لم تشفع الخطب العرمرمية التي كان يطلقها عبد العزيز بوتفليقة أيام الحملة الانتخابية و حتى بعد ظفره بمنصب رئيس الجمهورية أمام منافسيه الستة المنسحبين. . أحمد طالب الإبراهيمي. . يوسف الخطيب. . آيت أحمد. . مقداد سيفي. . مولود حمروش. . و عبد الله جاب الله في أبريل 1999. . قبالة الركام الهائل من المشاكل المتعددة الأوجه. . وأمام المواطن الجزائري المعني رقم واحد بتداعيات الأزمة و بالنظام السياسي المترهل الجاثم قسرا على مفاصل دواليب الدولة لأزيد من أربعين سنة. فما كان يقوله بوتفليقة عن تفعيل الحياة السياسية و ترتيب البيت الاقتصادي المتآكل بفعل العامل المافيوي و الذي حدده عبد العزيز بوتفليقة نفسه بعصبة من المستوردين لهم ملكية مطلقة على الموانئ ...
ان الشراكة الأورومتوسطية عليها أن تمر بالضرورة عبر شراكة أورومغاربية لأنه هو السبيل لجعل منطقة شمال افريقيا و المغرب العربي عموما يحتلان مكانا مريحا بين الدول. كما أنه كفيل بحل المشاكل العالقة التي ظلت تنخر العلاقات بين الدول الخمسة.
و الشراكة الأورومتوسطية تحتاج الى ارساء قواعد السلام بين دول البحر الأبيض المتوسط, انها مرتبطة أساسا بانهاء الصراع العربي الاسرائيلي. فلا يمكن تحقيقها بدون سلام في الشرق الأوسط.
لقى بعضهم في نفس سيِّد البيت الأبيض الأمريكي الراهن جورج والتر بوش أنَّه نبي فعلا لا توهّما ، وأنه قد اختير لمهمة رسولية خاصة تنافس مهمة الرسول بطرس أو لعلها قد تزيد قليلا في هذا العصر المنكوب بالجزء الأكبر من منظريه الخائبين ونظرياته الخائبة ، فانطلق هذا يتقمّّص الدور هنا وهناك ، وكنا توقّعنا منذ أسبوعين أو يزيد في مقال سابق "محاولة رائعة وشكرا ماليزيا "أنَّ الوقت قد حان لقيام أصحاب هذه النظريات من هؤلاء النفر عينهم ومراكزهم الإستراتيجية ذاتها ومحافل التأثير في السياسة الأمريكية نفسها ،
ما كان أحد يظن مجرد الظن أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي قادت الجماهير العريضة، وأحرزت على التوالي في الانتخابات البلدية في 12 جوان 1990، والتشريعية في 26 ديسمبر 1991 فوزا ساحقا لا ريب فيه بشهادة النظام نفسه المكلف بالسهر على نزاهة هذه الانتخابات.. أن تصبح بين يوم وليلة شماعة تعلق عليها كل الأخطاء، ويسند إليها أسبقية العنف والإرهاب، والتآمر على الجغرافيا والتاريخ.
الجزائر التي انطلقت مع كوريا وإسبانيا من منطلق زمانى واحد.. لماذا أخفقت في نهضتها ولم تصل إلى ماو صلت إليه هاتان الدولتان؟..
الجزائر التي كنا ننتظر منها أن تكون يابان إفريقيا توشك أن تصير بنغلاديش آسيا- كما كان يقول الشيخ المرحوم محمد الغزالي في أواخر الثمانينات..
الجزائر التي إذ ذكرت أمام رجال الأعمال والاستثمار اليابنيين والألمان سال لعابهم مما تزخر به من ثروات ونعم قل أن توجد في بلد آخر..
على أكثرية الجدل الدائر حول وجود طبخة سياسية بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والزعيم الأول للجبهة الإسلامية للإنقاذ الدكتور عباسي مدني المتواجد حاليا في العاصمة الماليزية كوالالامبور من أجل الطبابة وشيوع خبر مفاده أن لقاء قد تم بينهما في كوالالامبور. لا يعني البتة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد كسب الولاء السياسي وضمن الوعاء الانتخابي للحركة الإسلامية على وجه العموم والجبهة الإسلامية للإنقاذ على وجه الخصوص .. لأنه ببساطة شديدة الدكتور عباسي مدني هذه المرة لا يمثل إلا نفسه كما تقول بذلك كل التحاليل وحتى أغلبية قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ.وقد لمح في تصريحاته الصحفية أن الحل الذي سيقدمه من أجل المعضلة الجزائرية التي طال أمدها لا تعنيه كرئيس حزب بل كشخص محايد ينتمي للجزائر ..