أقام المواطن الكويتي والناشط الإسلامي جابر الجلاهمة مؤتمراً صحفياً نشرته صحيفة ( الوطن ) الكويتية في عددها الصادر يوم الاثنين 3/11 الفائت ، وقد انتظرت شهراً كاملاً أترقب ردود الأفعال الرسمية أو الشعبية على التساؤلات التي وجهها السيد الجلاهمة أو الإجابات التي قدمها بشأن أفكاره وأنشطته ، ولكنني مع الأسف الشديد لم أجد سوى الصمت والتجاهل ممن يفترض بهم التفاعل والإيضاح ولذلك سمحت لنفسي بتدوين النقاط التالية حول ذلك المؤتمر الصحفي :
بعد النتائج التي أدى إليها التطرف أصبح من الضروري ـ حسب البعض ـ من نفض الغبار عما هو معاد للثقافة والحياة في التراث ، لاسيما فيما يخص ما بلورته " إيديولوجية الموت " من تكفير التفكير وتبديع الإبداع . تلك الإيديولوجية التي ارتكزت على التفكير القرنوسطى الذي قال من تمنطق تزندق وأن المنطق يؤدي إلى الفلسفة وما يؤدي إلى الكفر كفر ، أي المرتكزة على الجوانب المظلمة في التراث، المعادية لنور العقل، واستمدت منه سلاحين من أسلحة الدمار : الرقابة والقتل .
الحديث عن "اعتقال "صدام" هو حديث الدنيا كلها من دون شك ، وبقدرما يؤشر على نهاية دراماتيكية لرئيس ظل أسطورة وهاجسا للكثيرين، فإن هناك تداعيات أخرى مختلفة ستبرز على المديين القريب والمتوسط وعلى كثير من المستويات...
بغض النظر عن الرواية الأمريكية وأكذوبتها في مسألة إعتقال "صدام"-وهي من العيار الثقيل -..
وبغض النظر عن ردود الأفعال الرسمية والشعبية المتباينة حيال هذا الحدث، ودون الدخول في تخمينات حول اتجاهات الأحداث للمشهد القادم، إلا أن قراءتنا نحن-الجزائريين- لهذا الحدث الذي ملأ الدنيا، لا تخرج عن زوايتين اثنين.. وطنية جزائرية، وأخرى قومية إسلامية..
من ضمن الشروط التي اشترطها الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي المرشح القوي للاستحقاق الرئاسي القادم ولكي يؤكد قبوله خوض غمار الإنتخابات،وحتى لا يتكرر سيناريو 1999 .. أن يكون الجيش على حياد تام هذه المرة.وأن يظل بعيدا لا يتدخل في فرض مرشح على آخر. لأن العملية إذا ما تمت على المنوال المتعارف عليه..أن الجيش في كل مرة يتدخل ويختار مرشحه. فهذا معناه أن لا جدوى من الإنتخابات بالمرَّة ويكفي إذن الإبقاء على من هم في الواجهة الآن.. أو اختيار مرشح بعينه وتعيينه مباشرة من دون أي انتخابات أو خسارة جهد أو مال.
تدور في المغرب العربي حرب خفيّة وباردة الى حدّ ما بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت تنعكس على العلاقات الفرنسية –المغاربية بشكل عام مؤشرة الى أن اللاعب الأمريكي استطاع بجدارة التسلل الى الملعب المغاربي والذي ما فتئت فرنسا تؤكد أنه من صلاحياتها دون غيرها , و فرنسا الرسمية التي تشن تصريحات يفهم منها عدم رضاها على وضعية حقوق الانسان في تونس وموريتانيا والجزائر والمغرب وليبيا ,ترفض الجهر بامتعاضها من التسهيلات التي بدأت تعطيها بعض هذه الدول المغاربية لأمريكا وموضوع حقوق الانسان في المغرب العربي الذي تثيره فرنسا هو مجرّد لهو حديث لأن الكلاب الفرنسية أفضل حالا من المهاجرين من المغرب العربي في فرنسا.
الحجاب الإسلامي في الغرب إلى ظاهرة حقيقيّة أصبحت تؤرّق كثيرا من صنّاع القرار السياسي والإجتماعي والثقافي في الغرب , وموقف هذه العواصم الغربية من الحجاب يتشعب إلى ثلاث توجهات , التوجّه الأوّل وهو الرافض لظاهرة الحجاب جملة وتفصيلا و تقف فرنسا في طليعة الدول الغربية المؤيدّة لهذا التوجّه , والتوجّه الثاني وهو الذي يعتبر الحجاب مسألة شخصية تتعلق بحرية الشخص وقناعاته الذاتية و هذا التوجه سائد في العديد من الدول الأوروبية وتحديدا في أوروبا الشمالية , و توجّه ثالث يعتبر الحجاب مسألة خاصة لكن يحرم المحجبّة الكثير من الحقوق , كحقّها في العمل في كثير من القطاعات المتاحة .
على الرغم من الأهوال والمآسي التي مرت بها الجزائر طيلة 12 سنة بسبب الإقصاء والتهميش وإلغاء الآخر، فإن بعض "الرسميين" مازالو يفكرون كما لو أنهم في التسعينات، ولم يستوعبوا حقائق الوضع الجديد، والتطورات الكبيرة التي حدثت في مجتمعنا وفي العالم بأسره.
الأستاذ هو من أحقر عباد الله في بلادنا العربية وفي الجزائر بالخصوص، والجميع يتقدمونه سواء من البزنس أو من أصحاب كرة القدم، أو هز البطن، أو العفن.. فهل قدره هو هذا المصير السيء..أم أن السياسات المتعفتة هي التي أغلقت في وجهه كل الآفاق المادية والأدبية والإنسانية وجعلته في كثير من الأحيان يلعن توجهه الذي إختاره برغبة وطواعية وحب كبير؟