كانت مسألة الأحزاب السياسية في عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال تندرج ضمن أولوية الحكم القائم،في وجوب تمرير المشرط السلطوي عليها وتشريح جثتها بما يتوافق وترتيبات الراهن الحزبي،بعيدا عن عقدة انتخابات لا يمكن التحكم في نتائجها كما حدث في السابق.وقد حققت ذلك بتكسير المعارضة الحقة التي انصهرت في مجموعة ما سمي بجماعة عقد روما،عندما ألفت بين القلوب لحركة حمس،والأرسيدي،والتجديد الجزائري في تلبية دعوة السلطة الفعلية كما يضمنها الواقع السياسي،الذي يؤكد على أن الأقلية تبقى أغلبية
سأقاتل حتى آخر قطرة من دمي) عبارة سمعناها كثيرا مذ اجتاحت القوات الاميركية العراق، سمعناها من زعامات مختلفة واطياف شتى، وفي مقامات متباينة وازمان متباعدة، لكن الواقع المرير زهدنا فيها وفي وجوه قائليها! فعند عرض المقال على قياس الافعال كانت النتيجة ان اصبحت تلك العبارة الجميلة عبارة ممقوتة كريهة لا لشيء سوى انها ظلت حبيسة عالم الشعارات لا تلامس ارضا ولا تقنع قلبا بل انها لسوء المتاجرة بها اضحت بحسب مشاهد الواقع: العبارة الموطئة لاستسلام مهين والمؤذنة بتقهقر سريع لما لحقها من مذمة الخلف وحيف الكذب على الرغم من انها عبارة شريفة تنضح بمعاني البطولة وتعبق بروح الرجولة، لكن من لطف الله بها انها عادت لتسترجع الكثير من صدقيتها الفقيدة على يد مجاهدي الفلوجة! انك لو تحررت قليلا من اسار الشخصنة وقيود الايديلوجية ودسائس الاعلام المضلل ونظرت لما يدور على ارضها بتجرد وشفافية فإنك لن تجد بدا من الاعتراف مختارا ـ او مجبرا ! ـ ببسالة اولئك النفر من المقاتلين ايا كان مشربهم قوميا ام اسلاميا او حتى بعثيا، فالبطولات لا تخضع لسلطان الجنسية واحتكار العصبية ومزاج الطائفية!
جعفر عباس
والآن جاءتكم كوندي: التي علينا استقبالها بعبارة سلام يا "فندي"، وهي تُعرف بكوندوليزا رايس، ذات النظرة التي مثل الآيس، الذي هو اللفظ الإنجليزي للثلج، والإنجليزية لغة كل "طرطور وعلج"، وبنت رايس شديدة المراس، وعظيمة البطش والبأس، وإذا قلت لها: يمه ارحميني، قالت: ما يحكمش يا حبة عيني، فبعد رحيل كولن باول عن الخارجية الأمريكية، آلت مقاليد الأمور إلى رايس المكحلة بالشطة المكسيكية، وفي إدارة بوش السابقة والحالية، كان باول الوحيد الذي يستخدم قواه العقلية، كان حكيما وسط دراويش، وعاقلا بين شلة تعاني من الهوس والتشويش، وبهذا تكون كوندي
فقدت الأمة العربية رمزا من رموزها, بوفاة "ياسر عرفات". وان بقيت السياسة دوما هى مجال الأخذ والرد والحيل, ولأن "عرفات" أحد الساسة الفلسطينيين, له وعليه ما للسياسين, مع ذلك سيبقى محورا من محاور القضية الأم والمجسد لها خلال فترة من أهم فتراتها..لن نصدر أحكاما, فقط نذكر كيف تحقق ذلك: قررت جامعة الدول العربية انشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965م وكان من قادتها, معركة "الكرامة" تلك القرية الصغيرة بالأردن,شهدت أول مواجهة عسكرية بعد 48مع القوات الاسرائيلية وكان قائد المجموعة الفلسطينية التى واجهت العدوان عام 68. زاد الخلاف بين "عرفات" والقيادة الاردنية ورحل مع رجاله الى جنوب لبنان. أعلن صراحة فى جمعية العامة للأمم المتحدة أنه جاء حاملا غصن الزيتون فى يد والسلاح فى اليد الأخرى وكان ممثلا لانفتاح القضية الفلسطينية على العالم للمرة الأولى.
الوقت الذي لا يكف فيه ناشطو المجتمع المدني السادة ( أنور البني و اكرم البني و عبد الرزاق عيد ) عن الدعوة لحرية الرأي في سوريا ، و إلى إلغاء المحاكم الاستثنائية و محاكمات الرأي . لا يجدون حرجاً في الدعوة لإنشاء محكمة أمن دولة عالمية لمحاكمة كل من يصرح بعدائه للولايات المتحدة الأمريكية فيوقعون على بيان ما يسمى بالليبراليين العرب الجدد ، الذي صاغه السيد شاكر النابلسي ، و ما أدراك ما شاكر النابلسي . و العفيف الأخضر الذي بشرنا أنه يرى (( رؤوساً للاستبداد الشرقي قد أينعت وحان قطافها وأنّ بوش لَصاحِبها». و السيد جواد هاشم أحد الوزراء الذي عينتهم أمريكا خلال احتلالها للعراق .
في زمن الهبوط والحبوط ، أقلعت طائرة بلا طيار لكن ليس بلا توجيه ووجهة ومسار. لم يكن الفعل المباغت هواية ولا غواية . كان فعل مقاومة بإمتياز ، بل فعل تصميم وإرادة وإشارة لافتة الى ولادة مرحلة جديدة في الصراع .
الإعلان جاء مفاجئا ومختصرا: " إن طائرة الاستطلاع " مرصاد -1 " التابعة للمقاومة الإسلامية نفذّت العاشرة والنصف صباحا أولى طلعاتها في أجواء شمال فلسطين المحتلة وقامت بالتحليق فوق المستعمرات الصهيونية وصولا الى مستعمرة نهاريا الساحلية ثم عادت الى قاعدتها بسلام ".
سياسة الكل الأمني التي تحولت بقدرة قادر وكما فرضها الظرف البوتفليقي على خصوم فكرة التحاور حتى مع من تحوم حوله شبهة القرابة الأيديولوجية مع الإسلاميين، ناهيك عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ أو المسلحين في الجبال والأحراش .إلى سياسة وئامية تقبل التفاوض مع الذي حمل السلاح ،وروَّع الآمنين.بل تقبل بالعفو والقبول بتغيير الفكرة كلية ،و ما اصطلح عليه على أن سياسة الكل أمني هي الخيار الإستراتيجي الذي لا محيد عنه كما كان يعبر عن ذلك عرَّاب الاستئصال رضا مالك ومن لف لفه من عتاة الإبقاء على تأزم الحالة الأمنية