلم تكن جيوشهم السبعة تتعدى ال50 ألف مقاتل غير مدربين ولا مجهزين بأي سلاح كافي. ناهيك عن الخيانة والتشرذم، وعدم
فى أجواء الانتخابات الرئاسية المحمومة، والتى تشهد إطلاق حزمة من الوعود لكل ناخب، أطلق أحد المرشحين حملة المئة يوم الأولى من توليه مهام منصبه، لينزلق الدكتور مرسي وكان مرشح حزب الحرية والعدالة الثانى بعد الاعتراض على خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، ليطلق هو الآخر تبنّيه لنفس المدة لحل مشاكل الأمن والمرور والوقود والقمامة والخبز. وفى خطابه الجماهيرى الحاشد بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر قدم كشف حسابه، الذى رضي عنه البعض، وتربصت به القوى السياسية المناوئة له وللإخوان باعتباره محسوبًا على الجماعة، كما أن كافة القوى السياسية جلست للرجل بالمرصاد، لتعد عليه سكناته وحركاته وإنجازاته، وإخفاقاته ونجاحاته بالدقيقة والثانية.
مستقبل العلاقات بين حماس وجماعة الإخوان
حقيقة إن حماس جزء أصيل من جماعة الإخوان فقد ولدت منرحم الإخوان واتخذت مبادئ وأهداف جماعة الإخوان طريقا للعمل الحركي منذ نشأتها ولا زالت. ففي العام 1987 ومع انطلاق الانتفاضة الأولى برزت حماس كتنظيم قوي مختص في فكرة تحرير فلسطين، وكان للجماعة الأم دور في دعم الحركة داخل فلسطين. وأما كبار السن المنتسبين لجماعة الإخوان داخل فلسطين فكانوا بمثابة رجال الدعوة والآباء الروحيين لشباب حركة حماس وبقي ذلك حتى تم الإعلام والتوضيح في التسعينات بأن حماس جزءٌ لا يتجزأ من جماعة الإخوان. وكان ذلك لأسباب تخص جماعة الإخوان لتثبت للكثير بأن لها دور كبير في جهاد فلسطين لتلقى الدعم الجماهيري من العالم الإسلامي في ظل تنامي أفكار التنظيمات الأكثر حراكاً في المجال المشاكس للنظام العالمي. وبالفعل نجحت جماعة الإخوان في إظهار الدور الكبير لهم في المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحركة حماس. وبناء على ذلك تم ضخ الكثير من المال للحركة في الداخل الفلسطيني لبناء المؤسسات المختلفة، مثل جمعيات رعاية الأيتام وكفالتهم. وبقي ذلك مستمرًا إلى أن فازت حماس بالإنتخابات التشريعية داخل الأراضي الفلسطينية. وزاد فخر الجماعة الأم بتلك الحركة التي أنجزت خلال بضع سنين فوز كاسح على أكثر من مستوى. وكان إعلام الجماعة الأم يتغنى بهذه الإنجازات لما لها من دور كبير في ظهور الجماعة كتيار له دور في صناعة التاريخ وخاصة في بقعة ساخنة كفلسطين. وبقيت الجماعة تراهن على حماس حتى
إنّ الحديث عن جامعة الدول العربية ذو شجون وأشجان. بداية فهذه الجامعة لم تكن في الحقيقة إلا من بنات أفكار الاستعمار البريطاني الذي فرضها على الأنظمة العربية آنذاك كبديل مسخ لمؤسسة وحدة عربية قومية حقيقية. ليس تجنيًا عليها ولا خروجًا عن جادة الصواب القول بأنها كرست روح الاستقلالية في إطار سيادات قطرية ضيقة مستقلة عن بعضها ضمن حدود مصطنعة باركتها هذه الأنظمة، وعملت على الحفاظ عليها والدفاع عنها، وخاضت على شرفها نزاعات وصراعات مع من يفترض أنهم أشقاء وأبناء جلدة واحدة ويؤمنون بالوحدة العربية الكبرى.
وإذا كان هذا هو فحوى الأسس التي قامت عليها، فإن سجلها الأدائي والإنجازي دليل آخر على عقمها وافتقارها إلى أبسط بسائط العمل القومي على اعتبار أنها البيت العربي الذي تحت سقفه وفي أحضانه تعقد المؤتمرات والإجتماعات واللقاءات والمشاورات العربية، وقبل هذا وذاك فإنه يفترض بها أن تكون "مصنعا" لمشروعات قومية ذات رصيد من الإرادة والنوايا الصادقة لتوظيفها على أرض الواقع العربي.
المملكة البغدادية التي كان اسمها يهزّ أرجاء الوطن العربي، تداعى عرشها واندثرت أبنية مجدها وتصاعد دخان حريقها حتى بلغ السماء. نقف الآن قليلاً لننظر في إمكانية إنقاذها وإعادة بناء حضارتها من جديد.
بعد خمسة وأربعين عامًا من الحكم الاستبدادي الشمولي، وبعد خمس سنوات أخرى من احتلال أمريكي، سيكون أمامها سنوات طِوال أخرى حتى تقوم ببناء مستقبل جديد يعيدها إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأمريكية عام 2007.
إنّ المتمعن في التركيبة العرقية للعراق، يجد أنها لعبت دورًا كبيرًا خاصة بعد الحرب الأمريكية. فالسياسة الطائفية هي الأبرز على أرض الواقع، وإذا أردنا التخلص من التأثير الطائفي على العراق ربما وجب علينا أولًا أن نركز على تطوير الجوانب الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية للعراقيين، لصرف نظرهم عن السعي وراء النعرات السياسية أو الدينية لمحاولة السيطرة على أكبر أجزاء العراق وحكمها.
حين نتحدث عن إنقاذ العراق، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار محاور أساسية تتلخص بإعادة النظر حول البنية التحتية التي دُمِّرت، والمستويات التعليمية التي كانت تُعتبر من أقوى المستويات في العالم العربي، والاقتصاد والرعاية الصحية وأسواق العمل.
إنّ أحد الأمور التي يمكن التفكير بها كحلول مستقبلية هي نقل أو توزيع الثقل السكاني من العاصمة بغداد إلى باقي المدن العراقية؛ فإذا أراد العراقيون بناء أرضية جديدة تستوعب كافة شرائح المجتمع وطوائفها الدينية والسياسية فعلى حكومتهم والمؤسسات المعنية بالإحصاءات السكانية أن تعمد إلى حساب معدل النمو السكاني، ومن ثم العمل على إيجاد إسكانات خارج العاصمة ليتم توزيع السكان بشكل منظم، على عكس ما كان نظام "صدام حسين" يفعل حين كان يسهل القروض لبناء الإسكانات بأسعار مرتفعة، بل على الحكومة الحالية أن تقوم هي بتوفير الإسكانات بعد أن تقوم بإحصاء دقيق لعدد السكان، حيث كانت السنوات الماضية التي سبقت الاحتلال تفتقر إلى الدقة في الإحصائيات السكانية وغيرها من المعدلات التي يجب على الحكومة أن تباشر بدراستها وتجهيزها لغايات إعادة البناء على أسس علمية وعددية صحيحة؛ فالإحصائيات الدقيقة تمكن الحكومة الجديدة من بناء دراساتها المستقبلية على أسس واضحة وسليمة.
أما فيما يخص التعليم في العراق، فيجب استحداث مناهج دراسية من الممكن أن تلائم كافة الطوائف والتوجهات الدينية وغيرها، في محاولة للتقريب بين الجهات، كما أنّ على الدوائر المعنية بالتربية والتعليم أن تولي هذا القطاع اهتمامًا كبيرًا خاصة بعد أن تفاقمت هذه المشكلة وغاب عدد كبير من المثقفين والأكاديميين وهاجر إلى الخارج.
من ناحية أخرى، وفيما يهم الاقتصاد العراقي فعلى الحكومة التشجيع على الاستثمار من جديد، وإيجاد بيئات استثمارية مناسبة لهذا الغرض، فالاقتصاد السائد الآن هو الاقتصاد غير الرسمي أو اقتصاد الأفراد وليس اقتصاد الشركات والقطاعات الحكومية.
إنّ التركيز على الجوانب الاجتماعية وإعادة البناء الآن هو الأهم في العراق فضلا عن أهمية الاقتصاد الذي يجب أن يتم إنعاشه من جديد حتى تستطيع العراق الوقوف من جديد، وتتصدر المكان المناسب بين الأمم العربية والعالمية كما كانت سابقًا.
التدقيق اللُغوي لهذه المقالة: شوق البرجس
"ما زلتُ أتذكر الرجُل الذي وقف وأسرته أمام متجرٍ صغير يُحاولُ أن يشتري لهم شيئًا، وليسَ في جيبهِ إلا دنانير كويتية لم تعُد ذات قيمة، فطفرت من عينهِ دمعة لم يمسحها حتى وجد أمامهُ رُزمةً من المالِ ألقى بها عابرٌ أمامهُ، وتوارى وهو يخفي وجهه." محمد حسن علوان
الذكرى السنويّة المجيدة للعيد الوطني وعيد التحرير تعود. تعودُ لتذكر أهل الكويتِ بنشوةِ الحُرية، تلكَ التي سُلِبت منهم إبّان الغزو الصدّامي الغاشم؛ التي امتطى فيه شعبُها صهوة الحُزنِ المذهول والتساؤلات التي تكادُ لا تنفك عن قرعِ الطبولِ بداخلِ رؤوسهم.
ذكرى الاستقلال، هو ذلك اليوم الذي ودعت في الكويت ماضٍ طبعَ فيه الآباء والأجداد على جبينِ الكويت قُبلا من التضحية في سبيل العيش الكريم والدفاع عن تراب الوطن.
الصفحة 7 من 104