بينما أسير ببطء نحو المصعد لأذهب إلى الدور الثالث و أقابل حسن معوض مقدم برنامج "نقطة نظام" قبض عليّ رئيس التحرير هشام الديب، أمسك يدي اليسرى بحزم كأنه يعاقبني على ذنب اقترفته، سحبني بإتجاه شاشة جهازه، وجدت صفحة "إيلاف" الرئيسة أمامي، سألني و ابتسامة بددت الهلع الذي سيطرعلى أطرافي: "نسيت أن أسألك، ما الهدف من وراء (نساء إيلاف) اللاتي يقمن في الضفة اليسرى لصحيفتكم".
يزدحم مكتبه الصغير المفتوح و الواقع في منتصف صالة تحرير فضائية "العربية" بالجائعين و الصحافيين، يخرجون منه تعلوهم علائم الشبع، ومطرزين بإبتسامة طازجة. أسلوب رئيس تحرير"العربية" المصري هشام الديب(50 عاماً) يوحي بأنك أمام قطعة كعك هائلة، يتذوقها المارة دون أن تنفذ " الصحافي المأهول بالثقافة كقطعة شكولاتة مغرية، تدنو منها بشراهة كأنك لم تأكل قط"، مذيع قناة (ان بي سي) الأميركية توم بروكو كاشفاً عن عدم مقاومته للصحافي المؤهل في حوار مع يومية " لوس انجلوس تايمز".
الجزء الأوّل: أربعة وأربعون صحافيًا يتحدون الوقت القلق
تتحرك الأردنية دانة صياغ بانفعال في صالة التحرير، تذهب من طاولة إلى أخرى كأنها تبحث عن قلادتها المفقودة، تطير باتقان في صالة تكتظ بأجهزة الكمبيوتر والأجساد الملونة والأوراق. كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف ظهراً قبل موجز أنباء الثالثة بتوقيت السعودية، ظلت دانة تركض ومن خلفها شعرها البني المرصع بخطوط ذهبية مخبوءة وعيوننا التي تراقبها باهتمام إلى ساعتين لاحقتين. "إنها فراشة لاتهدأ"، قال الصحافي في العربية فارس حزام، معلقاًعلى حركتها الدؤوبة وملابسها المقلمة بألوان زاهية تتحد في أمكنة وتنفصل في أخرى.
كان حلم المواطنة الفلسطينية "منال موسى سالم" من إحدى القرى بمدينة نابلس الصلاة في المسجد الأقصى, وبالفعل قررت الذهاب لأداء صلاة الجمعة, لكن قوات حرس الحدود الإسرائيلية كانت في طريقها حيث تم اعتراضها هي ومن معها بالقرب من حاجز \'شعفاط\' وقاموا بإطلاق قنابل صوتية عليهم, فلحق بها إصابات بالغة ونقلت على إثرها لمستشفى إسرائيلي في القدس.
د. السويدان: 50 مليون أمريكي لا يتابعون أخبار العالم !
د. رؤوف: جمهور الانترنت متمايز وعلينا مراعاة ذلك!
د. عبد الله: المعادي للغرب بتطرف يساوي المنبهر به!
لعل الحضور اللافت للحاجة رفقة البايض (58عاما) من مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية بلوحتها التي تعلق داخلها صور لإبنيها وإبنتها المعتقلين جميعا في سجون الاحتلال بات أمراً مألوفا في الإعتصامات والمسيرات والتظاهرات المتضامنة مع الأسرى في سجون الاحتلال والمطالبة بإطلاق سراحهم.
فالحاجة رفقة التي ترتدي ثوب فلسطينيا تراثيا يحولها إلى رمز للصمود والوقار، لم تكلل يوما منذ خمسة وعشرين عاما وهي تواصل المشاركة في المسيرات والإعتصامات والتظاهرات أملا ان تسهم في إطلاق سراح أبنائها شريف ومحمد وإبنتها هيام الذين يعتقلون في سجون الاحتلال.
أظهرت دراسة مقارنة لنتائج عدد من إستطلاعات الرأي التي أجريت يومي الانتخابات الرئاسية والمحلية الفلسطينية ونشرت نتائجها في الثالث عشر من الشهر الجاري أن فوز مرشح حركة فتح محمود عباس "أبو مازن" في الانتخابات الرئاسية جاء لأن الناخبين الفلسطينيين يرونه الأقدر على تحسين الإقتصاد ودفع عملية السلام، بينما جاء تفوق حماس في المرحلة الاولى من الانتخابات المحلية لأن المواطنون يرون ان مرشحيها هم الأكثر نزاهة والأبعد عن الفساد.
تؤكد نتائج الدراسة التي اجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن اعتبارات المشاركين في الانتخابات الرئاسية قد اختلفت عن اعتباراتهم في الانتخابات المحلية، ففي الرئاسية أراد الناخبون رئيساً قادراً على تحسين الوضع الاقتصادي والعودة لعملية السلام، أما في المحلية فأراد الناخبون مرشحاً نزيهاً بعيداً عن الفساد.