المنطلقات التي مهدّت لقيّام الإتحاد الأوروبي تقوم على ضرورة أن يكون لهذا الإتحاد خصوصيته ودوره في صناعة السياسات المحليّة والإقليمية والدوليّة , ولعلّ هذا الإتحاد الأوروبي في بعده الأخر كان يهدف إلى مواجهة الأحاديّة الأمريكية التي تكرسّت بعد سقوط الإتحاد السوفياتي السابق , وكان بعض منظرّي الإتحاد الأوروبي يرون أنّ الدول الأوروبيّة منفردة لا تستطيع أن تواجه عصر التكتلات , كما لا يمكن أن تخرج عن ذيول مشروع مارشال الأمريكي الذي بعث الحياة في أوروبا بعد الحرب الكونية الثانية والذي يعتبره هؤلاء المنظرون بأنّه بمثابة الحبل السرّي الذي يربط بين أمريكا والدول الأوروببّة .
أنا أحب إكوادور وشعبها، فقد أثبتوا أنهم يتحلون بوعي سياسي رفيع، فقبل سنوات انتخبوا رئيسا وعدهم بتحسين مستويات المعيشة، وتقديم الحليب للأطفال في البيوت عبر خطوط أنابيب، وبأن يتم تعديل الأشجار جينيا حتى تطرح سندويتشات باللحم والكتشاب، وجلس الرجل على كرسي الحكم ولحس كلامه ذاك، أي نسي أمر وعوده، فكان أن خرجت مظاهرات عارمة أطاحت به، فقد اكتشف شعب إكوادور أن الرجل واسمه أبو كرم مستهبل،.. وما لم يكونوا يعرفونه هو أنه عربي "يعني معذور" لأن الاستهبال في جيناته ومن ثم فقد كان يقول ما لن يفعل،.. وكلام الليل يمحوه النهار!!
إن مجرد الحديث عن منطقة التجارة الحرة على الصعيد العربي يجرنا إلى طرح تساؤل شغل بال الكثيرين و هو التالي : إذا كانت محاولات التكامل الاقتصادي العربي المعلن سابقا و باختلاف أ\\كالها لم تقو على تحقيق النجاح المنتظر فيما يخص بناء صيغة من صيغ التجارة الحرة على الصعيد العربي كوسيلة لإرساء التنسيق و التكامل بيت الاقتصاديات العربية, علما أن هذه الصيغة تعد أدنى درجة من الصيغ المعلن عنها سابقا؟
كل عام وأمة الإسلام بخير، وأهنئ المصريين والسودانيين واللبنانيين بأثر رجعي بقدوم شهر رمضان لأنهم سبقوا بقية الأمة إلى الصوم، واسمحوا لي أن أعكنن أمزجتكم في مطلع الشهر الفضيل بإعادة فتح ملف الجنرال وليام بويكن، الذي تبوأ منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأمريكية ثم تبوأ (اختر الحرف الصحيح في آخر هذه الكلمة) على رؤوسنا
قيل في لقاء الثلاثية .. الحكومة الجزائرية .. الاتحاد العام للعمال الجزائريين .. وأرباب العمل أنه لقاء لا بد أن يكون مثمرا هذه المرة بعد أن طال الفقر شريحة الطبقة المتوسطة فضلا عن الطبقة الدنيا التي هدها الفقر هدا.. ودفعها للانتحار بالدفعة الواحدة كما لفها الفقر دفعة واحدة.. هذا اللقاء على ما أحيط حوله من تستر وتحضير للعضلات اللسانية طبعا من طرف المنافح الكبير عن بقايا العمال عبد المجيد سيدي السعيد السياسي بلقب عمالي جاء مبتورا و ممحوقا .. ولو أن الدهشة لم تتملك أحدا لأن اللقاء ولد نصف كيلو بطاطا .
أخيراً أصبح من حقنا ـ نحن السودانيين ـ أن نتفاءل بأن الحرب الأهلية في بلادنا ستنتهي بسلام يؤدي إلى تقاسم السلطة بين العقيد جون قرنق والفريق عمر البشير، ولا يعني هذا أن طرفي الحرب مقتنعان بالاتفاق الذي يجري وضع اللمسات الأخيرة عليه، بل يعني أنهما قبلا بالاتفاق على مضض خوفاً من عين أمريكا الحمراء، فقد قالت أمريكا للطرفين: "وراي أشغال ومشاغل أهم منكم، وأنا مش فاضية لكم... وإسرائيل طالق بالثلاثة لو لم أطربق الدنيا على رؤوسكم، إذا لم تتوقفوا عن القتال والجدال، خلال شهرين"!!
سؤالان يبدوان كما لو كانا كل ما تخلف من رماد برجي مركز التجارة العالمي ، فسؤال : " لماذا يكرهوننا ؟ " الذي تردد في الخطابين السياسي والإعلامي في الغرب يكاد يلخص الحالة التي أعقت زلزال الحادي عشر من سبتمبر . وبقدر ما كانت الإجابة التي تبناها الكثير من كتابنا تبدو غير مقنعة للعقل الغربي بقدر ما حملت تساؤلا اتهاميا يلخص مرارتنا من سياسيات غربية مزمنة يعد " العداء " الوصف الوحيد القادر على تلخيصها فتساءلنا بدورنا : " لماذا يعادوننا ؟ "