باتت الأمراض المزمنة التي يعاني منها معظم أسرى سجن النقب الصحراوي البالغ عددهم قربة (1500معتقل) السمة الأبرز لأي زائر تسمح له سلطات الاحتلال بدخول السجن، فسرعان ما يلحظ وجوهًا بائسة أنهكها المرض وآخرون لا يكفون عن طلب العون والمساعدة والعلاج ولكن دون جدوى.
ولعل الأسير نضال نادي سليمان صايل الذي فقد الإبصار في عينيه اليسرى بسبب الإهمال الطبي خير مثال على ذلك، فنتيجة الاهمال الطبي داخل السجن ومنعه من الخروج لإجراء عملية جراحية في عينه فقد بصره، وهو يعاني حاليا من ألم حاد في رأسه بسبب عدم تمكنه من الرؤية الا بعين واحدة.
قبل عدة سنوات، وتحديدا أثناء دراسة اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد المتخصصة بأمريكا، واجهت واجبا ممضا يتمثل في إعداد مشروع يتعلق بالحديث عن تجربتي الدراسية في وطني بالكلمة والصورة أمام الفصل المحشو بالطلاب الأجانب، تواثب الحزن من كل الأمكنة، لأني أدرك أنني لو عثرت على الكلمة فلن أقبض على الصور التي تجمعني مع رفاق الفصل السابقين، فالكاميرا ممنوعة في مدارسنا، ولا تتوافر إلا في مناسبات طفيفة وتنتقل وسط جيش من الأسئلة والتحقيقات...
أشار تقرير أصدره نادي الأسير الفلسطيني اليوم ان (8000) اسير فلسطيني لا يزالون يقبعون في 25 سجنا ومعسكرا ومركز توقيف تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم (1200) معتقلا إداريا (أي دون محاكمة ودون توجيه تهمة إليهم).
ولفت النادي في تقريره الذي وصلت لـ"فـــا" نسخة منه عبر الإيميل أن (40) ألف مواطن فلسطيني تعرضوا للاعتقال خلال سنوات الانتفاضة الأربع الماضية، بمن فيهم الشبان والشابات والأطفال والشيوخ.
كم بدا عالمنا صغيراً ومهتماً بأدق تفاصيل الانتخابات الرئاسية الفلسطينية التي جرت في التاسع من الشهر الماضي، تجلى ذلك في وجود 2400 صحفي محلي و دولي عملوا عبر أسابيع عديدة على تغطية سير العملية الانتخابية الفلسطينية بمختلف مراحلها، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل إمتد ليشمل ثمانمئة مراقب دولي حضروا إلى الأراضي الفلسطينية لإشراف على سير العملية الانتخابية كان أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق جمي كاتر ، وميشيل روكارد عضو البرلمان الأوروبي ورئيس وزراء فرنسا الأسبق،و بالتأكيد لهذا الإهتمام العالمي دلالاته ويعكس موقفاً من الانتخابات ونتائجها.
السعودي عبدالعزيز الرشيد (37 عاما) استلقى على أريكته أخيرًا بعد أن طاف منزله في شيكاغو (الينوي) لنحو نصف ساعة مرتديا لباس "سانتا كلوز" ولوازمه كالشارب واللحية البيضاء الطويلة وحاملًا ابنه محمد (4 سنوات) على ظهره، يقول: "أنا سعيد لأن محمد كذلك، اليوم عطلة في أميركا بسبب عيد الميلاد، استثمره في قضاء وقت ممتع مع ابني بانتظار وصول سانتا كلوز". مطعم السلام للمأكولات العربية في جنوب ولاية فلوريدا يكتظ بالخليجيين والعرب في احتفالات الميلاد، ويقول ماهر المصري وهو يرحب بالقادمين: "اليوم عندنا عيدين بوجود الفنان القدير رفيق السبيعي بيننا، الجميع هنا يلتقط الصور التذكارية ويستمتع بالحديث معه". السعودية نورا الصالح (29عامًا) تدرس الصيدلة في جامعة ميامي في فلوريدا على حسابها الخاص وتتفرغ في الميلاد لزيارة صديقاتها الخليجيات والعرب وتقديم الهدايا لأطفالهم، وتتساءل "ألا يجب أن نصنع شخصية عربية كـ سانتا كلوز؟ لأول مرة اشاهد ابنة صديقتي دلال ممتلئة بهذا القدر من السعادة بعد جملة الهدايا التي تلقتها". تضيف "مستعدة أن أدفع عمري لقاء أن تخيم هذا السعادة على وجوه الأطفال في وطني".
[IMG]http://nashiri.net/aimages/s1.jpeg[/IMG]
خليجيون وعرب احتفلوا بالسبيعي عشية الميلاد في ولاية فلوريدا
لم يفق سكان قرية قراوة بني زيد شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية من مصطيبتهم التي خلفت شهيدين خلال عملية الافتحام الاخيرة التي نفذها جيش الاحتلال قبيل عيد الأضحى المبارك، حتى عاد الجنود من جديد وفي جعبتهم طريقة جديدة لمعاقبة الاهالي وترويع الأطفال وتمثلت هذه المرة هي إطلاق النار صوب منازل المواطنين وإعطاب السيارات المصطفة على جنبات الشوارع والإعتداء على المتضامنين الأجانب الذين إعتقدوا أنهم سيسهمون في التخفيف من معاناة الأهالي.
ويروي أهالي قرية قراوة بني زيد التي يقطنها ما يقارب الألفي نسمة الأساليب التي يستخدمها جيش الاحتلال للتنكيل بهم ومعاقبتهم لسبب مجهول لم يعرفوه بعد، يقول المواطن مجد عرار كننا فرحين مستبشين بقدوم عيد الأضحى المبارك في أول أيامه لكن عدد من دوريات الاحتلال أفسدت علينا فرحتنا بنيران أطلقتها في كل حدب صوب وقنابل غازية أمطرت منزلنا وعدد من البيوت المجاورة
تفتح "مارليند" باب منزلها الأسود المرصع بخطوط ذهبية بحذر شديد وابتسامة شحيحة، أنسل إلى الداخل، عيناي تنغمس في الصور المعلقة على الحائط الطويل، تهبط مارليند إلى الدور الأرضي، بينما أبقى وحيدا متأملا اللقطات الكثيرة، وأصغي بفضول إلى صوت فرشاة الألوان التي تنهمر أسفلي تماما...
أحمل في يدي دفترا أصفر تتكاثر في داخله خطوط زرقاء مستقيمة وكثيرة عجزت عن عدها، أدون فيه الأسئلة وأرقام الصور وأمكنتها، أجيء قبل ساعة من موعد اللقاء الأسبوعي مع سام زاخم (70 عاما) - مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان السفير السابق لدى البحرين- أتجول في منزله بهدوء لا تفسده سوى (نيللي)، تلك القطة الخبيثة التي تراقبني بتمعن وتحتج بانتظام على وجودي عبر المواء الغاضب بجوار حذائي.