من خلال التجارب العنيفة والمخاضات العسيرة التي تعرضت لها الثقافة العراقية أو ثقافة وادي الرافدين ، نجد أن الصوت الأدبي ظل حاضراً في تدوين الحدث ورصد التحولات النفسية والإجتماعية مروراً بحالة التقمص القسرية التي انتهجتها بعض النصوص الأدبية ، وأعني بحالة التقمص تلك ، الحالة التي أضفت الكثير من السمات الأسطورية والرمزية على ملامح النص كحالة تدوينية أفرزتها مرحلة حرجة تمثّلت بالإحداثي القمعي الذي دفع بالنص إلى الإتكاء لعنصري الأسطورة والرمز بشكل يتجاوز حالة التوظيف الفني في تفعيل موقف الشخصية الآنية مما يحدث ، وكلنا يعرف حقيقة الحدث وما ترافق معه من تسييس للكلمة الأدبية بطريقة سافرة أنتجت ما يسمى بثقافة الإستبداد.
لم تشدد أي مرحلة تاريخية من تاريخ لبنان الحديث على فكرة الموت على نحو ما فعلت الحرب الأهلية اللبنانية المنتهية منذ ما يقرب العقد ونيف من الزمن. فقد زرعت هذه الحرب الدامية في بدايتها لدى المواطن اللبناني هاجس الخوف ( الفوبيا ) من الموت الذي اجتاح البشر المسالمين في غالبيتهم وفعل فعله الشنيع في ما بينهم. وفي ما بعد سرعان ما حولت موضوع الموت الى مسألة يومية عادية معاشة تافهة لا معنى لها ولا قيمة باعتبارها جزء من الإخبار اليومي لمجريات القتال الدائر يوميا على حلبة الصراع الأهلي، أكثر ما كان يثير الإنتباه لدى سامعي وناقلي هذه الأخبار هو الشكل والطريقة التي انتهت فيها حياة أحدهم والأسلوب المأساوي الذي اعتمده القاتل في اصطياد الضحية القتيل. وقد تعددت هذه الطرق والأساليب لدرجة أن المخيلة البشرية العادية كانت غير قادرة على التصور الحقيقي للقتل وطرقه بقدر ما كانت عمليا قادرة على الإستماع فقط دون تطبيق التخييل إلا عند من هو مستعد فعليا لردة الفعل أو التلذذ عن البعض الآخر.
أريد أن أطرح في عجالة رأياً في موضوع كتابة القصة القصيرة جدا رغم ترددي عدة مرات عن الإقدام على هذه الخطوة وخوفي أحيانا .
ولكن لا يضير ان يلقي أحدٌ حجراً في عتمة الاسئلة للوصول الى ما يمكن ان يكون جديداً
صدر هذا الكتاب عن "هيئة قصور الثقافة" للناقد "د.محمد السيد إسماعيل". يحوى مجموعة من الدراسات وقد جمعها فى كتاب. برر الكاتب ذلك بأن الدراسات كلها تتناول "الشعر" كجنس أدبي للدراسة..ثم القصيدة الحديثة على وجه الخصوص موضوعا, مع الحرص على تناول أجيال متتالية , يمثل كل شاعر مدرسة فنية. أهم ما يجمع بينهم أن تقدم الدراسات قراءة نقدية تهتم بجوانب العمل الإبداعي مع إبراز التأثيرات المتبادلة , وربما هذا هو ما يبرر عنوان الكتاب "رؤية تشكيلية".
"مناخ "بلوتولاند" وغاياته" : ديوان د.لويس عوض..
الفترة التى صدر فيها هذا الديوان , فترة اضطرابات سياسية فى مصر أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية بالقرن الماضي. وخلال نفس الفترة كان الانفتاح على العالم الثقافي بالشرق والغرب مرتفعا, وهو ما انعكس على الثقافة بمصر. فكان النقد المتبنى المذهب الواقعي, وذاك المتبنى مذهب"الفن للفن".
شغل "الجسد" الروائيين قبلا, فانشغل النقد وبات "الجسد" وجهة للنقد . وندعى أن "الجسد" وعلى كل دلالاته لعب دورا هاما فى جوهر ملامح رواية المقاومة "أو الرواية المقاومية".بالعموم يعد الجسد ومفاهيمه مدخلا هاما فى فهم الوعى واللاوعى الجمعى للجماعة.
اذا كان الاقتراب من مفهوم الجسد من مدخل اللغة يشى بدلالات عامة, ففى لسان العرب كلمة "بدن" تعنى الامتلاء والتقدم فى السن, وكلمة "جثة" تشير الى الجسم متصفا بالاكتمال, وكلمة "جسم" تعنى الضخامة والعظمة أو الهيبة والاعتلاء وبذل الجهد, وكلمة "الجرم" بكسر الجيم تعنى الجسد.
قبيل دخولي المدرسة الابتدائية، تعرضتُ لحادث اختطاف.كنت ألعب في الصباح أمام المنزل مع أختي التي تكبرني بثلاثة أعوام، وفجأة جاء رجل ضخم الجثة حملني بين يديه وجرى. ظننت للوهلة الأولى أنه أحد الأقارب الذين لا أعرفهم، وأنه سيدخل بي المنزل، ولكن عندما انطلق إلى الأمام، سمعت صراخ أختي سناء وصياحها الذي لم يزل يرنُّ في أذني حتى الآن (أحمد اتخطف .. أحمد اتخطف).
ثم رأيت جموعا من الجيران كبارا وصغارا يجرون وراء الرجل الذي كان أسرع منهم في العدو. وعندما بدأ الجيران يصيحون (إمسكوا حرامي العيال .. إمسكوا حرامي العيال) فبدأ آخرون يجرون نحوه، وضعني الرجل على الأرض، وفرَّ هاربا.
كتاب " العربي واليهودي
تأليف مشترك بين : حميد برادة وكيسينون
مراجعة: إدريس ولد القابلة
صدر كتاب " حميد برادة" و " كي سينون" العربي واليهودي في ظرف مطبوع بموجة الحقد الفلسطيني الميز العنصري عبر العالم ، حتى في الدول الغربية الآتي كانت تعتبر نفسها في منأى عن هذه الممارسات والكتاب يدور حول إشكالية الحقد العربي اليهودي، وهي فكرة " كي سينون" الذي كانت تربطه علاقة صداقة وثيقة بالصحافي العربي حميد برادة منذ كان يعمل في مجلة " جون أفريك" إذ عرفه منذ 1963 و " كي سينون " كان هو كذلك صحافيا بنفس المجلة وكان يوقع مقالاته باسم كما جواد قبل أن يلتحق بمجلة " الأوبسرفاور" ثم مجلة " ماريان" التي يعمل بها حاليا.