لقد خلق الله تعالى الإنسان وخلق له أعضاءه التي تعينه على أداء أعماله وقضاء حوائجه، ومن بين هذه الأعضاء اللسان ذلك العضو الصغير في حجمه ، الخطير في عمله .
فاللسان هو أعظم الأعضاء، وأشدها خطراً على الإنسان ، واللسان قد يأخذ بيد صاحبه إلى النعيم ، وقد يجره إلى هاوية الجحيم ، فقد روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ وَمَا يَرَى أَنَّهَا تَبْلُغُ حَيْثُ بَلَغَتْ يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)[1] .
نسبه وشهرته:
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وأمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي...ألخ النسب. وهي ابنة عم آمنة بنت وهب والدةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام .
ويكنى أبا يعلى وابا عمارة بولديه يعلى وعمارة، وكان يقال له أسد الله، وأسد رسوله ، وسيد الشهداء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فنهاه وأمره فقتله" .
يقولها بعضهم تندرا، وبعضهم الآخر تشنيعا، وقليل منهم قلقا. تتعدد أسباب تكرار الرجال لحقيقة أنّ معظم أهل النار من النساء. هنا، ما يهم ليس موقف الرجال حول هذه الحقيقة الثابتة بالحديث النبوي، بل بالنظر إلى هذه الحقيقة بجدية وتعمّق.
بداية، علينا معاشر النساء أن لا نشعر بالغضب أو الحقد على الشريعة لأنه قد جاء فيها أن النساء أكثر أهل النار! فهبنَ أني نقلت إلى فوج من الطلبة خبرا مفاده أن نسبة النجاح في الثانوية هذا العام 40% فقط، فانهالوا علي سبّا وشتما. سلوكهم هنا غير مبرر، وتنفيسي، بل وأحمق. فأنا نقلت لهم حقيقة ترجمتها أن غالبيتهم لم تنجح. وبدلا من البحث عن أسباب رسوبهم، هاجموني ناقلةَ الخبر. هذا السلوك المضحك المبكي هو سلوك نساء ورجال كُثُر حين يسمعون بالحديث الشهير:
"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال: أيها الناس تصدقوا. فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن وبم ذلك يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير ..." (صحيح مسلم)
(وللحديث تتمة كثيرا ما تثير الجدل بدورها، تطرقت لها في مقالة سابقة.)
وضعُنا نحن النساء في خطر، ويزداد خطرا إذا ضممنا لهذا حديثا آخر يفيد المعنى ذاته:
* مقدمة:
وردت في القرآن الكريم عدة آيات تصف القرآن الكريم نفسه بأنه مبارك، وتدعو الناس لتدبّر آياته لينالوا من بركته التي لا تنضب أبداً، ويستخرجوا من كنوز معانيه التي لا تنفد مدداً؛ فقد قال الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الأنعام: 92]، وقال عز وجلّ: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155]، وقال سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
فماذا تعني المباركة فيه، وما مجالاتها، وكيف ينال قارئه هذه البركات؟ هذا ما يجيب عنه هذا المقال.
هو أبو سليمان وقيل أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقَظة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، القرشي المخزومي.
وأمه هي عصماء بنت الحارث ، وسماها آخرون لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، فهو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة الكبرى.
مكانة قبيلة مخزوم:
وكان لبني مخزوم مكانة كبيرة في المجتمع المكي قبل الإسلام، وكانت لها قيادة جيش قريش وبها سميت إحدى أبواب المسجد الحرام، فعن عطاء قال: " يدخل المحْرمُ من حيث شاء، قال: ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا" .
وظهر من أبناء هذه القبيلة كثيرون ممن خلدتهم كتب التاريخ سواء بوصفهم مناصرين ومؤيدين للدين الاسلامي كأبي سلمة وأم سلمة والأرقم بن أبي الأرقم وخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم أم ممن ناصبوا الدعوة الاسلامية العداء إلى آخر يوم من حياتهم كأبي جهل والوليد بن المغيرة وغيرهما.
هو البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ( واسمه تيم الله) بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي من بني عدي بن النجار . وهو الأخ الشقيق للصحابي المشهور أنس بن مالك.
وكان يجتمع هو، وأم عبد المطلب جدة النبي عليه الصلاة والسلام، واسمها سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر، في عامر بن غنم .
وأمه هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصارية الخزرجية النجارية, واختُلف في اسمها فقيل هي: رميلة أو رميثة أو مليكة أو الغميصاء أو الرميصاء .
وكان أبوه في الجاهلية قد غضب من أمه وتركها وذهب إلى الشام وفيها مات، وتزوجت أمه أم سليم أبا طلحة الأنصاري الذي أسلم على يديها وكان إسلامُه مهرَها ، وكانت تجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا البيت الذي رعته أم سليم الصحابية المجاهدة كانت نشأة البراء، فغذي حب الاسلام وحب الجهاد في سبيل الله. فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها باستثناء بدر وبايع تحت الشجرة .
لم يفرض علينا الله تعالى الصيام في شهر رمضان من أجل أن نجوع ونعطش ونتعب، وإنما هناك مقاصد وأهداف وحِكَم كثيرة لهذه العبادة، ولا تدرك عقولنا المحدودة إلا بعض هذه المقاصد والأهداف والحكم، ومنها:
1- الصيام وسيلةٌ لتحقيق تقوى الله عزّ وجل:
إن أهم مقصد من مقاصد الصيام تحصيل تقوى الله عزّ وجل، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:183(.
الصفحة 8 من 17