في خطبة التنصيب يرسم الرئيس الأمريكي عادةً الأهداف العامة لسياسته في جميع الميادين . وفي خطبة " حال الإتحاد" يكشف المناهج والآليات والإجراءات المتعلقة بتنفيذها.
في خلال شهادتها امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ، كشفت كوندوليزا رايس قبل تثبيتها في منصبها الجديد وزيرةً للخارجية عن تلك الأهداف والمناهج والآليات والإجراءات اكثر بكثير مما قاله جورج بوش في خطبة التنصيب او ما سيقوله ، ربما ، في خطبة " حال الإتحاد" مطلع الشهر القادم .
أهم ملامح الصورة الجديدة للهولوكوست قضية تورط بعض أعضاء الجماعات اليهودية من الصهاينة وغير الصهاينة في علاقة تعاون وثيقة مع النازي ومن نماذج هذه العلاقات دور المجالس اليهودية التي كان النازيون يقيمونها بين أعضاء الجماعات اليهودية التي تقع تحت سلطتهم وكان سلوك أعضاء هذه المجالس يتراوح بين التعاون مع النازيين في المجالات الاقتصادية والخضوع التام لكل مطالبهم وضمنها الإبادة مقابل حماية مصالح القيادات اليهودية . ويرى كثير من المؤرخين اليهود وغير اليهود أن هذه المجالس مسؤولة إلى حد كبير عن إذعان الجماهير اليهودية وإحجامهم عن مقاومة مخطط الهولوكوست . وبإمكان المرء تخيل أن ملايين الضحايا قد رفضوا في ظروف الحرب ركوب القطارات التي كانت تجمعهم لنقلهم لمعسكرات السخرة والإبادة ، فلعل هذه المقاومة كانت قادرة على إبطاء تنفيذ المخطط وربما إفشاله ، ويقدر المؤرخ اليهودي إزياه ترنك أن أعضاء الجماعات اليهودية لو رفضوا تنفيذ تعليمات المجالس اليهودية لنجا نصفهم على الأقل .
عندما تمر ذكرى ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لا بد من النظر إلى ما يدور في الوطن العربي الأكبر وما آلت إليه الأحوال من بؤس وانهيار وضياع وإذلال وامتهان لكل شيء يمت للعروبة بشيء. والأكثر من ذلك أن ليس هناك بارقة أمل أو بصيص من نور يتلمس الإنسان العربي طريقه وسط هذا الظلام الدامس. ونسأل أين أنت يا عبد الناصر؟ لقد كان وجوده يبث الأمل في النفوس. ما أزال أذكر ترقبنا، نحن الشباب، لخطاب عبد الناصر وانتظاره على أحر من الجمر. وأنا هنا أتحدث كمواطن فلسطيني، كنت مع أصدقائي نختلف أحايين كثيرة في مواقف وجزئيات معينة مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ولكن عندما كنا نتحلق حول المذياع ونستمع إلى خطابه يتبدد الاختلاف ويدب الأمل في نفوسنا ونجدد ثقتنا بقيادة هذا الرجل العظيم.
ليس هناك شيء اضر على العاقل من اتخاذ قرار متعجل في لحظة غضب وانفعال، فمثل هذه القرارات التي تكون وليدة ظروف نفسية قاهرة لا تسلم غالبا من الجور والشطط، فحين تتبوأ العاطفة المتقدة موقع الحكم يتوارى العقل منسحبا على استحياء، اذ انهما كالسيفين اللذين لا يجتمعان في غمد، وكالربانين اللذين يتنازعان مقود السفينة فلا يمضي رأي احدهما إلا بتنحية الآخر, وفي ظل الحوادث الدموية المؤسفة التي شهدتها البلاد هذه الأيام فإننا في مسيس الحاجة الى الأناة والتروي والاصغاء الى صوت الحكمة المتزن لينجح المجتمع في تجاوز هذه المحنة الطارئة التي ازعجت البلاد والعباد.
خصصت الجامعة العربية مشكورة مبلغا ضخما لتحقيق السلام في الصومال، بدءا بنزع سلاح المليشيات القبلية، فخلال الاجتماع الوزاري الأخير صدر قرار عن الجامعة بتقديم مليون دولار للحكومة الصومالية الجديدة لنزع نحو مليوني قطعة سلاح في أيدي المواطنين، وقال رئيس الحكومة الصومالية إن المبلغ لا يكفي لنزع السلاح في حي واحد من أحياء أي بلدة صومالية،.. والتفسير الوحيد لهذا السخاء العربي هو أن من اعتمدوا ذلك المبلغ المهول لا يعرفون شيئا عن الصومال.. عندما اشتعلت الحرب في البلقان ما من رئيس أوروبي، إلا وزار المنطقة "بدل المرة أربع"، والصومال من الناحية النظرية "عربي" وعضو في كل المنظمات العربية عديمة الجدوى، ولكن العرب الوحيدين الذين زاروا الصومال خلال الـ 15 سنة الأخيرة هم المتطوعون العاملون في جمعيات الإغاثة.. وحتى هؤلاء لم يعد بإمكانهم زيارة الصومال مجددا لأن "الإغاثة العربية" إرهابية بالضرورة!
الخطوات الإصلاحية المتبعة حكوميا منذ بداية الفترة البوتفليقية،التي اعتبرت كفترة تغيير شامل لكل المفاهيم السائدة،اقتصاديا،وسياسيا لم تستطع إلى الآن أن تخلق جوا أوكسيجينيا،يسهل على كل القوى الحية في البلاد بأن تتفاعل مع المرحلة الجديدة.وتتكيف مع المنعطف الاقتصادي الليبرالي كبديل للاقتصاد المركزي البالي.فمشروع الإنعاش الاقتصادي مع بداية سنة 2001 الذي اعتبر نقطة عبور نحو إصلاحات اقتصادية، لم يكن في حقيقة الحال سوى قفزة في فراغ مجهول،شبيهة إلى حد كبير بالقفزات الكاميكازية.ولو أن المشروع صاحبه غلاف مالي ضخم،وسيج بسياج معنوي أطلق عليه مشروع مارشال الذي أنقذ أوروبا من الضياع،والجوع بعد الحرب العالمية الثانية.
تتعدى العلاقة بين النازية والصهيونية مجرد التماثل البنيوي والتأثير والتـأثر الفكريين ، إذ أن ثمة علاقـة فعليـة على مستويات عدة . ولنبدأ بأدناها ، وهي كيفية استغلال النازيين للدعاية الصهيونية في الترويج لرؤيتهم . فقد نشر الصهاينة في ألمانيا ذاتها المزاعم الصهيونية الخاصة بالتميز اليهودي العرْقي والانفصال القومي العضوي عن كل أوربا ، وذلك حتى قبل ظهور النازيين كقوة سياسية . ففي عام 1912 ، قدَّم عضوان في المنظمة الصهيونية مشروعاً بإيعاز من كورت بلومنفلد جاء فيه أنه ، نظـراً للأهمية القصوى للعمل ذي التوجه الفلسطيني ( أي الصهيوني ) ، يعلن أن من الواجب على كل صهيوني ، خصوصاً من يتمتع باستقلال اقتصادي ، أن يجعل الهجرة جزءاً عضوياً من برنامج حياته .